❞ كن طفلا وابدأ حياتك من جديد.تجبر و لا ترض بالكسرة واصنع رغيفك بنفسك كن سدا امام تيار الدنيا لكي لا تجرفك في شلال الخضوع كن قويا كالسنديان و لا تقبل أن تكون عود ثقاب و إن أجبرت احرق بنارك من يجابهك. ❝ ⏤أحمد جابر
❞ كن طفلا وابدأ حياتك من جديد.تجبر و لا ترض بالكسرة واصنع رغيفك بنفسك كن سدا امام تيار الدنيا لكي لا تجرفك في شلال الخضوع كن قويا كالسنديان و لا تقبل أن تكون عود ثقاب و إن أجبرت احرق بنارك من يجابهك. ❝
❞ حريتي
جلست أمامه وساقيها إحداهما تعانق الأخرى في محاولة للتحكم بأعصابها، تجاهلت نظراته التي تخترقها كمثقاب كهربائي، وجمعت شتات نفسها، تذكرت ما كان منه معها، من إهانات ومعاملة دونية، حرمان من كل حقوقها الشرعية، تذكرت كونها ما زالت عذراء، رغم مرور عام على زواجهما، رن صدى كلماته في أذنها من أنها مجرد واجهة اجتماعية لإكمال مظهره الاجتماعي والسياسي، وحدتها طوال الليالي، بينما هو يمسك بهاتفه أو يجلس أمام جهاز الكومبيوتر، سهراته التي لم تكتشف مدى قذارتها إلا من مدة وجيزة، بفضل الصدفة البحته، حين قادتها قدماها في منتصف الليل لتجده بدورة المياه تاركًا جهاز الكومبيوتر مفتوحًا على صفحة المحادثات، لتكتشف صدمة عمرها، التي لم تكن تتصورها، أو كانت تحاول عدم تصورها، إنه شاذ....
نفضت عن كاهلها كل الذكريات، وأخذت نفسًا عميقًا وبهدوء ينافس برودة الثلوج القطبية ألقت على مسامعه قنبلتها
\"طلقني، وإلا سأكشف حقيقتك القذرة للجميع، لقد صبرت وسجلت كل شيء، مكالماتك الغرامية مع صديقك، وصور محادثاتك معه، لا أعتقد أن وزيرًا بمكانتك يتحمل مثل هذه الفضيحة\"
تزلزل كيانه وتحطم جبروته أمامها، كقطع فسيفساء لا تجد من يجمعها
وخرجت الكلمة من بين شفتيه تحاول درء انكساره أمامها وتحمل بين طياتها حريتها
\"أنتِ طالق\"
#نشوه_أبوالوفا
#nashwa_aboalwafa. ❝ ⏤nashwaaboalwafa
❞ حريتي
جلست أمامه وساقيها إحداهما تعانق الأخرى في محاولة للتحكم بأعصابها، تجاهلت نظراته التي تخترقها كمثقاب كهربائي، وجمعت شتات نفسها، تذكرت ما كان منه معها، من إهانات ومعاملة دونية، حرمان من كل حقوقها الشرعية، تذكرت كونها ما زالت عذراء، رغم مرور عام على زواجهما، رن صدى كلماته في أذنها من أنها مجرد واجهة اجتماعية لإكمال مظهره الاجتماعي والسياسي، وحدتها طوال الليالي، بينما هو يمسك بهاتفه أو يجلس أمام جهاز الكومبيوتر، سهراته التي لم تكتشف مدى قذارتها إلا من مدة وجيزة، بفضل الصدفة البحته، حين قادتها قدماها في منتصف الليل لتجده بدورة المياه تاركًا جهاز الكومبيوتر مفتوحًا على صفحة المحادثات، لتكتشف صدمة عمرها، التي لم تكن تتصورها، أو كانت تحاول عدم تصورها، إنه شاذ..
