█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ ثم كان ﷺ يتشهد دائما في هذه الجلسة ، ويُعلم أصحابه أن يقولوا ( التحيات لله والصلوات الطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد ان لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله)وكان يخفف هذا التشهد جداً كأنه على الرَّضْفِ ـ وهي الحجارة المحماة ـ ولم يُنقل عنه في حديث قط أنه صلى عليه وعلى آله في هذا التشهد ، ثم كان ينهض مكبراً على صدور قدميه وعلى ركبتيه معتمداً على فخذه كما تقدم ، ثم كان يقرأ الفاتحة وحدها ، ولم يثبت عنه ﷺ أنه قرأ في الركعتين الأخريين بعد الفاتحة شيئا ، وكان ﷺ إذا جلس في التشهد الأخير ، جلس متوركا ، وكان يُفضي بوركه إلى الأرض ، ويُخرج قدمه من ناحية واحدة ، فهذا أحد الوجوه الثلاثة التي رويت عنه في التورك ، والوجه الثاني : إذا جلس قدم رجله اليسرى ونصب اليمنى ، وقعد على مقعدته ، والوجه الثالث : أنه كان يجعل قدمه اليسرى بين فخذه وساقه ، ويفرش قدمه اليمنى ، وكان يضع يده اليمنى على فخذه اليمنى ، ويضم أصابعه الثلاث وينصب السبابة ، وفي لفظ يقبض أصابعه الثلاث ، ووضع يده اليسرى على فخذه اليسرى ، وكان يبسط ذراعه على فخذه ولا يُجافيها ، فيكون حد المرفق عند آخر فخذه ، وأما اليسرى فممدودة الأصابع على الفخذ اليسرى ، ثم كان ﷺ يُسلم بعد التشهد الأخير عن يمينه ويقول ( السلام عليكم ورحمة الله ) وعن يساره كذلك . ❝
❞ وَكَانَ ﷺ يَنْهَى المَرْأَةَ أَنْ تُسَافِرَ بِغَيْرِ مَحْرَمٍ ، وَلَوْ مَسَافَةَ بريد ، وكانَ ﷺ يَأْمُرُ المُسَافِرَ إِذَا قَضَى نَهْمَتَهُ مِنْ سَفَرِهِ ، أن يُعَجِّلَ الأَوْبَةَ إِلَى أَهْلِهِ ، وَكَانَ ﷺ إِذَا قَفَلَ مِنْ سَفَرِهِ يُكَبِّر عَلَى كُلِّ شَرَفٍ مِنَ الْأَرْضِ ثَلاثَ تكبيرات ، ثُمَّ يَقُولُ ( لا إله إلا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ المُلْكُ ، وَلَهُ الحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، آيبُونَ تَائِبُونَ ، عَابِدُونَ ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ ، صَدَقَ اللَّه وَعْدَهُ ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ) ، وكان ينهى أَنْ يَطْرُقَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ لَيْلاً إِذا طَالَتْ غَيْبَتُهُ عَنْهُمْ ، وفي الصحيحين كان ﷺ لا يَطْرُقُ أَهْلَهُ لَيْلاً يَدْخُلُ عَلَيْهِنَّ عُدْوَةً أَوْ عَشِيَّةٌ ، وكان ﷺ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرِهِ يُلَقَّى بِالْوِلْدَانِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ ، قال عبد الله بن جعفر : وإنه قَدِمَ مَرَّةٌ مِن سفر ، فَسُبِقَ بي إليه ، فَحَمَلَني بَيْنَ يَدَيْهِ ، ثم جِيءَ بِأَحَدِ ابني فاطمَةَ ، إما حَسَن وإما حُسين ، فأردفه خلفه ، قال: فدخلنا المَدِينَةَ ثَلاثَةٌ على دَابَّةٍ ، وكان ﷺ يعتنق القَادِمَ مِنْ سَفَرِهِ ، ويُقَبِّلُه إِذا كان مِنْ أهْلِهِ ، قال الزهري عن عروة ، عن عائشة : قدم زيد بن حارثة المدينة ، ورسول الله ﷺ في بيتي ، فأتاه ، فَقَرَعَ البَابَ ، فَقَامَ إليه ورسولُ الله عُرياناً يَجُرُّ ثَوْبَهُ ، والله ما رأيتُه عُرياناً قَبْلَه ولا بَعْدَه ، فَاعْتَنَقَهُ وَقَبَّلَهُ ، قالت عائشة : لما قَدِمَ جعفر وأصحابه ، تلقاه النبي ﷺ ، فَقَبلَ ما بَيْنَ عَيْنِيْهِ وَاعْتَنقَهُ ، وقال الشعبي : وكان أصحاب رسول الله ﷺ إذا قَدِمُوا مِنْ سَفَرٍ تَعَانَقُوا ، وكَانَ ﷺ إِذا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ ، بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ ، فَرَكَع فِيهِ رَكْعَتَيْنِ . ❝
❞ وكان هديه ﷺ القنوت في النوازل خاصة ، وتركه عند عدمها ، ولم يكن يخصه بالفجر ، بل كان أكثر قنوته فيها لأجل ما شرع فيها من التطويل ، ولاتصالها بصلاة الليل ، وقربها من السَّحَر ، وساعة الإجابة ، وللتنزل الإلهي ، ولأنها الصلاة المشهودة التي يشهدها الله وملائكته . ❝
❞ هديه ﷺ في الذِكر عند لبس الثوب الجديد ونحوه .
