█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ و من أعجب ما رأيناه في إعجاز القرآن وإحكام نظمه، أنك تحسب ألفاظه هي التي تنقاد لمعانيه.
ثم تتعرّف ذلك و تتغلغل فيه فتنتهي إلى أن معانيه منقادة لألفاظه، ثم تحسب العكس و تتعرفه متثبتا فتصير منه إلى عكس ما حسبت وما إن تزال مترددا على منازعة الجهتين كلتيهما، حتى ترده إلى الله الذي خلق في العرب فطرة اللغة، ثم أخرج من هذه اللغة ما أعجز تلك الفطرة.
لأن ذلك التوالي بين الألفاظ و معانيها. و بين المعاني وألفاظها، مما لايعرف مثله إلا في الصفات الروحية العالية.
إذ تتجاذب روحان قد ألفت بينهما حكمة الله فركّبتهما تركيبا مزجيا بحيث لا يجري حكم في هذا التجاذب على إحداهما حتى يشملها جميعاً . ❝
❞ للقرآن وجه أجتماعي من حيث تأثيره في العقل الإنساني هو معجزة التأريخ العربي خاصة ثم هو بآثاره النامية معجزة أصلية في تأريخ العلم كله على تبسيط هذه الأرض من لدُن ظهر الإسلام إلى ما شاء الله ، لا يذهب بحقها اليوم أنها لم تكن من قبل إلا سببا فإن في الحق ما يسع الأشياء وأسبابها جميعا . ❝
❞ بِمَنْ يَثِقُ الإنْسَانُ فِيمَا يَنُوبُهُ
وَمِنْ أينَ للحُرّ الكَرِيمِ صِحَابُ؟
وَقَدْ صَارَ هَذَا النّاسُ إلاّ أقَلَّهُمْ
ذئاباً على أجسادهنَّ ثيابُ . ❝
❞ وما فرط المسلمون في آداب هذا القرآن الكريم، إلا منذ فرّطوا في لغته فأصبحوا لا يفقهون كلمته، ولا يدركون حكمه، ولا ينتزعون أخلاقه وشيمه، وصاروا إلى ما هم عليه من عربية كانت شرا من العجمة الخالصة، واللكنة الممزوجة، فلا يقرؤون من هذا الكتاب إلا أصواتا . ❝
❞ فَلَيْتَكَ تَحْلُو، وَالحَيَاة ُ مَرِيرَة ٌ
وَلَيْتَكَ تَرْضَى وَالأَنَامُ غِضَابُ
وَلَيْتَ الّذي بَيْني وَبَيْنَكَ عَامِرٌ
وبيني وبينَ العالمينَ خرابُ
إذا صَحَّ منك الودّ فالكُلُّ هَيِّنٌ
وكُلُّ الذي فَوقَ التُّرابِ تُرابِ . ❝