█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ فلما دخلت إلى الجامع، ورأيت المسلمين مصطفين كصفوف الملائكة، وقائلًا يقول في سري: هذه الأمة التي بشرّت بظهورها الأنبياء عليهم أفضل الصلاة والسلام .. فلما خرج الخطيب لا بسًا شعار السواد، حصل عندي منه هيبة عظيمة، فلما ضرب المنبر بالسيف، زعزعت ضربته جميع أعضائي، وكان الخطيب يومئذ بثغر الاسكندرية: ابن الموفق. فلما قال في آخر خطبته ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ولما قامت الصلاة، حصل لي حال عظيمة؛ بحيث كنت أرى صفوف المسلمين، كصفوف الملائكة...يتجلى الله سبحانه وتعالى لركوعهم وسجودهم... فلما سمعت القرآن في شهر رمضان، رأيت فيه من الفصاحة العظيمة والبلاغة والإعجاز العظيم، بحيث إن القصة التي تذكر في التوراة في كراسين، مذكورة في آية أو آيتين في القرآن... ( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّن الْعَالَمِينَ) هذه القصة مكتوبة في التوارة في كراسين . ❝
❞ اعلم - وفقك الله لطاعته - أنني كنت من علماء بني إسرائيل، ومنّ الله سبحانه وتعالى علي بالإسلام، وكان سببه أن حصل لي ضعف، فدخل علي طبيب، فجهز لي كفن الموت، فرأيت في منامي قائلًا يقول: اقرأ سورة الحمد تخلص من الموت، فلما استيقظت من منامي طلبت - من ساعتي - عدلًا من عدول المسلمين؛ وكان جاري، فمسكت بيده قائلًا: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله، وأخذت أكرر وأقول يا مثبت القلوب ثبتني على الإيمان . ❝
❞ انطلق المسلمون من قرآنهم الذي يقول: "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ".
"فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ".
ومن نبيهم الذي يوجههم: “لا يَغرس مسلم غرسا، ولا يزرع زرعا فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا شيء إلا كانت له صدقة"؛ انطلقوا في الأرض يبذلون الغالي والنفيس لأجل الناس ومنافعهم، وإنك لتدرك هذا من الوهلة الأولى في دراسة تاريخ عصر النبوة وما بعده من عصور أئمة الرشاد ومن بعدهم من المهتدين..
وليست هي حالة زمنية فردية كانت وانتهت!؛ إنما هي نتيجة محققة بتحقق الأسباب الكامنة في التطبيق الإسلامي في حياة الأفراد.
إذا علمت هذا؛ علمت أن تمدن الحضارة الأوروبية حديثًا وتطورها الباهر في شتى المجالات والفنون؛ هذا الرقي الظاهر ليس من اختراع العقل الأوروبي الخالص ، كما أن الغرب ليس هو الذي ابتدع وابتكر الازدهار الإنساني العام في هذه الحياة! . ❝