█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ الزواج خطوة لا تتغير معها فقط حالتك الإجتماعية في بطاقتك الشخصية، وإنما تتغير به حياتك كلها، الحب موجود بعد الزواج؟ نعم موجود، وهناك أيضا المودة والرحمة، والعشرة الطيبة، والعيش والملح، ولكن هناك أيضا مواقف لا تنسى، وعقبات لا يستهان بها . ❝
❞ ليه يا دنيا جيه عليا ليه هو أنا كنت عملت ايه ده حته أنا غلبان وماشي جمب الحيط تيجي انتي يا دنيا تهدي عليا الحيط ليه ما أنا كنت عايش في حالي وساكت علي وجعي حتي آه مكنتش بقولها بصوت عشان مبقاش مكسور قدام اللي يسوه واللي ما يسواش أنا مش صخره بس بحس عندي كرمتي فوق كل شي حتي فوق قلبي بقا عندي استعداد أخصر ايه حد أو ايه حاجه مقابل اني ابقا كويس ومبسوط علمتيني يا دنيا أن الزمن ده مش عايز الطيب اللي يحب بإخلاص ويصون العيش والملح احنا في زمن الطيبه فيه هبل ونادر أن حد يصون العيش والملح عرفتيني ان ممكن اللي وأكل معاك عيش وملح بعدها بخمس دقائق يجيب في سرتك بكلام مش فيك يا يادنيا ياما انخدعنا في ناس كتير جدا ويا عالم هل هنتخدع تاني وآله لا مفيش حد بيدوم كل اللي قال هفضل جمبك هو أول من فتح باب الرحيل ورحل يا دنيا سكتنا علي وجع من ناس كتير لكن يا دنيا هيجي الوقت اللي الجبل الساكت ينفجر في كل حاجه ويطلع كل اللي جواه عارفه يا دنيا أنا اه اسامح وكل حاجه لكن عمري ما انسي كسرت خاطري وقلبي في يوم من حد مكنتش اتوقع انه يحصل منه كده انا مش قاسي بس انتي يا دنيا اللي علمتيني القسوه وان مينفعش يكون ف رحمه وشفقه علي كل حد خان وغدر وأن ربنا قادر ينتقم أشد انتقام لكن برضو اتعلمت أن عمر اللي انكسر ما يتصلح هاتي حد يا دنيا واكسري قلبه كل كسره والتانيه بتسحب روح في الثانيه الواحده ملايين المرات و قولي معلش بكل بساطه تتقال بعد مايكون في وجع كبير في القلب ده وفي الاخر تقولي اللي انكسر يتصلح ازاي هاتي لوح ازاز وافضلي اكسري فيه لحد ما يبقا عامل زي التراب هل هنقدر نقول الازاز اللي انكسر ده وبقي عامل زي التراب نقدر نصلحه تاني ويرجع زي الاول اكيد ومستحيل لا طبعا ف يادنيا اللي بيتكسر جوانا عمره ما يتصلح
الكاتبة آية محمد محسن عبد المنعم . ❝
❞ ابتديت تحصل معايا حاجات غريبه بقيت على طول تعبانه وشى شاحب مش طايقه اتعامل مع حد بشوف كوابيس كتير وعلى طول بتخانق مع أى حد يتكلم معايا من غير سبب أهملت في شغلى ودارستى بقيت بنفروا من التجمعات.بس جارتنا الله يبارك لها ما سابتنيش وفضلت تجرى معانا على الدكاترة بسبب التعب اللى ظهر فجاءة عليا وعلى طول قاعدة معانا.
وفى يوم بابا قال ل ماما أن فى وأحد زميله عايز يجيب إبنه ويجوا زياره علشان يتعرفوا عليا اللى فهمتوا أنه رؤية شرعية أنا ما اعتراضتش على الرغم من شعور الخنقة اللى صابنى والصداع وألم العين بس ما اعتراضتش على الرؤية الشرعية.
عدى الوقت وجه معاد الضيوف وكانوا قاعدين فى الصالون بس وأنا بجهز نفسى علشان اقابلهم لاقيت وشى ورم وحصل فيه طفح جلدى ما كنتش عايزة أدخل الرؤية الشرعية بالمنظر ده.بس كان لازم أدخل علشان بابا ما يزعلش.اخدت صنية العصير ودخلت وأول ما دخلت لقيت العريس نط من مكانه وقال استأذن أنا علشان تعبان أوى هلحق العياده قبل ما تقفل وما استناش حد يرد عليه والغريبة بقى اختى بنقولى ده ما لبسيش الشوز بتاعه ده شالها فى أيده ونزل يجرى ولبسها فى الشارع.