نفضت عن كاهلها كل الذكريات، وأخذت نفسًا عميقًا وبهدوء ينافس برودة الثلوج القطبية ألقت على مسامعه قنبلتها
˝طلقني، وإلا سأكشف حقيقتك القذرة للجميع، لقد صبرت وسجلت كل شيء، مكالماتك الغرامية مع صديقك، وصور محادثاتك معه، لا أعتقد أن وزيرًا بمكانتك يتحمل مثل هذه الفضيحة˝
تزلزل كيانه وتحطم جبروته أمامها، كقطع فسيفساء لا تجد من يجمعها
وخرجت الكلمة من بين شفتيه تحاول درء انكساره أمامها وتحمل بين طياتها حريتها
˝أنتِ طالق˝
#نشوه_أبوالوفا #nashwa_aboalwafa. ❝
❞ إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10)
" إلا من خطف الخطفة " استثناء من قوله :ويقذفون من كل جانب وقيل : الاستثناء يرجع إلى غير الوحي ، لقوله تعالى : إنهم عن السمع لمعزولون فيسترق الواحد منهم شيئا مما يتفاوض فيه الملائكة ، مما سيكون في العالم قبل أن يعلمه أهل الأرض ، وهذا لخفة أجسام الشياطين فيرجمون بالشهب حينئذ . وروي في هذا الباب أحاديث صحاح ، مضمنها : أن الشياطين كانت تصعد إلى السماء ، فتقعد للسمع واحدا فوق واحد ، فيتقدم الأجسر نحو السماء ثم الذي يليه ثم الذي يليه ، فيقضي الله تعالى الأمر من أمر الأرض ، فيتحدث به أهل السماء فيسمعه منهم الشيطان الأدنى ، فيلقيه إلى الذي تحته ، فربما أحرقه شهاب ، وقد ألقى الكلام ، وربما لم يحرقه على ما بيناه . فتنزل تلك الكلمة إلى الكهان ، فيكذبون معها مائة كذبة ، وتصدق تلك الكلمة فيصدق الجاهلون الجميع كما بيناه في [ الأنعام ] . فلما جاء الله بالإسلام حرست السماء بشدة ، فلا يفلت شيطان سمع بتة . والكواكب الراجمة هي التي يراها الناس تنقض . قال النقاش ومكي : وليست بالكواكب الجارية في السماء ; لأن تلك لا ترى حركتها ، وهذه الراجمة ترى حركتها ; لأنها قريبة منا . وقد مضى في هذا الباب في سورة [ الحجر ] من البيان ما فيه كفاية . وذكرنا في [ سبأ ] حديث أبي هريرة . وفيه ( والشياطين بعضهم فوق بعض ) وقال فيه الترمذي : حديث حسن صحيح . وفيه عن ابن عباس : ويختطف الشياطين السمع فيرمون ، فيقذفونه إلى أوليائهم ، فما جاءوا به على وجهه فهو حق ولكنهم يحرفونه ويزيدون . قال : هذا حديث حسن صحيح . والخطف : أخذ الشيء بسرعة ، يقال : خطف وخطف وخطف وخطف وخطف . والأصل في المشددات اختطف ، فأدغم التاء في الطاء لأنها أختها ، وفتحت الخاء ; لأن حركة التاء ألقيت عليها . ومن كسرها فلالتقاء الساكنين . ومن كسر الطاء أتبع الكسر الكسر .
فأتبعه شهاب ثاقب أي مضيء ، قاله الضحاك والحسن وغيرهما . وقيل : المراد كواكب النار تتبعهم حتى تسقطهم في البحر . وقال ابن عباس في الشهب : تحرقهم من غير موت . وليست الشهب التي يرجم الناس بها من الكواكب الثوابت . يدل على ذلك رؤية حركاتها ، والثابتة تجري ولا ترى حركاتها لبعدها . وقد مضى هذا . وجمع شهاب شهب ، والقياس في القليل أشهبة وإن لم يسمع من العرب ، و " ثاقب " معناه مضيء ، قاله الحسن ومجاهد وأبو مجلز . ومنه قوله :
وزندك أثقب أزنادها
أي : أضوأ . وحكى الأخفش في الجمع : شهب ثقب وثواقب وثقاب . وحكى الكسائي : ثقبت النار تثقب ثقابة وثقوبا إذا اتقدت ، وأثقبتها أنا . وقال زيد بن أسلم في الثاقب : إنه المستوقد ، من قولهم : أثقب زندك أي : استوقد نارك ، قاله الأخفش . وأنشد قول الشاعر :
بينما المرء شهاب ثاقب ضرب الدهر سناه فخمد. ❝ ⏤محمد بن صالح العثيمين
