█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ الذي جرب أن يصطحب طفله الصغير في نزهة لا شك قد عرف هذه الحيرة التقليدية التي يقع فيها كل أب حينما يسأله ابنه عن الشجرة التي تقف على باب الحديقة ... ما هي ؟..
فيقول الأب .. هي شجرة ... فيسأل الطفل وما الشجرة ... فيقول الأب انها نبات .
- وما النبات يا بابا ؟
- ما ينبت الى فروع وأوراق وجذور .
- وما الجذور يا بابا ؟
- هي كالأرجل للنبات ...
- وما حاجة الشجرة الى أرجل يا بابا ... وهي الشجرة تمشي ؟
- انها تحتاج الى الأرجل لتقف طول الوقت .
- ولماذا تقف الشجرة طول الوقت يا بابا لماذا لا تقعد وتنام مثلنا ؟
- هي تنام واقفة .
- وهل الشجرة صاحية الآن أم نائمة ؟
وبينما يفكر الأب في مخرج من المأزق ... يفاجئه الطفل بسؤال آخر أكثر تعجيزا :
- ولماذا سموا الشجرة شجرة يا بابا ؟
ويسقط في يد الأب تماما ولا يجد مفرا من ان ينهر الطفل بشدة ويأمره بأن يغلق فمه ولا يسبب له الصداع ... ولكن بينه وبين نفسه يكون قد اكتشف ان طفله على صواب وانه جاهل مثل طفله بحقيقة الشجرة ولا يعرف عنها الا انها شجرة ... ولا يدري لماذا سموها شجرة ... ولا ما الشجرة ذاتها .
انه من كثرة ما ترددت أمامه كلمة شجرة ومن كثرة ما رددها هو نفسه في عباراته خيل اليه انها تعريف واضح مقنع وانها تدل على مدلولها .
وما فعله الطفل هو انه هتك ستار هذه الالفة فاذا بالأب يفيق على ذهول ... واذا بالكلمة مجرد اصطلاح ... مجرد بطاقة ... مجرد شفيرة ... مجرد حروف ... شأنها شأن نمرة نحاسية على صدر مسجون ... اطلقنا عليه المسجون نمرة 8
لكن ما معنى المسجون نمرة 8 ؟
لا معنى هناك ...
انه رقم شفيري لا أكثر .
وبالمثل فلان الذي اسمه " منير " .
ما معنى " منير" .
انه لا أكثر من اسم اصطلحنا على انه لفلان .
ولكن لا أحد يعرف معنى " منير " وحقيقته وماهيته .
حتى " منير" لا يعرف شيئا عن حقيقة نفسه .
وبالمثل كل ما في الدنيا من كلمات .. هي مجرد اصطلاحات وحروف شفرية لا تختلف عن حروف ج.ع.م ... في الدلالة على مقصودها .
وهذه الحادثة البسيطة تكشف لنا افلاس اللغة ودورها المحدود ... فهي لا أكثر من واسطة شفرية اصطلاحية للتفاهم حول موضوعات العالم الخارجي مثل كوب وزجاجة ومائدة وكرسي وشجرة ...
فاذا وصلنا الى داخل الانسان أو ماهية الأشياء فإن اللغة تفلس تماما ... ولا يعود لها دور .
وفي أعماق الروح لا تعود اللغة قادرة على وصف المكنون الروحي والتعبير عنه .
وكلنا جربنا حالات من الحب عجزت الكلمات عن وصفها .
ولحظات من الوجد الصوفي عجز فيها اللسان أمام ولوع القلب وتشوف الوجدان .
وعرفنا أوقاتا كان الصمت فيها ابلغ من الكلام .
وفي داخل الروح مملكة المعنى .
لا حروف ولا كلمات .
وإنما السر .. والمعنى .. والجوهر .. والمكنون .
ويبدو اننا بعد القيام من الموت وبعد أن نبعث أرواحا سوف نتخاطب بالمعاني والمشاعر مباشرة بدون وساطة الحروف .
وكما يقول الصوفية في تسبيحاتهم عن الله ... أنه السميع بلا سمع والبصير بلا بصر والمتكلم بلا كلام أي بلا حروف ... أي انه يلقي المعنى بالنفس مباشرة ... وهذا شأن عالم الروح في جلاله .
وهذا شأن فرحة الروح الطيبة عند لقائها بربها .
ستكون فرحة بلا لسان وبلا كلمات لأنها أعظم من حجم الكلمات وأروع من كل اللغة .
مقال / حينما تعجز الكلمات
من كتاب / الشيطان يحكم
للدكتور مصطفى محمود (رحمه الله ) . ❝
❞ 《 كلما امتنعت بذنبي عن الدعاء لم تمنعني بذنبي علی العطاء 》
هو " الشيخ مبروك " صاحب ملف السوابق الحافل . و لكنه طراز خاص من المجرمين ..كان مجرما " غلباناً " دائم البكاء دائم الندم منكسر الوجه إلى الأرض يلازمه الشعور بأنه حشرة و بأنه لا يستحق شعاع الشمس الذي يطلعه الله عليه و لا نسمة الهواء التي يتنفسها و لا اللقمة الجافة التي يأكلها .