زميل والدى اعتذر عن اللى إبنه عملوا واستاذن ومشى.
تانى يوم روحنا علشان اكشف على الحاجات اللى ظهرت فجأة فى وشه الدكتور احتار وبعدين كتب على ادواية حساسية.وقالى أنا كشفت بس مش لقى لها سبب هنعاملها معاملة الحساسية.
وبرضوا المرض والهزلان اللى بحس بيه الدكاترة مش لاقين له سبب بيقولولى التحاليل زى الفل.
طب والتعب اللى أنا حاسه طب والاعراض اللى واضحه على جسمى.
الدكتور.يمكن نفسى لكن عضوى انتى زى الفل.
تعبت من اللف على الدكاترة ومفيش سبب.
الحمد لله على كل حال.بس كده كتير أنا حتى ما بقيتش قادرة اخدم نفسى.الحمد لله على كل حال.
وبحس بحركه فى الاوضه كأن حد موجود وأحيانا بشوف خيالات لشخص شكله بشع لونه اسود وبقرون بيحاول يقرب منى.كنت نايمه حلمت بكائن اسود بيبص لى بابتسامة شريرة لما جيت اصرخ معرفتش حسيت أن جسمى مشلول ولما صحيت من النوم حسيت جسمى وجعينى ألم شديد فى كل جسمى لدرجة حاولت أخد مسكنات ما كنتيش بتعمل حاجه.
بابا قال إن جدتى عزمنا عندها فى البلد ويمكن لما اغير جوا صحتى تتعدل.وعلى الرغم أنى ما بحبش التجمعات.
بس قلت افكر فى السفر للبلد.
وجه اليوم اللى كانت جدتى عازمنا عندها فيه فى البلد وبابا أصر أن إحنا نروح وهو عارف انى ما بحبش التجمعات.ماقدرتش ارفض وسافرنا أسبوع الصعيد بس إيه ده يااااه على الجمال بتاع الغيطان والزرع والهوا أنا كنت عايزه أقعد مع الطبيعى وما احتكش بالبشر.
وأنا بتفرج على الخضرة والزرع مع بنت عمى.
مر علينا شاب فى الثلاثينات ورما السلام ردينا السلام بس أنا بطبيعتى مش بحب اتعامل مع حد.وهو شكله محترم رما السلام ومشى ما رضيش يقف علشان ما يجرحش حد.
تانى يوم سمعت من بابا وجدتى أن الدكتور محمد عايز يخطبنى ويجى رؤية شرعية.
سألت بنت عمى مين الدكتور محمد ده ؟
قالت اللى رما علينا السلام امبارح.
المهم جدتى اقنعت بابا أنه يوفق على الرؤية الشرعية.وظبطوا يوم علشان يجى الرؤية وأنا بجهز نفسى للرؤية حصلت معايا نفس الخنقة ووشى ورم وبقيت زى المشوهة.
جدتى لما شافت شكلى قالت لبابا اعتذر من محمد وأجل الرؤية للأسبوع الجاى.
بابا نفذ كلام جدتى.جدتى بعتت لواحد شيخ فى البلد وجه.وقعد فى المندرة أو الاستراحه وبعتولى علشان أقابل الشيخ ودخلت والشيخ قالى أقعد بالقرب منه وطلب كوبايه مياه نظيفة وبداء يقرأ القرآن الكريم وهو حاطت أيده على راسى وفضل مده على الوضع ده وبعدين سألنا فى حد اعطاكى هدايا من قريب ؟
ردت عليه وقولتلوا أن جالى هدايا كتير الشهر اللى فات لما نجحت فطلب منى أنه يشوف الهدايا لو كانت موجودة.
جبت له الدبدوب اللى صاحبتى كانت جايبه لى والحجاب اللى جارتنا كانت جايبه لى دول اللى جبتهم من الهدايا معايا.