❞ إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10)
˝ إلا من خطف الخطفة ˝ استثناء من قوله :ويقذفون من كل جانب وقيل : الاستثناء يرجع إلى غير الوحي ، لقوله تعالى : إنهم عن السمع لمعزولون فيسترق الواحد منهم شيئا مما يتفاوض فيه الملائكة ، مما سيكون في العالم قبل أن يعلمه أهل الأرض ، وهذا لخفة أجسام الشياطين فيرجمون بالشهب حينئذ . وروي في هذا الباب أحاديث صحاح ، مضمنها : أن الشياطين كانت تصعد إلى السماء ، فتقعد للسمع واحدا فوق واحد ، فيتقدم الأجسر نحو السماء ثم الذي يليه ثم الذي يليه ، فيقضي الله تعالى الأمر من أمر الأرض ، فيتحدث به أهل السماء فيسمعه منهم الشيطان الأدنى ، فيلقيه إلى الذي تحته ، فربما أحرقه شهاب ، وقد ألقى الكلام ، وربما لم يحرقه على ما بيناه . فتنزل تلك الكلمة إلى الكهان ، فيكذبون معها مائة كذبة ، وتصدق تلك الكلمة فيصدق الجاهلون الجميع كما بيناه في [ الأنعام ] . فلما جاء الله بالإسلام حرست السماء بشدة ، فلا يفلت شيطان سمع بتة . والكواكب الراجمة هي التي يراها الناس تنقض . قال النقاش ومكي : وليست بالكواكب الجارية في السماء ; لأن تلك لا ترى حركتها ، وهذه الراجمة ترى حركتها ; لأنها قريبة منا . وقد مضى في هذا الباب في سورة [ الحجر ] من البيان ما فيه كفاية . وذكرنا في [ سبأ ] حديث أبي هريرة . وفيه ( والشياطين بعضهم فوق بعض ) وقال فيه الترمذي : حديث حسن صحيح . وفيه عن ابن عباس : ويختطف الشياطين السمع فيرمون ، فيقذفونه إلى أوليائهم ، فما جاءوا به على وجهه فهو حق ولكنهم يحرفونه ويزيدون . قال : هذا حديث حسن صحيح . والخطف : أخذ الشيء بسرعة ، يقال : خطف وخطف وخطف وخطف وخطف . والأصل في المشددات اختطف ، فأدغم التاء في الطاء لأنها أختها ، وفتحت الخاء ; لأن حركة التاء ألقيت عليها . ومن كسرها فلالتقاء الساكنين . ومن كسر الطاء أتبع الكسر الكسر .
فأتبعه شهاب ثاقب أي مضيء ، قاله الضحاك والحسن وغيرهما . وقيل : المراد كواكب النار تتبعهم حتى تسقطهم في البحر . وقال ابن عباس في الشهب : تحرقهم من غير موت . وليست الشهب التي يرجم الناس بها من الكواكب الثوابت . يدل على ذلك رؤية حركاتها ، والثابتة تجري ولا ترى حركاتها لبعدها . وقد مضى هذا . وجمع شهاب شهب ، والقياس في القليل أشهبة وإن لم يسمع من العرب ، و ˝ ثاقب ˝ معناه مضيء ، قاله الحسن ومجاهد وأبو مجلز . ومنه قوله :
وزندك أثقب أزنادها
أي : أضوأ . وحكى الأخفش في الجمع : شهب ثقب وثواقب وثقاب . وحكى الكسائي : ثقبت النار تثقب ثقابة وثقوبا إذا اتقدت ، وأثقبتها أنا . وقال زيد بن أسلم في الثاقب : إنه المستوقد ، من قولهم : أثقب زندك أي : استوقد نارك ، قاله الأخفش . وأنشد قول الشاعر :
بينما المرء شهاب ثاقب ضرب الدهر سناه فخمد. ❝
❞ غايتي الآن أن أنحو نحو جبران في دمعته وابتسامته، وأن أمضي كما مضى في جولةٍ إلى مدينة الماضي.. أن أوقف للحظة هدير العقل الذي بات يزعجني، أن أدع كل شيء، وأغلق ورائي باب العزلة، ثم أشعل بعضًا من شموع الحنين، أستدفي بها من برودة الحاضر، وأستدفي بدفيها لعوادي الأيام.
ليس معي عود ثقاب غير قلمي، لذلك سأستعين بالكتابة كما جرت بذلك عادة البوح، وأبني بذلك القلم أسيجة جديدة تحرس الذاكرة من اجتياح النسيان، وأرتب أوراقًا ما كان ليستطيع ترتيبها غير خط القلم.
