█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ أما حين ˝ينجح˝ الجميع ، المجتهد ، والغشاش والمغرور والمزور والابلة والنابغ.
حين يصبح لا فرق ، لا أعلى ولا أسفل ، لا أرفع ولا أحط .
#أنا سلطان قانون الوجود
#يوسف إدريس . ❝
❞ يبحث كتاب الأديب الفلسطيني سليم قبعين “الدستور والأحرار” الصادر عام 1908م بالقاهرة، الأحداث المرتبطة ببداية وتطور الحياة الدستورية العثمانية منذ اعتلاء السلطان عبد الحميد الثاني العرش عام 1876م وإقراره دستور مدحت باشا، ومن ثم انقلابه على الدستور وعلى مدحت باشا.. واضطراره بعد ثلاثة عقود لإعادة العمل بالدستور مرغمًا عندما فرضه الانقلاب العسكري عام 1908م بتدبير من “جمعية الاتحاد والترقي” . ❝
❞ أجتماعٌ طارئٌ للحشرات
أعلنت سلطانة ” القمل” اجتماعا
رؤساء ” البق” لبوها سراعا
وإليها أقبل الأقطاب من
مملكات ” السل” مثنى ورباعا
* * *
جاء شيخ الدود في حراسه
زارداً بحراً، ومعتماً شراعا
ملك ” الذبان” وافى نافشاً
تاجه كي يملأ الجو التماعا
طار سلطان ” البراغيث” على
نملةٍ” فازدادت الأرض اتساعا
(الزنابير) توالت مثلما
هد مرحاضين، مرحاض تداعى
***
شددوا كل الحراسات امنحوا
كل ” زنبورٍ” ثلاثين ذراعا
أحرقوا كل كتاب في حشى
أمه، نحوا عن المهد الرضاعا
أغلقوا أبواب أم الريح، لا
تأذنوا للصبح أن يبدي شعاعا
أدخلوا كل عيون الشعب من
سمعه، كونوا رؤاه والسماعا
* * *
سيدي: ماذا ترى؟ أخطرهم
لبسوا الأحجار وامتدوا بقاعا
كسروا الأحجار!: فتتنا الحصى
واقتضمنا جبلاً عنهم أشاعا
وتناهشنا عظام المنحنى
وقتلنا زوجة الصخر اقتلاعا
***
ربما ذابوا، أشمتم حمرة؟
كلها الألوان منتنا خداعا
هل قنصتم كل واعٍ؟ قيل لي
وانجلى أنا قنصنا من تواعى
ما الذي تم؟ قتلنا مئة
واحتجزنا الأهل، واحتزنا المتاعا
حسنٌ، لكن لنا تجربة
إن بدء الصرع يستدعي الصراعا
وإذاً هذا الذي نعمله
مثلما يستنبح الكلب السباعا
* * *
المهم الآن أغفوا أونأوا،
قل: غدوا أخفى كمُوناً وانزراعا
لا تخف سوف نلاقي مدخلاً
في مخابيهم، ولو كانت قلاعا
بعد وقتٍ ندعي دعوتهم
ونؤاخيهم – على الكره- اصطناعا
وبذا نرقى إلى أرقاهم..
ومن الأعلى نرى الأدنى اتضاعا
فننحي جانباً أحمسهم
ثم نرضي منهم الأرخى طباعا
قتلوا هذا الردى تجربةً
فتلمس ميتةً أذكى اختراعا
لا أرى أنفع من أن أشتري
قادة منهم، ستبتاع المباعا
سوف يستغنون عمن تشتري
ثم ينقادون للأقوى امتناعا
***
دع هناك الآن، واستغور هنا
وهنا أقوى على السر اطلاعا
السكوت الغامص الملقى هنا
حرض السمع وأعيا الإستماعا
* * *
من ترى نمنح من أعواننا؟
نُتخم الأسعى، ونُغري من تساعى
نبدأ المؤتمر اليوم؟ غداً
قد أذعنا اليوم، كذب من أذاعا
ربما بعد غدٍ أنجى؟ نعم
ندخل القاعة صفاً؟ بل تباعا
* * *
وأتى بعد غدٍ فابتدأوا
جلسة أربت على السقف ارتفاعا
وبذاك الملتقى دوى الصدى
وانحنى التاريخ يومين ارتياعا
قرروا في الجلسة الأولى بأن
يصلوا ما مات بالأمس انقطاعا
أن يشيدوا الليل إيواناً، وأن
ينجروا الأيام باباً و” صواعا”..
قرروا أن لا تدور الأرض، أن
تلبس الشمس إزاراً وقناعا
أن يعيروا الأطلسي كوفيةٍ
أن يزيدوا قامة ” التمساح” باعا
أن يحيلوا الغيم قاعاً صفصفاً
كي يموت البرق جوعاً والتياعا
أن يبيعوا العصر كي يسترجعوا
زمناً من قبل أن يلقوه ضاعا
* * *
قرروا في الجلسة الوسطى بأن
يطبخوا الليل، ويعطوه الجياعا
زوجوا سلطانة القمل ” الدبى”
للبعوضات اكتروا زوجاً مشاعا
شكلوا بين الأفاعي لجنة
أسكتوا بين الصراصير النزاعا
أصدروا عفواً عن القتلى، كما
كلفوا الأشجار بالنوم اضطجاعا
* * *
قرروا أن يمنعوا الأموات من
أن يشبوا في حشا الأرض اندفاعا
فأدانوا أم ” أوديب” كما
حددوا كفارة ” النمرود” صاعا..