الشيخ مسك الدبدوب وفضل يقلب فيه وسابه وبعدين مسك الحجاب وفضل يقلب فيه وهو بيقرا وبعدين سحب من الحجاب حاجه رفيعه خالص كانت موجودة فى تنيات الحجاب وطلب إناء كبير فيه مياه.وابتدا يقرأ القرآن الكريم وهو بيفك الشئ اللى طلعوا من تنيت الحجاب وبعدين حطوا فى الإناء وهو بيقرا وغطس الحجاب في الإناء وقام بتدميره ولما سالتوا ليه عملت كده ؟
قال الحجاب ده كان فيه عمل بالمرض ووقف الحال.
حاولى تحصنى نفسك وما تقبليش حاجه من حد الناس مش ملايكه.
افتكرت أنا وماما لما كانت جارتنا بتهزر وتقولى هجوزك ابنى هانى وأنا برد عليه ليه خلصت الرجالة علشان اتجوز ده بس إحنا كنا بنهزار ما كنتش اتوقع أنها تعمل كده. ماما قالتلى خلاص ما تجيبش سيرة وأحنا نبقى ناخد بالنا بعد كده على رأى الشيخ الناس مش ملايكة تبقى وأكل معاهم عيش وملح وبطعنوك في ضهرك. المهم التزامى بالصلاة والتحصين زى ما الشيخ قال.
سمعت كلامهم والحمد لله بقيت أحسن.
وعدا الوقت والدكتور محمد جه الرؤية الشرعية وقالى أنه جاى البلد يقضى إجازة لكنه عايش فى القاهرة وأحنا هنعيش هناك بعد الجواز والحمد لله ارتاحت في الرؤية وعملنا خطوبة وكتب كتاب لأنه كان جاهز وقال إن إحنا هنتجوز آخر الشهر وأول لما نرجع نبتدى نجهز علشان الفرح.وبقينا نحذر من القريب قبل الغريب.والحمد لله عديت على خير ودلوقتي أنا ومحمد اتجوزنا ومعنا نسمة وورد توأم.
وبعدنا عن أى حد مؤذى وبعد لما اتجوزت ماما وبابا نقلوا للسكن في منطقة تانية.بقيت بروح ازورهم أنا ومحمد والبنات وكانوا فرحانين أوى.
الحمد لله ودلوقتي بعلم البنات الصلاة وحفظ القرآن الكريم.
استقيموا يرحمكم الله.
تمت ..
#بقلمى_الهام_احمد_عبدالحليم . ❝
❞ الحلقة الثانية من الرواية
وعند عودة تامر إلى المنزل تصادف مع مريم أمام المبنى ، فقال لها متذمرًا :
أنا بقيت مسخرة قدام صحابي ، عجبك كده ؟!!
اه ، ردي ، بدل ما أديكي في وشك ، وأريح الناس من شرك .
فأجابته وهي تسخر ، وتلوح بيدها :
صحابي ، صحابي ، يبني هما دول صحاب ، ياريتك مصاحب حد عدل ، كنا قلنا ماشي ، لكن إنت وهما عايزين إبادة ، ملكمش أي فايدة إطلاقًا .
فانزعج وقال :
اتكلمي عدل يا مريم ، عشان لغاية دولوقتي عامل اعتبار إنك أختي الصغيرة وبقول عيلة وبكرة تعقل ، لكن إنك تقلي مني ومن صحابي
ولوح بيده وقال :
لا ، أنا بقولك أهو ، احترمي أخوكي الكبير ، انتي فاهمه ولا ولا .
فقالت :
هما حيالله تلات سنين ، مش غاغا هي .
وتركته وصعدت للبيت .
فصاح فيها وقال:
بت ، لما بكون بكلمك ، مش تمشي إلا لما أخلص كلامي ، انت يا بت ، انتي با بتاعت الكونغ فو .
فدخلت الشقة وأغلقت الباب فى وجهه ، فصاح غاضبًا:
انا هعرفك إزاي تحترميني ، استني عندك .
فجأة لمح إحدى صديقات والدته وتدعى ˝ نرمين ˝ جالسة مع والدته في غرفة المعيشة ، فارتبك وكانت تنظر إليه ، فقال :
أهلاً يا طنط ، أهلا ، إزي حضرتك عاملة ايه ؟!
فأجابته :
أهلا يا حبيبي ، أخبارك كويس ؟!.. سامعاك بتزعق ، في مشكلة .