وأي شيء غير الكتابة يُمثِّل ذلك السحر؟ وأي شيءٍ غير البوح يمكن أن يصير ملاذًا؟. ❝ ⏤أنس سعيد محمد
❞ غايتي الآن أن أنحو نحو جبران في دمعته وابتسامته، وأن أمضي كما مضى في جولةٍ إلى مدينة الماضي. أن أوقف للحظة هدير العقل الذي بات يزعجني، أن أدع كل شيء، وأغلق ورائي باب العزلة، ثم أشعل بعضًا من شموع الحنين، أستدفي بها من برودة الحاضر، وأستدفي بدفيها لعوادي الأيام.
ليس معي عود ثقاب غير قلمي، لذلك سأستعين بالكتابة كما جرت بذلك عادة البوح، وأبني بذلك القلم أسيجة جديدة تحرس الذاكرة من اجتياح النسيان، وأرتب أوراقًا ما كان ليستطيع ترتيبها غير خط القلم.
وأي شيء غير الكتابة يُمثِّل ذلك السحر؟ وأي شيءٍ غير البوح يمكن أن يصير ملاذًا؟. ❝
❞ رواية \"فيلا برج\" العرب
ظلامٌ حالكٌ في كل مكان، رفعتُ يدي أمام عيني فلم أستطع تبين ملامحها، لم تكن عيني ترى غير اللون الأسود في كل الأرجاء، وكأنّ الضوء غاب عن الحياة، أو أنّ الحياة نفسها قد غادرتني، هذا النوع من الظلام لم أختبره في حياتي قط، هل أنا ميتٌ؟ بالقطع لا، فما زلت أسمع دقات قلبي المتسارعة؛ ولو أنها ليست الصوت الوحيد حولي، هناك صوتُ أنفاسٍ خشنةٍ متقطعةٍ كأنها نزعاتُ الموت، ولكنها لا تعود لي، إنها قادمة من الغرفة المجاورة، حاولت أن أتبيّن مصدر هذا الصوت، أو أن أشعل ثقاباً من المطبخ والذي يقع على بعد أمتار مني، ولكن كلما حاولت أن أنهض من على مقعدي أشعر كأنني ملتصق به لا أستطيع الحركة، قاومت ذلك الإحساس وحاولت رفع جسدي من على المقعد رغم كل هذه القوة التي تشدني إليه، وفي النهاية تمكنت من الوقوف، وقاومت ذلك الشعور الثقيل الذي يلصقني في مكاني كأن الجاذبية الأرضية قد تضاعفت، وأصبحت خطواتي زاحفة لا أستطيع رفع قدميّ من على الأرض، وتوجهت إلى المطبخ أتحسس طريقي في هذا الظلام الدامس، وعلى الرغم من أني أحفظ مكان أثاث بيتي إلا أنني اصطدمت بكل قطعة في طريقي فزاحمت تأوهاتي تلك الأنفاس المتحشرجة القادمة من الغرفة المجاورة، وبصعوبة بالغة تمكنت من الوصول لشمعة وعلبة ثقاب تركتهما على الطاولة منذ عدة ليالٍ حينما انقطع التيار الكهربائي، وبمشقة بالغة وصلت بضوء الشمعة المهتز للغرفة الأخرى أسحب قدميّ وألهث كأنني أصعد قمة إفِرست، وما أن دخلت الغرفة إذا بعمي جابر ملقى على وجهه في الأرض تفوح منه رائحة كالغائط وملابسه محترقة من أطرافها، أسرعت أمد يدي لأرفعه من على الأرض، وما كدت أن أصل إليه إلا وشعرت بأيادٍ كثيرة تشدني بقوة خارج الغرفة بعيداً عنه؛ لأسقط على ظهري، ولكن الأرض اختفت فسقطت بسرعة شديدة في هوّة سحيقة لا أجد قاعاً لها، أغلقت عينيّ واستسلمت لنهايتي المحتومة، وشعرت بجسدي يرتطم بقوةٍ، فتحت عينيّ المثقلتين لأجد نفسي في مقعدي بالصالة، أرتدي نفس ملابسي التي كنت بها في يومي الشاق الذي بدأ منذ الفجر، حينما استيقظت على صوت الهاتف ليبلغني ابن عمي بوفاة أبيه، تذكرت عمي الملقى على وجهه في الغرفة المجاورة، أسرعت أفتح باب الغرفة المغلق، ولكن لا شيء هناك، وكيف يكون هناك شيء، فلقد قمنا بدفن عمي جابر اليوم بعد أن أنهكنا الروتين والإجراءات الحكومية اللازمة لاستخراج الأوراق اللازمة لذلك، ضربت رأسي بكف يدي بعد أن رأيت الساعة، كيف استغرقت في النوم وهذه الأحلام الخبيثة حتى كاد العزاء أن يبدأ، دخلت غرفتي بسرعة أحضر ملابس أخرى وهرعت للحمام أزيل آثار التراب والعرق الملتصقَين بجسدي، وارتديت ملابسي؛ لأتوجه لدار المناسبات التي سيقام فيها العزاء.
