█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ لقد دل التاريخ على أن كل دين، مهما كان نوعه، لا يكاد ينتشر حتى ينشق على نفسه؛ أي أنه لا يكاد ينتصر وينجح حتى تظهر فيه الفرق المتطاحنة والشيع المتنابذة. وكل فرقة تدعي أنها هي الأحق والأعدل وأنها وحدها الناجية من دون الفرق الأخرى. والعجيب أن نرى المؤرخين يعزون سبب التفرق في دين من الأديان إلى فلان أو فلان من شخصيات التاريخ ثم يأخذون بذمه وصب اللعنات عليه على اعتبار أنه قد فرق الأمة وشق عصا الجماعة. الواقع أن التفرقة طبيعة لازبة من طبائع العقل البشري. والتفرقة لا تبدأ عادة إلا بعد النصر لأن نزاع المصالح يأخذ عند ذلك بالظهور.. فالجماعة تكون في فترة الكفاح الأولى متكتلة لا اختلاف فيها لأن مصلحة الفرد ومصلحة المجموع تكون آنذاك واحدة. أما فإن يبدأ النصر وتنهال الغنائم، وحين يترف بضعة أفراد على حساب الآخرين، فنجد غول التفرقة قد أخذ يكشر عن أنيابه . ❝
❞ شهريار: قد لا تكون امرأة. مَن تكون؟ إني أسألك مَن تكون! هي السجينة في خِدرها طول حياتها، تَعلم بكلِّ ما في الأرض كأنها الأرض! هي التي ما غادرَت خميلتَها قَط تَعرف مصر والهند والصين! هي البِكر تعرف الرجالَ كامرأةٍ عاشت ألفَ عام بين الرجال، وتدرك طبائعَ الإنسان من سامية وسافلة …»
على النقيض من بريق ليالي «ألف ليلة وليلة» المتلألِئ بشتى ألوان الحكايات، يُفاجِئنا «توفيق الحكيم» في مسرحيته بحالة الحيرة والتيه التي صار عليها الملِك «شهريار» بعد أن أَبرَأته «شهرزاد» من عُقدةِ خيانة زوجته الأولى، وأيقظَت في نفسه هذا النَّهَم العارم إلى المعرفة. يقع «شهريار» في صراعٍ بين نَزعاته المتضارِبة؛ فيُقرِّر الرحيلَ بحثًا عن الحقيقة، ظانًّا أنه أُصيبَ بمرض الرحيل مثل «السندباد»، لكنه يعود إلى «شهرزاد» التي استحالَت هنا إلى رمز المعرفة الكلية الشاملة التي لا تكشِف النقابَ عن نفسِها، ولا تُفشِي أسرارَها لأحد؛ لنتبيَّن في النهاية أن الإنسان لا يستطيع أن يعيش عقلًا خالصًا، وأن يهجر الحياةَ دونَ أن تموت فيه الحياة . ❝
❞ للحب لغات كثيرة يعبر بها عن نفسه ويقول من خلالها الكثير .. والكثير .
في فترة البداية تحتل الرومانسية المرتبة الأولى في لغات الحب .. الوردة الحمراء هي البرهان على اشتعال العاطفة، البطاقة التي تزينها أبيات امروء القيس و فاروق جويدة هي الأقرب للقلب ..
وعندما يرتبط العاشقين برباط الزواج المقدس، يعلن الحب عن نفسه بلغات أخرى شديدة البلاغة والأهمية ..
وتشتعل المنافسة بينهما ..
فنرى لغة "التفهم" تخرج لتطل برأسها، وتؤكد بأن العاشق الصحيح هو من يتفهم حبيبه، ويعرف جيدا طبائعه وخصائصه النفسية ويُقدر جيدا حجم الاختلاف بينه وبين حبيبه ..
من خلال هذه اللغة يُصرح العاشق الصادق بأهم جملة في مسيرة عشقه ..
" أحبك يا أنت كما أنت"
لن أبذل جهدي في تغييرك، وإنما جهدي كله سيكون في تفهمك، وتقدير خطواتك، والتماس العذر للسلوك الذي لا أفهمه .
بعدها تعود الرومانسية لتؤكد ثانية أنها في المقدمة، تقترب برقتها المعهودة لتؤكد لنا أن الزواج لم يذهب بالرومانسية والعواطف، وأننا إذا ما استطعنا تفهم طبيعة الرومانسية وكيف أنها ممارسة، لأستطعنا أن نمارسها في حياتنا بشكل متكرر .. ثم تخبرنا الرومانسية بأهم تصريح لها . ❝