-لا ، خالص ، دنا أنا ومريم كنا بنتناقش في شوية حاجات كده ، بس احنا عيلة كده صوتها عالى وهي بتتناقش ، فتحسي ان احنا بنتخانق ، لكن ، لا احنا بس بنتناقش .
- طيب يا حبيبي ، انا همشي بقا يا نادية ، وابقي فكري في إلي قولتلك عليه .
- سلام عليكو
- سلام. يا تامر ، وابقى سلملي على مريم ، عشان دخلت ومسلمتش عليا ، مش مشكلة ، يمكن ما أخدتش بالها .
فأشار بيده وقال :
سلام يا طنط
وأوصلتها الأم إلى الباب وقالت :
مع السلامه يا حبيبتي. ما تنسيش بقا .
-ربنا يقدم إلي فيه الخير .
وبعد أن غادرت ، فذهب تامر لأمه وأمسك يدها ، وقال:
تعالي بقا ، اقعديلي هنا ، قوليلي الست الحشرية دي عايزة ايه ، اوعي تكوني لسه مصرين تجوزوني بنتها .
- على أساس انها هتبور بنتها جمبك ، يا تك نيلة ، بنتها اتجوزت وقربت تولد. ، اومال انا كنت في فرح مين السنة الي فاتت .
فوضع يده على صدره وقال :
الحمد لله ، أومال موضوع ايه إلي مش عايزاكي تنسيه ؟!
- جايبة عريس لأختك مريم .
- وده ايه ظروفه ؟!
- راجل ، شغال برة مصر ، وظروفه المادية كويسة ، وأهله ناس محترمين ، يعني بتقولي مناسب ، وهيعيش مريم مبسوطة ومش محتاجة حاجة .
- أومال مش مبسوطة ليه ، مادام مناسب .
- قلقانة بس مش أكتر، بتقولي عنده ٤٢ سنه ، بس مش باين عليه شكله لسه شباب ،
- ايه ده ٤٢ ولسه متجوزش لغاية دولوقتي ، مع انو ظروفه كويسة يعني .
- ومستغرب ليه ، منتا قريب هتقفل 40 ولسه بتتسرمح ، على الأقل ده اتجوز وطلق ومعاه عيلين .
- نعم ، انتي بتقولي ايه ؟!
- اهدى شوية ، أنا غلطانة إن بفضفض معاك ، وبستشيرك قبل ما أقول لأختك .
- لو هي وافقت ، انا مش هوافق .
- وليه يبني ، أختك كبرت مبقتش صغيرة ، وبعدين الراجل مفيش حاجه تعيبه ، وولاده مع أمهم.
- كبرت ايه ، بنتك لسه قدامها إن هي تنقي وتختار إلي يناسبها ، وبعدين ، على عيني وراسي وراجل محترم وكويس وتمام ، بس افرضي حب يرجع لمراته عشان خاطر عياله ، عايزة بنتك تبقى زوجة تانية يا حاجة نادية .
- لا طبعًا ، طليقته أصلاً اتجوزت ، وهو مطلقها من ست سنين .
- اه قولي كده ، هو بقا ايه . لقى طليقته اتجوزت ، قال ايه هروح اشوف بنت عزبا وحلوة واتجوزها عشان اغيظ طليقتي .
- انت بتقول ايه ، يا بني ؟!
- بقول على جثتي الجوازة دي .
- طيب يا تامر افرض العكس ، لو اختك هي الى مطلقة دولوقتى ومعاها عيلين ، وجه ليها واحد أعزب وابن ناس وطلب يتجوزها ، هيكون ايه رد فعل اهله ، هل هيعترضوا ؟! لا ، لأنو بيحبها ، ورضي بيها بكل الظروف إلي فيها .
- هو إنتي مقتنعة بلي بتقوليه ده ، ماما ، إنتي أصلاً مش مقتنعة ، فيه فرق بين حب ، وفرق بين جواز على السيرة والصور .
- بقولك ايه ، الموضوع ده ميتفتحش تاني ، وانسي ، ولا مريم تعرف بالموضوع ، خلصنا .
