█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ ˝في اللّيل، يأوي الجميع إلى الأبراش، ينامون، إنّهم يبدون كما لو كان النّوم يهبهم عمراً جديداً، وحياةً جديدة، كلّ يوم يمرّ يقرّبهم من لحظة الإفراج، إنّهم يستعجلون اللّيالي أنْ تمرّ ليعدّوا أيّامهم، فتقلّ مدّة محكوميّتهم، فيفرحون، إنّهم يغتبطون بالنّوم لأنّ يوماً قد نقص من هذه الأيّام الّتي يعدّونها وهي تمشي ببطءٍ ثقيل نحو بوّابة الفرج، ولكنّهم لا يعلمون أنّ أعمارهم هي الّتي تنقص، حتّى إذا فُتِحَ لهم الباب ودُعوا إلى الخروج، رأوا أنّ ما قَضوه قرّبهم من الموت لا من الحياة، وأنّ الّذي كانوا يحلمون به كان سراباً، يخرجون فلا يجدون إلّا الصحراء، أنكرهم الجميع، وتجاوزهم الزّمن، وكبر أبناء جيلهم حتّى صاروا شيباً، ولم يعد أحد لديه الرغبة في أنْ يراهم، يتمنّون أنْ يعودوا إلى السّجن فيقتلوا الأمل الكاذب، ويخنقوا أعمارهم بمرّ الأيّام، لكنّ بوّابة السّجن تُغلق خلفهم، حتّى السّجن الّذي كانت جدرانه الأربعة تضغط على صدورهم لم يعد يتقبّلهم، رضوا به على عذاباته ولم يرضَ بهم، فينهبون ما تبقّى لهم من الخُطا في الحياة، يتمنّون لو أنّهم يغيبون عن أنفسهم، أو يغيّبهم الواقع فلا يعودون يعرفون من هُم، أو ينامون فلا يستيقظون إلّا في الآخرة...
هكذا كانت تبدو وجوههم السّاكنة، المستسلمة لسلطان النّوم، الآملة في غدٍ يكون خيراً من أمس.˝
#اسمه_أحمد📖
✍️ #أيمن_العتوم . ❝
❞ كنت ساكناً أصلياً سابقاً أو ساكناً أصلياً منتسباً فأنا علي يقين أنك ستستمتع جداً بما ساحكيه عن السكان الأصليين لمصر وستدرك كم أحبهم وكم أتعاطف معهم بل وأحن إليهم وإلي أيامهم الحقيقية، وستتفهم كل شيىء يخصهم بدءاً من قرارهم الإختياري بالإنقراض من الواقع الواقعي والإكتفاء بالواقع الإفتراضي ووصولا إلي شتائمهم ولعناتهم التي تنصب طيلة اليوم علي مصر، أو تلك الدعوات التي تسمعها أينما ذهبت ˝بلد بنت.. يارب تولع بجاز.. يارب تتحرق من ساسها لراسها˝.
ومن فضلك لا تقل لي انها دعوات تدخل في نطاق ˝أدعي علي ابني وأكره إلي يقول آمين˝، بالمناسبة سأعذرك إن فعلت فأنت عندها فعلاً لست من السكان الأصليين لمصر، هؤلاء دائماً لديهم اعتقاد راسخ ان دعاءهم علي البلد الموازية التي هي مصر و دعاء حقيقي ومحروق وممزوج بالوجع سيستجاب يوماً ما وعندما تحترق البلد لن ينالهم من العذا ب جانب، ليه.. ˝عشان احنا غلابة وعمرنا ما أذينا حد˝، جملة أقسم بالله انني سمعتها من قتالين قتلا ونشالين نشلا، وموظفين علي المعاش،وموظفين علي المعاش المبكر، وفلاحين بالأجرة، وفتيات ليل بالأجرة، وعمال فاعل، وعمال مفعول بهم، كلهم لديهم دائما يقين راسخ أن العذاب الذي يستعجلون نزوله من السماء على سكان البلد الموازية التى إسمها مصر هو عذاب سيحيق فقط بأهلها التي هى ˝بلدهم ويعملوا فيها ما بدالهم˝ ولن يحقي بهم ابداً لأنهم غلابة و˝عمرهم ما أذوش حد.. وما بيعملوش حاجة غلط˝، كلهم يوقنون بذلك يقينا لا شك فيه . ❝
❞ “ثم مد يده إلى بكتيب ألوانه حية وصوره جميلة، فسألته:
ما هذا؟
تلال الأكاسيا.
قلبت في صفحات الكتيب الأنيقة، فشدتني الصور اللامعة الخالية من الشوائب، فقد استوعى نظري أن الجمال كان علامة خلفيتها، في حين أن الوجوه التي في المقدمة، لم يكن بها مردود بما يحيط بها، خيط واحد تجمعت عليه تعبيرات وجوه كبار السن، التي التقطتها الصور، خيط دقيق خالي من الحياة؛ إذ كانت نظراتهم شاردة، تنظر الى اللانهاية دون هدف، أو لعلهم يستعجلون تلك النهاية.” . ❝