█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ وتطايرت النّسمات من الأرض خفيفة لا تثبت...كأنّها أرواح الأحلام مسرعة في الهواء يدافع بعضها بعضاً...وهي تلتقي عند الأفق بنسمات رقيقة هادئة تبعث على القلوب أنفاسها...فتستشعر منها روح الجنّة كأنها آتية منها لتكون أرواحاً للأزهار العطرة التي ينبت بها ضوء النهار الجديد . ❝
❞ إن معرفة حجم حبي لكِ كمحاولة معرفة حجم الكون الذي لا نعلم حدوداً له.. بكل ما نرآه منه وما خفي علينا..
مثلما لا يوجد سواكِ في قلبي.. لا أنوي البحث في هذا الكون الشاسع عن أنثى غيركِ.. إن لم تكوني أنتِ فسلامٌ على الدنيا وما فيها..
الحبُ أنتِ والجميع سواسية
ملحُ الكمال والجبالُ الراسية
لا تُشبهين وأنتِ أنتِ الباقية
كالشمسِ كنتِ رقيقة وقاسية
أنتِ السكينة بل ملاك بوصفكِ
دررٌ تجلت كالفصول وأتية
بردٌ وحرٌ وازدهار بربوةٍ
وحنين أمٍ كالغصونِ دانية
تُضفين ظِلاً بين دفءٍ مُؤنِسٍ
رقراق بردٍ من يزوركِ كافية
فيكِ تشابه واختلاف معازفٍ
كالياسمين ك ستِ الحسن ضارية
عطر الحياة وفيكِ سحر الآخرة
لا شعر يوفي كالسماءِ صافية
الأرض كلها يوم خلقكِ زغردت
والسُحب ترقصُ من قدومكِ باكية
إني أحبكِ لا حدود لوصفكِ
كما السماء لا حدود وزاهية
شبهتكِ بجنان مالك التي
ما أبصرتها أعينٌ في قافية
كل المسامع عن نعيمها أُغلقت
لا تأتي حلماً للنفوس الخاوية
سرٌ خفيٌ قد تعذر شرحه
تمشين سِحراً والخلائق فاهية
يتساءلون في طلاسمكِ التي
أرست فنوناً للغرام مداوية
كل الجهات تمنت لو تمشي بها
الأرضُ تُزهرُ من خطاكِ الراوية
والشمسُ ترفع من أكُفها داعية
فيكِ الصباح تكون تُشرقُ بادية
لا نقص فيكِ ولا اعتلال لقافية
فيكِ هدوءٌ فيكِ ريحٌ عاتية
فيكِ خواطر بنت نفس راضية
فيكِ تجمعت الصفاتُ الوافية
نبتت زهور من مخارج أحرفك
يفنىٰ الجمال وأنتِ كلكِ باقية
عيناكِ كونٌ والسماءُ تكحلت
في نظرة صارت لألأ زاهية
وخدودكِ ياقوت مشرق قد حكت
نغماً تجلىٰ للمسامعِ دافية
يا بنتَ قلبي والدواء ودائية
يا رقصَ نبضي والجراح الدامية
أحيا بصوتكِ أو بنظرة حانية
والموتُ عندي أن تغيبي ثانية
لو تكتبين الحرف حرفكِ داهية
نغماً يطوفُ وحرفُ الغيرِ عتاهية
سجدَ الكلامُ إذ بدأتِ بحبكه
منظومةً للشعرِ حتى الحاشية
كاللؤلؤِ المصفوفِ عِقداً رائعاً
يوماً كتبتِ خواطراً لي زاكية
الصدر يغرقُ في بحورِ قصائدك
والعجزُ ينجو في القوافي كسارية
يا من ضحكتُ إذا مررتِ أمامية
وانهلَ دمعي لو لمحتكُ جافية
الكون دونكِ لو جنان جهنمّ
وجهنمٌ إذ أنتِ فيها~ غاليه
#خالد_الخطيب . ❝
❞ قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ۚ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63)
وفي قوله : وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره أن مع الفعل بتأويل المصدر ، وهو منصوب بدل اشتمال من الضمير في أنسانيه وهو بدل الظاهر من المضمر ، أي وما أنساني ذكره إلا الشيطان ; وفي مصحف عبد الله " وما أنسانيه أن أذكره إلا الشيطان " . وهذا إنما ذكره يوشع في معرض الاعتذار لقول موسى : ( لا أكلفك إلا أن تخبرني بحيث يفارقك الحوت ; فقال : ما كلفت كثيرا ) فاعتذر بذلك القول .
قوله تعالى : واتخذ سبيله في البحر عجبا يحتمل أن يكون من قول يوشع لموسى ; أي اتخذ الحوت سبيله عجبا للناس ويحتمل أن يكون قوله : واتخذ سبيله في البحر تمام الخبر ، ثم استأنف التعجيب فقال من نفسه : عجبا لهذا الأمر . وموضع العجب أن يكون حوت قد مات فأكل شقه الأيسر ثم حيي بعد ذلك .
قال أبو شجاع في كتاب الطبري : رأيته - أتيت به - فإذا هو شق حوت وعين واحدة ، وشق آخر ليس فيه شيء قال ابن عطية : وأنا رأيته والشق الذي ليس فيه شيء عليه قشرة رقيقة ليست تحتها شوكة .
ويحتمل أن يكون قوله : واتخذ سبيله إخبارا من الله - تعالى - ، وذلك على وجهين : إما أن يخبر عن موسى أنه اتخذ سبيل الحوت من البحر عجبا ، أي تعجب منه وإما أن يخبر عن الحوت أنه اتخذ سبيله عجبا للناس . ومن غريب ما روي في البخاري عن ابن عباس من قصص هذه الآية : ( أن الحوت إنما حيي لأنه مسه ماء عين هناك تدعى عين الحياة ، ما مست قط شيئا إلا حيي ) وفي التفسير : إن العلامة كانت أن يحيا الحوت ; فقيل : لما نزل موسى بعد ما أجهده السفر على صخرة إلى جنبها ماء الحياة أصاب الحوت شيء من ذلك الماء فحيي . وقال الترمذي في حديثه قال سفيان : ( يزعم ناس أن تلك الصخرة عندها عين الحياة ، ولا يصيب ماؤها شيئا إلا عاش ، قال : وكان الحوت قد أكل منه فلما قطر عليه الماء عاش ) وذكر صاحب كتاب ( العروس ) : أن موسى - عليه السلام - توضأ من عين الحياة فقطرت من لحيته على الحوت قطرة فحيي ; والله أعلم . ❝