وتركها ودخل غرفته وهو منزعج ، فجلست تبكي وتقول :
- طب اعمل ايه ؟!.. أنا أم ونفسي أفرح ببنتي ، قبل ما أموت ، طب انت راجل ومش يتخاف عليك ، هتعيش في الدنيا بالطول والعرض وتتجوز بدل الواحدة اربعة ، لكن البنت دي ، هتعيش ازاى لوحدها ، لا قريب ولا غريب بقو بيسألوا عن حد .
ثم مسحت دمعتها وقالت :
هقوم أصلي المغرب ، وإن شاء الله ، المولى يحلها من عنده . اللهم لا اعتراض يارب
أما تامر قضى ليلته يفكر فيما قالته أمه وفيما قاله هيثم ، وقال :
طب وايه الحل ؟!.. يعني أختي دولوقتي ، مش هيجيلها غير المطلق والأرمل ، أدي فرصة لهيثم ولا اعمل ايه ؟!
وأمسك هاتفه ثم قال :
هو أنا ليه حسيت مرة واحده بالمسئولية كده ، والله ، شكل وقت السرمحة قد ولى ، بقا فيه مسئولية على كتافك يا واد يا تامر .
ورن الهاتف ، وإذ ، بصديقته ˝ مي ˝ تُهاتفه ، فتبدل وجهه القلق ، بابتسامة عريضة ، وأجابها ، قائلاً:
روحي ، وحبيبة قلبي ، كنت لسه بفكر فيكى يا ميس .
وأجابته الأخرى بصياح :
ميس ؟!.. ميس مين يا تامر ؟!!... نهارك مش معدي النهاردة .
فنظر في هاتفه ، فوجد مي. وليس ميس ، وضرب رأسه وقال :
يا بنتي مش تفهميني غلط ، بقول مي ، تلاقي عندك السماعة بايظة ، صلحيها يا حبيبتي ، أو أنا أجبلك غيره جديد ، مكان إلي هيوديني في داهية ده
-بجد ، ولا بتضحك عليا ، أصل أنا عارقاك ،مش هفضل ألملم من وراك ، وصحابي دايما بيحظروني منك .
- وصحابك مين دول ، تلاقيهم غيرانين ، منك يا روحي وده كلام ، إنتي إلي في القلب ، وفي أرض الملعب ، والباقي إحتياط على الدكة .
- انت بتقول ايه ، يا تامر؟!
- بقولك ، انت إلي في القلب ، غيري السماعة بعد اذنك .
فكانت خلفه مريم ، وتتسمع عليه وضحكت ضحكة عالية ، وقالت :
يا تيمو ، انت فين يا حبيبي ؟
ففتح فمه من هول ما يحدث وبدأ يتلعثم ، والأخرى تصرخ وتقول :
مين دي يا تامر ، انت فين بالظبط ؟!.. قولي بقا دي كمان عيب سماعه ، أكيد بتتسرمح مع صحابك الصيع .
- والله العظيم ، أنا في البيت ، بس أمي شغلت التلفزيون و وهي بتحب تعليه شويه ، ده فيلم .
وبدأ. يضع يده على رقبته وينظر إلى مريم ويشير إليها ، بأنها سوف يقتلها ، وهي تهز برأسها وتخرج لسانها له لإستفزازه ، فرمى بها وسادة فخرجت وهي تضحك وتقول :
نجحت المهمة !!! نيااااااااه .
وأما مي فقد أغلقت الهاتف ، وحاول أن يعاود الاتصال بها ، لها دون جدوى ، فقد غضبت وتجاهلت ،كل مكالماته .
فلما يأس من محاولاته ، قال :
أهي اتقمصت ، يارب تكوني مبسوطة يا أخت مريم .
فعادت إليه ، وقالت :
اه مبسوطة ، مادام هساعد بنت إنها تبعد عنك ، فأنا هبقى مبسوطة ، لأن أنا بنت ومبحبش أبدًا بنت تنخدع ، وتتعشم على الفاضي ، وتضيع مستقبلها جمب واحد زيك ، بيلعب ببنات الناس ، افتكر كل ما تكلم بنت ، إن ممكن تكون البنت دي أختك ، وزي ما بتخاف وبتغير على أختك ،خاف على بنات الناس ، لأن كله بيترد صدقني ، حتى لو كنت شيخة البنات وملتزمة ، ممكن ابتلي ، بواحد زيك .
فصمت بعض الشيء ، وكأنه تأثر بكلامها ، وقال :
ماشي يا مريم ، على العموم ، أنا جد المرة دي بس عايز أموري تستقر مهنيًا وكده .