كانَ ﷺ إِذَا استجد ثوباً سماه باسمه ، عمامة ، أو قميصاً ، أو رداء ، ثم يقول ﷺ ( اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ ، أَنْتَ كَسَوْتَنِيهِ ، أَسْأَلُكَ خَيْرَهُ ، وَخَيْرَ مَا صُنِعَ لَهُ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ ، وَشَرِّ مَا صُنِعَ لَهُ ) ، ويذكر عنه ﷺ أنه قال ( مَنْ لَبِسَ ثَوْباً فَقَالَ : الحَمْدُ لِلَّهِ الذي كَسَانِي هَذَا وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلَا قُوَّة ، غَفَرَ الله له مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) ، وفي جامع الترمذي عن عُمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول ( مَنْ لَبِسَ ثَوْباً جَدِيداً فَقَالَ : الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَسَانِي ما أَوَارِي بِهِ عَوْرَتي وأَتجَمَّلُ بِهِ فِي حَيَاتِي ، ثُمَّ عَمَدَ إلَى الثَّوْبِ الَّذِي أَخْلَقَ فَتَصَدَّقَ بِهِ ، كَانَ فِي حِفْظِ الله ، وفي كَنَفِ الله ، وفي سَبِيلِ اللَّهِ ، حَيَّا وَمَيْتاً ) ، وصح عنه ﷺ أنه قال لأم خالد لما ألبسها الثوب الجديد ( أبلي وَأخْلقي ، ثم أبلي وأخلقي مَرَّتَيْنِ ) . ❝
❞ ومن هديه ﷺ أن الداخل إلى المسجد يبتدأ بركعتين تحية المسجد ، ثم يجيء فيسلم على القوم ، فتكون تحية المسجد قبل تحية أهله ، فإن تلك حق الله تعالى ، والسلام على الخلق هو حق لهم ، وحق الله في مثل هذا أحق بالتقديم ، بخلاف الحقوق المالية ، فإن فيها نزاعاً معروفاً ، والفرق بينهما حاجة الآدمي وعدم اتساع الحق المالي لأداء الحقين بخلاف السلام وكانت عادة القوم معه هكذا ، يدخل أحدهم المسجد ، فيُصلي ركعتين ، ثم يجيء ، فيسلم على النبي ﷺ ، ولهذا جاء في حديث رفاعة بن رافع أن النبي ﷺ بَيْنَما هُو جَالِس في المسجد يَوْماً قال رفاعة : ونحن معه إذ جاء رجل كالبدوي ، فصلى ، فَأَخَفَّ صلاته ، ثمَّ انْصَرَفَ فَسَلَّمَ عَلَى النبي ﷺ ، فَقَال النبيُّ ﷺ ( وَعَلَيْكَ فَارْجِعْ ، فَصَلِّ ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ ... ) وذكر الحديث ، فأنكر عليه صلاته ، ولم يُنكر عليه تأخير السلام عليه إلى ما بعد الصلاة ، وعلى هذا فيُسن لداخل المسجد إذا كان فيه جماعة ثلاث تحيات مترتبة 🔸️أن يقول عند دخوله بسم الله والصلاة على رسول الله 🔸️ ثم يصلي ركعتين تحية المسجد 🔸️ ثم يُسلّم على القوم . ❝