و لم يكن يرتكب ذنباً إلا كانت وراءه ضرورة ملحة تدفعه .. و حياته كلها كانت محاولة مستمرة للاستقامة دون جدوي . فهو يغالب طبعه و طبعه يغلبه . و يغالب ضعفه و ضعفه يغلبه . ثم يبكي في النهاية و يشعر بالخزي و الهوان . و يحاول أن ينسي ذلك الهوان بالشرب فيزداد بالشرب هوانا .
يشعر دائماً ان الله يراه .. و لا يدري من أين يأتيه ذلك الشعور .. و لا كيف يفعل ما يفعل أمام عين الله التي لا تنام .
شعوره الدائم الذي لا يفارقه هو الإشمئزاز من نفسه . و هو شعور ملازم له كالتنفس لا خلاص منه .. و كأنه صرصور غارق في مستنقع من الصمف كلما حاول الخلاص ازداد غرقا . لا ينجيه من الموت يأسا إلا إيمانه بأن ذنوبه مهما عظمت فإن عفو الله اعظم ..
و إن الله لا تنفعه طاعتنا و لا تضره ذنوبنا .. فهو غني بنفسه عن العالمين .. و هو الذي وسع كل شيء رحمة و علما .. و هو الوهاب الذي لا يحتاج لأحد . ❝
❞ بعض البنات يلتقطن صورًا خاصة لهن.. يحتفظن بها أو ينشرونها على وسائل التواصل الاجتماعي.. وقبل أن تنشر صورتها تنظر إليها فى شاشة الموبايل، ثم لا تعجبها..فتستخدم البنت المؤثرات والفلاتر وكل أمور التجميل المتاحة على الموبايل.. لأن صُنَّاعه يعرفون أن سلعتهم هي البنت.. لذلك يرصدون كل ما يحدث على موبايلك بمجرد التقاط الصورة!..
والبنت.. التي تبدأ ملامحها كمراهقة في الظهور.. تضيف وتمسح.. تراقب ما قد يظهر من عيوب.. حبة صغيرة، نمش.. ثم هناك الجمهور والتعليقات..
وتبدأ البنت في الدوران في دائرة مفرغة من القلق والتوتر..و هنا قد تقع البنات في الفخ.. يلتقطن صورًا أكثر ويمسحن صورًا أكثر.. ويظل هناك عدم الرضا والبكاء.. والغيرة والنكد.. والتحديق المستمر فى مجموعة من الصور.. ثم مسح بعضها أو مسحها كلها..
وللأسف الشديد أصبحت البنتُ الموديلَ والمصوِّر.. لقد اختزلتْ نفسها فى تلك الصورة.. لم تعُد هي.. صارت شكلًا مُحسنًا..
إذا انتقدها أحدٌ لا تنام الليل.. وإذا تابعها الكثيرون واستحسنوا صورتها..طار عقلها فرحاً..
وقد تبين من الدراسات النفسية والاجتماعية أن هؤلاء البنات يعانين من التوتر والقلق.. وتزعزعت الثقة بأنفسهن.. وسيتلقيْنَ حتمًا رسائل وتعليقات ..ودعوات مُحرجة أو مُزعجة .. تجعلهن مركز تلك الدائرة الجهنمية.
وقد تكتئب البنت وقد يزيد وزنها.. أو يظهر لها حب الشباب الذي قد لا تحسّنُهُ لمساتُ الهاتف العجيب!..
فالتقاط «السيلفي» مرارًا وتكرارًا يصبح نوعًا من الهوس والوسواس.. لكن هل تحتاج البنت إلى حمل الموبايل مدة 24 ساعة؟
من المفيد إعطاؤها هاتفًا غير ذكي.. ثم تعليمها كيف ومتى وأين تستعمل هذا الجهاز.. علينا محاولة إقناع البنت بتحديد أوقات محددة.. تدخل فيها على وسائل التواصل الاجتماعى ولفترة وجيزة لا تسمح بالإدمان..
˝السيلفى˝ لم يعد ظاهرة.. لكنه أصبح خطرًا يهدد حياة البنت.. خاصةً إذا ما تضافر مع عوامل أخرى.˝
وأقول : حذار حذار من هذه الصور التي تُعرض على وسائل التواصل .. حتى وإن كانت بالحجاب . ❝
❞ أن يقوم رجل بخطبتك ومن ثم الزواج منك ..
هذا ليس بإثبات عظيم للحب ولا بالإنجاز الكبير فهذه هي سنة الحياة..!
ولكن .. هل تعلمين ماهو الإنجاز الحقيقي؟
أن يمر الخريف على جسدك وجمالك فتبدأ تلك الخطوط الرفيعة بالإرتسام على وجهك فلا يرى بك أي نقصٍ أو عيب ..
أن يظل اليوم الذي جمعكم سوياً راسخاً بذاكرته كتاريخ ميلاده حتى وإن بلغتما الخمسين من العمر ..
أن يراكِ انتصاراً يُفتخر به فيتباهى بك أمام أهله وأهلك ..
أن تنجبا أطفالاً وتظلي أنتِ طفلته الأولى مهما مرت الأعوام ..
أن يراقب الله فيك فلا يخنك حتى بالذاكرة ..
أن لا يجعلك تنامي و قلبك يعتصر الماً ..
وأن لا يخذُلك .. إن خذلتكِ صحتكِ يوماً . ❝