-طب الحمد لله ، ربنا يهديك .
- هصالحها ازاى دولوقتي ، بعد العملة الهباب ، إلي عملتيها .
-لو بتحبك هتعدي ، عشان إلي عايزك جمبه ، مش هيفرق معاه أي حاجه ، بس هقولك خاف ، من إلي بيعدي كتير من غير ما ياخد موقف منك ، عشان ده غدار ، في لحظه هيقلب وهيسيبك ، وهتفضل تدور عليه ، مش هتلاقيه ،لأنه ادالك فرص وكان نفسه تستغلها وتغير من نفسك .
عمر ما كان الساكت ، قلبه اسود ، أو بوشين ، كل إلي فيها مش عايز حياته كلها صراعات ، وتبريرات كدابه ، فبيريح راسه بالسكوت ، وبيعقد يتفرج حتى لو عارف إنك كداب ، بس بيجي يوم ويمل ، فبيمشي وهو ساكت بردو، وبتفضل تستغرب هو ليه مشي ، أنا معملتلوش حاجه ، أنا بتعامل بنفس الاسلوب إلي بتعامل بيه على طول معاه ،عارف الواحد ليه بيستغرب وقتها ، لأن في ناس ، لما بتفضل تعديلها ، و تمشي الدنيا ، تفتكر نفسها مثالية ، وإن انتَ متقدرش تعيش من غيرها ، َ محور حياتها ، لو جت صراحتك وقالتلك ،انت عملت كذا وكذا ، تفتكر هيكون ايه ردك ؟!.....لما تتفاجئ انها أخده بالها من تصرفاتك ، وانت عامل نفسك ، الذكي ، إلي بيلعب بالسمكة وديلها ، وفاهمها وهي طايرة.
فصمت وقال :
يعني ، هقولها ، طب مش جيتي ليه صرحتيني ؟!.. يمكن لو جت وقالتلي على في قلبها مني .... مش هنخسر بعض ..! صح مش كده ، ليه دايمًا بتفضلوا ساكتين . تفضلوا تتفرجوا وتعيشوا الدور كمان ، وفي الأخر تزعلوا ، مهو طبيعي ، انت لو مجتش وقولتلي على في قلبك ، طب أنا هعرف إزاى ؟!.. إلي بيزعلك مني ... طول ما أنت ساكت ومستحمل ... طبيعي إن أنا أتمادى ... منا مش عارف إذا كان إلي بعمله بيزعلك .. ولا ولا .
-ما تضحكش على نفسك ، انت مدرك إن إلي بتعمله غلط ، ولو قلبت عليك وعاملتك بنفس المعاملة ، هتتقمص وتزعل ، وهيكون رد فعلك هو هو نفسه
فليه ، زي ما انت بتتحب. وبتتقدر ، وحد بيعاملك بما يرضي ، الله ، عامله زي ما بيعاملك ، ليه الكدب والكيد إلي ملوش لازمة ، ليه تجرح وتقول ، دنا ما أقصدش ، انتَ فهمت غلط ، وانتَ عارف انك قاصد .
بص ، يا تامر ، مشكلة الناس إلي زي كده ، إن الكلام معاها ملوش لازمة ، عشان كده كتير بيفضلو السكوت عن أي كلام ، تصبح على خير يا تامر.
فذهبت لغرفتها ، وهو عاد ليراسل حبيبته ، وترك لها رسالة ، معتذراً عن سوء الفهم ، وأخلد إلى النوم .
وفي اليوم التالي .
ذهبت مريم إلى النادي ، لممارسة الرياضة اليومية الخاصة بها ، فتصادفت مع هيثم ، فأوقفها ليتحدث معها ، فقال :
مريم !
فقالت محدثة نفسها :
عايز ايه ده كمان ؟!
قال :
آسف ، إني وقفتك بالطريقة دي ، بس عايز اتكلم معاكي، على انفراد ممكن ؟!
قالت :
لا ، مش ممكن ، بعد اذنك .
- استني ، أنا والله بحبك جدًا ، ومش زي ما انتي فاكرة ، معرفش ليه أخده عني الفكرة دي ، رغم إن ، انا وتامر صحاب من سنين بس عمرك ما اتعاملتي معايا ، عشان تعرفيني ، اديني فرصة أثبتلك ، إن أنا مش أصفر زي ما بتقولي عني .