وأضافوا ” ربذاتٍ ” أربعاً
“لأبي ذرٍ” لينسى الإبتداعا..
* * *
قرروا في الجلسة الأخرى، بأن
يشتروا الأعصى، ويخشوا من أطاعا
رأسوا فأراً وثعباناً على
فأرةٍ شاءت على الأهل انخلاعا
وأقالوا عنكبوتاً، وانتقوا
لاشتمام الحبر مقراضاً شجاعا
* * *
ألزموا الريح تهب القهقرى
أوقفوا الأنهار، أصنوها انصياعا
ولأمن البحر من تلغيمه
قرروا: أن يستحيل البحر قاعا
* * *
قال فأر: نبتنيه مخفراً
قال بقٌ: فندقاً يوحي انطباعا
وتبنت عقرب ما مرتأيا
ورأت في ذا، وفي ذاك انتفاعا
* * *
وأقاموا بعد هذا حفلةً
أنفدوا فيها دم الليل اجتراعا
وأقرروا: أن يسموا من نأى
عن وصاياهم ” يعوقاً” أو ” سواعاً”
وبإعلان البيان اقتنعوا
غير أن الصمت لم يُبدِ اقتناعا
وبهذا اختتموا أعمالهم
وابتدت سلطانة القمل الوداعا
* * *
قصيدة: أجتماع الحشرات
لشاعر اليمن الكبير: عبدالله البردوني.
من ديوان كائنات الشوق الأخر . ❝
❞ لماذا وصف الله نفسه بالمكر..؟
وقال..(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) (الأنفال)
وما الفرق بين مكر الله ومكرنا، وكيف يمكر الله..!
الله يمكر لإظهار الحقيقة. ونحن نمكر لإخفائها..
ولهذا كان مكر الله خيراً كله، ومكرنا سوءًا كله، مكر الله نور ومكرنا ظلمة، مكر الله عدل ومكرنا ظلم.
هل يمكن أن تتلبسنا الشياطين..؟
الله يقول إن الشياطين لا تتسلط إلا على أشباهها، و إنه لابد أن تكون هناك مشاكلة ومجانسة بين اثنين ليتسلط واحد على الآخر.. " شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا " (الأنعام)
-الشيطان لا يتسلط إلا على شيطان مثله، حيث يمكن التواصل والتأثر بحكم المشاكلة، أما عباد الله فلا مدخل للشيطان عليهم، فالله يقول لإبليس..
" إن عبادي ليس لك عليهم سلطان " (الحجر)
فلا حجة لمن يقول، تسلط علي الشيطان، فنحن نرد عليه قائلين .. (( لأنك شيطان مثله ))..!
ولمن يتصور أن المكر الإلهي ينافي العدل، نقول بل هو عين العدل، فالله لا يمكر إلا بماكر.." يمكرون ويمكر الله"(الأنفال)
" يكيدون كيدا، وأكيد كيدا " (الطارق)
- وحقيقة الأمر أن الله يسلط على الإنسان الذي يخفي شيئاً في نفسه إنساناً آخر يخفي شيئاً في نفسه، وهذا منتهى العدل، بل نحن أمام ميزان مضبوط تماماً، ففي كلتا الكفتين نفس ماكرة تخفي شيئاً.
ثم أنه من تماكر الإثنين بعضهما ببعض تظهر الحقيقة، وهذه هي الدنيا، ولهذا خلقها، لإحقاق الحق.
ماخلق السماوات والأرض إلا بالحق، وهذا عين الخير في أمر خلق الدنيا برغم ما يبدو من دم جريمة وشر وبشاعة، فالعبرة بالخواتيم، وشرور الدنيا زائلة مهما استحكمت، ولا أهمية لشر زائل مادام سوف يكشف لنا في الختام عن خير باق، ولو فكر الواحد منا في الأمر تفكيراً هادئاً، ولو تأمل ما يجري في الدنيا حوله في عمق، لأدرك أن الأمر جاد برغم ما يبدو في الظاهر من هزل و عبث، فكل شيء محسوب، و كل شيء يجري بموازين دقيقة، ونحن الماكرون الماهرون، وكل واحد فينا يتصور أنه يخطط بفطانة وذكاء، نحن بدون أن ندري، يكشف بعضنا بعضا، ونكشف أنفسنا من خلال مآزق الشطرنج المتوالية التي تزجنا فيها المقادير، و نفتضح عبر هذا الفعل المتسلسل الذي اسمه الدنيا حتى لا تبقى فينا باقية، ثم نموت وقد ظهر المكتوم..!
والذين يدركون تمام الإدراك لب القضية تصيبهم الرجفة من الرأس إلى القدم، إن ما يجري في هذه الدنيا ليس عبثاً
بل إن الأمر جاد بصورة مخيفة..!
..
د. #مصطفى_محمود من كتاب #القرآن_كائن_حي..📖 . ❝