█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ أمي الحاجة، ومرتي والبت فاطمة، عكفن مدة شهر قبل سوق دمنهور يصنعن قواني الفخّار والقلل والأزيار، كنّ لا يرتحن دقيقة لتجفيف عرقهنّ المصبوب على جباههن، اذهب فجراً لأعزق وأتركهنّ يعملن، وأرجع من الأرض ولازلن يعملن !!
كنت أقول لأمي العظمة كبرت ويجب عليك الراحة، فتقول ان موعد زفاف فاطمة قد اقترب ولم يكتمل جهازها بعد، وان اعتمدنا على ما تجنيه من عزقك لن تتزوّج البنيّة، فحصاد العزق يذهب للباشا والخواجات والعساكر، ويجب صناعة أكبر عدد ممكن من الفخار، وبيعها لتجهيزها مع نهاية الشهر.
كنت أنظر للبنيّة، فأجدها ملطخة بالطين، وأمها تحمل في بطنها اخيها او اختها ولا تكفّ عن العمل، وحين تراني، تنتفض لتصنع لقمة.
فأقول في نفسي، لولا نسائي، لتنحل وبري، ومشيت اشحذ، ولا طلع لي حسّ ولا اشتد لي ظهر . ❝
❞ بدت الأشجار في الليل مختلفة تماما ً في عيني الفتى عما تكوف عليه تحت ضوء النهار. لـم تكن الأشجار بالخارج ودودة كالعادة. بدت شجرة الصنوبر منزعجة وهي ترتعش مصدرهصرؤيرا ً مع كل هبة ريح من حين لآخر. كما بدت صخور الحديقة ملساء وأنصع بياضا ً من المعتاد، تحدق إلى السماء فاقدةً الحس مثل وجوه الموتى . ❝