- ايه ده هو قلك ، طب كويس ، وفر عليا ، بص بقا ، لو انتَ آخر واحد في الدنيا ، مش هوافق عليك ، أبدًا أبدًا.
- وليه بقا ، أنا لا بتاع بنات زي أخوكي ، وماشي سكتي دغري ، ومليش في اللف والدوران .
- مش مرتحالك ، قلبي بيقولي إنك مش كويس ، أنا نفسي تبعد عن أخويا بجد ، لأنك حقود ومش سالك ، انتَ بتمثل المثالية ، وانتَ غير كده تمامًا .
فتركته وذهبت ، وغضب لحديثها معه بهذه الطريقة ، وقال :
مهما عملت مش نافع ، بس أنا هعرفك ، إزاي ترفضي هيثم البكري .
وذهب إلى الحانة التي يتعاطى بها المخدرات ، وبدأ يتعاطى جرعة كبيرة من غضبه ويقول :
ماشي ، يا مريم .
ماشي !!
وجاء من خلفة ، رجل جاحظ الوجه يدعى ˝ مرتضى السكري ˝ رجل عصابات، و تاجر للمخدرات ، فضرب كتفه وقال :
ايه يا عم هيثم بقالك يومين .. غايب يعني ؟!..
-أكيد مش بتسأل ، لسواد عيوني ، خير ؟
- ايه يا عم ، في حد مزعلك النهاردة ولا ايه ؟!
- يعني ، مضايق شوية .
- طب والي يفك الضيقة دي ، يا عم .
- مش فاهم .. انت عايز ايه ؟!
- ليك سبوبة حلوة ، انما ايه هتكسبك ملايين ، وأنا قولت ، انتَ أولى من أي حد .
- بجد ، إلي انتَ بتقوله ، ولا أنا تقلت العيار .
-عيب عليك ، اسمع ، الريس بتاعنا ˝سمير البارودي ˝ شاري أرض في الصحرا وعايز يبني ڤيلا صغيرة كده ، ومخزن كبير ، وقلي أشوف مهندس ثقة ، ينفذله إلي هو عايزه ، فجيت في بالي على طول ، الشغلانة فيها قرشين حلوين ، بس الغلطة بعمرك ، انت فاهم طبعًا .
فشرد قليلاً ، ثم حدث نفسه وقال :
جتلك لحد عندك .
فضحك بخبث وقال :
ينفع أشغل معايا في المشروع صديق ثقة بردو ، وأشطر مني كمان .
-ماشي ، المهم الشغل يخلص من غير مشاكل ويكون على أكمل وجه ، وأنا هخدلك معاد مع الريس ، عشان تقابله ، ويتفق معاك ، انتَ وزميلك .
- ماشي ، وأنا مستني تليفونك .
وبعد أن غادر الرجل ، هاتف تامر ، وقال:
لسه زعلان مني ؟!
-لا ، من حقك تعبر عن مشاعرك ، وأنا من حقي احترم مشاعر اختي ، وأيدها في كل اختياراتها الخاصة ، فانت إلي مش تزعل .
فقبض على الهاتف بيديه من شدة الغضب ، فقال بنبرة من الهدوء :
وأنا مش هيأس ، هحاول ، المهم ، عندي ليك مشروع هيكسبنا ملايين مع رجل أعمال كبير .
- بجد ، يا هيثم .
- طبعاً أنا قولت ، مفيش غير صحبي وصديق عمري تامر ، هو إلي يستحق يشاركني في المشروع ده ونكبر سوا .
- تسلملي يا صحبي .
- بص بكرة هيكلمونا ، عشان نروح نتفق مع الراجل الكبير ، استنى اتصال مني .
- شكرًا يا هيثم ، أنا مش هنسالك ده طول عمري .
- متقولش كده ، احنا اخوات ، يا ما كان بنا عيش وملح .
وبعد أن أغلق معه الهاتف ، قال :
والله ، ووقعت في ايدي يا بن المنصوري ، وأنا مش هنسى لأختك إلي قالتهولي ، واكسر قلبها عليك ، زي ما كسرتني .
تم بحمد الله
انتهاء الحلقة
نراكم في الحلقات القادمة
الكاتبة / ندا محمود نجم . ❝