❞ وقفت عند كوة الحياة لا أدري لماذا أقف ومن ذا أوقفني هناك .
و إذا الناس في السبيل يمرون فأخذت أتفحص الوجوه منهم والحركات لعلي أعثر على مايجعلني مختلفة عنهم وهم مختلفين عني ،
ولعلي أدرك ماهذا الذي يطلب مني رغم حداثتي وحيرتي وجهلي وقلة اختباري .
فصرت أعجب بالناس و أغبطهم على مالديهم وليس لي أن أفوز بمثله، و أتعزى بمظاهر الكآبة عندهم لتكون تلك المظاهر صلة – ولو واهية – بيني وبينهم، على أني لم أزدد إلا شعوراً بحيرتي وعجزي ، لم أزدد إلا شعوراً بأني خيال لا ضرورة له إزاء تلك الأقوام الفرحة الضاحكة –
مع أن هذا الخيال يطلب منه شيء كثير لا يدري ماهو . فظننت لحظة أني وصلت إلى قرارة اليأس و أني شربت كأس المرارة حتى الثمالة .
ثم أوحي إليّ بأن هناك وجوداً غير ملموس يدعى السعادة .
شعرت باحتياج محرق إلى التعرف إليها والتمتع بها، ففهمت أنه ليس أقسى على النفوس في انفرادها وسكوتها وعجزها أنه عن تلقي ذلك الوحي العنيف والشعور بذلك الاحتياج العميق.🍀. ❝ ⏤مي زيادة
❞ وقفت عند كوة الحياة لا أدري لماذا أقف ومن ذا أوقفني هناك .
و إذا الناس في السبيل يمرون فأخذت أتفحص الوجوه منهم والحركات لعلي أعثر على مايجعلني مختلفة عنهم وهم مختلفين عني ،
ولعلي أدرك ماهذا الذي يطلب مني رغم حداثتي وحيرتي وجهلي وقلة اختباري .
فصرت أعجب بالناس و أغبطهم على مالديهم وليس لي أن أفوز بمثله، و أتعزى بمظاهر الكآبة عندهم لتكون تلك المظاهر صلة – ولو واهية – بيني وبينهم، على أني لم أزدد إلا شعوراً بحيرتي وعجزي ، لم أزدد إلا شعوراً بأني خيال لا ضرورة له إزاء تلك الأقوام الفرحة الضاحكة –
مع أن هذا الخيال يطلب منه شيء كثير لا يدري ماهو . فظننت لحظة أني وصلت إلى قرارة اليأس و أني شربت كأس المرارة حتى الثمالة .
ثم أوحي إليّ بأن هناك وجوداً غير ملموس يدعى السعادة .
شعرت باحتياج محرق إلى التعرف إليها والتمتع بها، ففهمت أنه ليس أقسى على النفوس في انفرادها وسكوتها وعجزها أنه عن تلقي ذلك الوحي العنيف والشعور بذلك الاحتياج العميق.🍀. ❝
❞ ونظرت فإذا كل الذي ربحته من عمري لحظات ، لحظات كنت أحس فيها حلاوة الإيمان ، وأخلص فيها التوجه إلى الله ، تقابلها عشرات من السنين كنت سابحاً فيها في بحار الغفلة ، تائهاً في بيداء الغرور ، أحسب من جهلي أن الأيام ستمتد بيّ ، لم أدرِّ أن العمر ساعات محدودة ، وأن ذلك هو رأس مالي كله ، فإن أضعته لم يبق لي من بعده شيء. ❝ ⏤علي الطنطاوي
❞ ونظرت فإذا كل الذي ربحته من عمري لحظات ، لحظات كنت أحس فيها حلاوة الإيمان ، وأخلص فيها التوجه إلى الله ، تقابلها عشرات من السنين كنت سابحاً فيها في بحار الغفلة ، تائهاً في بيداء الغرور ، أحسب من جهلي أن الأيام ستمتد بيّ ، لم أدرِّ أن العمر ساعات محدودة ، وأن ذلك هو رأس مالي كله ، فإن أضعته لم يبق لي من بعده شيء. ❝
❞ وفي يوم ذهبنا متفرقين إلى الأستاذ.. وكنت قد دعوت الاثنين إلى ذلك. وأذهلني أنهما لم يجدا في الأستاذ العقاد ما أجده أنا. سألتُ واحدا منهما: هل هذا الذي قاله الأستاذ عن معجزات الأنبياء، وما قاله الأستاذ عن المرأة والفرق بين الحب والعشق، والذي قاله الأستاذ عن الديمقراطية في بريطانيا والفاشية في إيطاليا وألمانيا وروسيا، وهل كل ذلك شيء مألوف؟.. هل هو مألوف بهذه البساطة؟.. هل رأيت رجلا تجمعت له العظمة والعزة والكبرياء والبساطة كما وجدت عند العقاد؟ أجاب أحد الصديقين: إنني لا أجد الراحة معه.. إنه أب يركب كتفي مدرس، ومدرس يركب كتفي فيلسوف، وفيسلوف يركب كتفي فقير هندي، وفي يده كرباج يشوي به ظهور الجالسين جميعا وأنت منهم! وقال الثاني: إنني أشعر ببرودة شديدة.. برودة الحديد والصلب.. ولكنني أفضل الذين في مثل سني، وفي مثل بساطتي.. أو جهلي.. والذين إذا تكلموا تلعثموا.. وفكروا وترددوا.. وتحيروا.. ولكن العقاد لا يتلعثم ولا يفكر.. إنما الكلام يخرج من فمه ورقا مطبوعا.. ويدخل في أذنيك دون إذن منك.. ❝ ⏤أنيس منصور
❞ وفي يوم ذهبنا متفرقين إلى الأستاذ. وكنت قد دعوت الاثنين إلى ذلك. وأذهلني أنهما لم يجدا في الأستاذ العقاد ما أجده أنا. سألتُ واحدا منهما: هل هذا الذي قاله الأستاذ عن معجزات الأنبياء، وما قاله الأستاذ عن المرأة والفرق بين الحب والعشق، والذي قاله الأستاذ عن الديمقراطية في بريطانيا والفاشية في إيطاليا وألمانيا وروسيا، وهل كل ذلك شيء مألوف؟. هل هو مألوف بهذه البساطة؟. هل رأيت رجلا تجمعت له العظمة والعزة والكبرياء والبساطة كما وجدت عند العقاد؟ أجاب أحد الصديقين: إنني لا أجد الراحة معه. إنه أب يركب كتفي مدرس، ومدرس يركب كتفي فيلسوف، وفيسلوف يركب كتفي فقير هندي، وفي يده كرباج يشوي به ظهور الجالسين جميعا وأنت منهم! وقال الثاني: إنني أشعر ببرودة شديدة. برودة الحديد والصلب. ولكنني أفضل الذين في مثل سني، وفي مثل بساطتي. أو جهلي. والذين إذا تكلموا تلعثموا. وفكروا وترددوا. وتحيروا. ولكن العقاد لا يتلعثم ولا يفكر. إنما الكلام يخرج من فمه ورقا مطبوعا. ويدخل في أذنيك دون إذن منك. ❝