د. وليد قطب. ❝ ⏤Mona Najeeb
❞ رواية ˝فيلا برج˝ العرب
ظلامٌ حالكٌ في كل مكان، رفعتُ يدي أمام عيني فلم أستطع تبين ملامحها، لم تكن عيني ترى غير اللون الأسود في كل الأرجاء، وكأنّ الضوء غاب عن الحياة، أو أنّ الحياة نفسها قد غادرتني، هذا النوع من الظلام لم أختبره في حياتي قط، هل أنا ميتٌ؟ بالقطع لا، فما زلت أسمع دقات قلبي المتسارعة؛ ولو أنها ليست الصوت الوحيد حولي، هناك صوتُ أنفاسٍ خشنةٍ متقطعةٍ كأنها نزعاتُ الموت، ولكنها لا تعود لي، إنها قادمة من الغرفة المجاورة، حاولت أن أتبيّن مصدر هذا الصوت، أو أن أشعل ثقاباً من المطبخ والذي يقع على بعد أمتار مني، ولكن كلما حاولت أن أنهض من على مقعدي أشعر كأنني ملتصق به لا أستطيع الحركة، قاومت ذلك الإحساس وحاولت رفع جسدي من على المقعد رغم كل هذه القوة التي تشدني إليه، وفي النهاية تمكنت من الوقوف، وقاومت ذلك الشعور الثقيل الذي يلصقني في مكاني كأن الجاذبية الأرضية قد تضاعفت، وأصبحت خطواتي زاحفة لا أستطيع رفع قدميّ من على الأرض، وتوجهت إلى المطبخ أتحسس طريقي في هذا الظلام الدامس، وعلى الرغم من أني أحفظ مكان أثاث بيتي إلا أنني اصطدمت بكل قطعة في طريقي فزاحمت تأوهاتي تلك الأنفاس المتحشرجة القادمة من الغرفة المجاورة، وبصعوبة بالغة تمكنت من الوصول لشمعة وعلبة ثقاب تركتهما على الطاولة منذ عدة ليالٍ حينما انقطع التيار الكهربائي، وبمشقة بالغة وصلت بضوء الشمعة المهتز للغرفة الأخرى أسحب قدميّ وألهث كأنني أصعد قمة إفِرست، وما أن دخلت الغرفة إذا بعمي جابر ملقى على وجهه في الأرض تفوح منه رائحة كالغائط وملابسه محترقة من أطرافها، أسرعت أمد يدي لأرفعه من على الأرض، وما كدت أن أصل إليه إلا وشعرت بأيادٍ كثيرة تشدني بقوة خارج الغرفة بعيداً عنه؛ لأسقط على ظهري، ولكن الأرض اختفت فسقطت بسرعة شديدة في هوّة سحيقة لا أجد قاعاً لها، أغلقت عينيّ واستسلمت لنهايتي المحتومة، وشعرت بجسدي يرتطم بقوةٍ، فتحت عينيّ المثقلتين لأجد نفسي في مقعدي بالصالة، أرتدي نفس ملابسي التي كنت بها في يومي الشاق الذي بدأ منذ الفجر، حينما استيقظت على صوت الهاتف ليبلغني ابن عمي بوفاة أبيه، تذكرت عمي الملقى على وجهه في الغرفة المجاورة، أسرعت أفتح باب الغرفة المغلق، ولكن لا شيء هناك، وكيف يكون هناك شيء، فلقد قمنا بدفن عمي جابر اليوم بعد أن أنهكنا الروتين والإجراءات الحكومية اللازمة لاستخراج الأوراق اللازمة لذلك، ضربت رأسي بكف يدي بعد أن رأيت الساعة، كيف استغرقت في النوم وهذه الأحلام الخبيثة حتى كاد العزاء أن يبدأ، دخلت غرفتي بسرعة أحضر ملابس أخرى وهرعت للحمام أزيل آثار التراب والعرق الملتصقَين بجسدي، وارتديت ملابسي؛ لأتوجه لدار المناسبات التي سيقام فيها العزاء.