█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ الصبر الجميل ˝
فإذا كنت أيقنت – أخي – أن لكل بداية نهاية.. ولكل ليل فجر.. وأن الأحزان مهما طالت لا تدوم.. وأن الكروب مهما حلت لا تبقى.. فاستعمل لها سلاحها.. واستعن عليها بدوائها.. واصبر عليها صبرًا جميلاً.. فإنه لا يوجد كرب إلا ومعه فرج.. ولا يوجد صبر إلا ومعه نصر ! .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، ولمن ابتلي فصبر فواها» [صحيح الترغيب رقم: 2743] .
فالصبر يدفع حرارة البلاء.. ويكابد وقعه.. ويحفظ صاحبه من اليأس والقنوط.. ويبعث نفسه على التفاؤل والطمع في رحمة الله، وحسن الظن فيه ورجاء الفرج من عنده.. وهذه الخصال النفسية كلها هي من عوامل الثبات والعزم.. كما قال الشاعر :
تعودت مر الصبر حتى ألفته وأسلمني حسن العزاء إلى الصبر
وصيرني يأسي من الناس راجيًا لحسن صنيع الله من حيث لا أدري
قال تعالى : {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}
[البقرة: 155] .
البلاء مهما طال فهو إلى زوال.. والأحزان مهما آلمت فبقاؤها محال! فطوبى لمن رزق صبرًا يتبلغ به من ألم الحزن إلى رحمة الفرج.. ومن مرارة العسر إلى حلاوة اليسر.. ومن ضيق الكرب إلى سعة الفرج والانشراح .
لا تجزع للمصيبة.. فجزعك لا يغير من أمرها شيئًا.. لكن يزيدك همًا في الدنيا.. وخسرانًا في الآخرة.. وتعبد الله بالبلاء كما تتعبده بالرخاء.. فإنما يبتلي الله من يحب.. ولا يحب من يجزع .
ثم تذكر أن الله ما ابتلاك سواء في مالك أو جسدك أو ولدك إلا لأنه أراد الخير لك في دنياك وآخرتك، فإما يغفر بالبلاء ذنبك، وإما يرفع به قدرك .
فعن جابر رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ليودن أهل العافية يوم القيامة أن جلودهم قرضت بالمقاريض، مما يرون من ثواب أهل البلاء» [رواه الترمذي] فصبر جميل! . ❝
❞ أمر النبي ﷺ من إشتَدَّ غَضبهُ أن يُطفئ عَنْهُ جَمْرَةَ الغضب بالوُضُوءِ ، والقعودِ إِنْ كَانَ قَائِماً ، والاضطجاع إِن كَانَ قَاعِداً ، والاستعاذة بالله مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّحِيم ، ولما كان الغضب والشهوة جمرتين من نار في قلب ابن آدم ، أمر أن يُطفئهما بالوضوء ، والصلاة ، والاستعاذة من الشيطان الرجيم ، كما قال تعالى { وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ } ، وهذا إنما يحمل عليه شدة الشهوة ، فأمرهم بما يُطفئون بها جمرتها ، وهو الاستعانة بالصبر والصلاة وأمر تعالى بالاستعاذة من الشيطان عند نزغاته ، ولما كانت المعاصي كلها تتولد من الغضب والشهوة ، وكان نهاية قوة الغضب القتل ، ونهاية قوة الشهوة الزنى ، جمع الله تعالى بين القتل والزنى ، وجعلهما قرينين في سورة الأنعام ، وسورة الإسراء ، وسورة الفرقان ، وسورة الممتحنة ، والمقصود : أنه سبحانه أرشد عباده إلى ما يدفعون به شر قوتي الغضب والشهوة من الصلاة والاستعاذة . ❝
❞ ففي كل إنسان قوة هائلة، لا يستطيع أن يستغلها .. وفي كل إنسان كنز من الحيوية والقدرة على الفهم والقدرة على الاحتمال والصبر . وأننا لا ننفق من هذا الكنز إلا القليل.. وأن الإنسان يأكل ويشرب وينام أكثر مما يجب . وأنه يعمل أقل مما يجب .. وأنه يخاف أكثر مما ينبغي .. وأنه لا يعرف نفسه .. وأنه لا يعرف حدوده الشاسعة الواسعة . ❝
❞ ترميم #العلاقة_الزوجية المتوترة لسنوات كترميم المنزل الذي أثرت فيه السنوات، فيحتاج إلى وقت وجهد ليعود بإذن الله أفضل مما كان.
وصدق حبيبي ﷺ حين قال : ومَن يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ، وما أُعْطِيَ أحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ . ❝