█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ هل هي صدفة ان ثورتنا كانت في يناير شهر البدايات و الامل؟.. هل هي صدفة يا شيرين هناءي ان روايتك صدرت في يناير السادس الذي تاكدنا فيه ان ثورتنا لن تكتمل بغباؤنا و تكبرنا و صمتنا في وقت الكلام و كلامنا في وقت الصمت؟ هل الزمن ما يقتلنا ؟ ام هو غباؤنا الخاص المتكرر للابد؟ . ❝
❞ دائمًا أبدًا هو الصراع على السلطة و حلم الخلود،
مَن الأحقّ بمفاتيح أرض الجنة
بنو البشر و من تحالف معهم من الجن،
أم السباع وكائنات غرائبية ذوي أقنعة نصف بشرية . ❝
❞ غريب أن أبقى محتفظة بنفس النظرة إلى شخص ما طوال ثلاثين عاماً، أن يمضي الزمن وتمر السنوات وتتبدل المشاهد وتبقى صورته كما قرّت في نفسي في لقاءاتنا الأولى . ❝
❞ ˝قالت بيانًا آخر فهم منه نصيبًا أصغر وغاب عنه النصيب الأكبر. قالت وقالت حتى اضطر أن يقمع على لسانها القول بسؤال: ((ولكن بحق الربّة تانيت, من أنت؟)) لم تصدق صؤاله, فأطلقت ضحكة عصبية. شكتت ولكنها سرعان ما استعادت ثقتها بنفسها لتجنب عن سؤاله بسؤال:
((أتنكرني؟)) فأجابها بقول مستعار من ناموس التسليم: ((ظننت يا مولاتي أننا يجب أن ننكر حتى عرفنا, فكيف لا ننكر من لم نعرف؟)) رمته بنظرة غضب, ولكن الغضبة تحولت ذهولاً. ولكنها تمالكت نفسها مرة آخرى. قالت بحزن: ((إذا لم يكن النكران, فلا شك أنه النسيان!)) رمقته خلسة, ولكنه سرح ببصره في السهول المكسوة بالعشب الأخضر, على شفتيه ابتسامة غامضة, في عينيه سكينة المعتزلة الأبديين. قالت كأنها ترثيه لنفسها قبل أن ترثيه للأغيار: ((النسيان هو البلاء الأسوأ من الموت!))˝ . ❝
❞ بقيّ يراقب هاتفه، ينتظر رسالة منها، مرّت أكثر من عشر أيام على لقائهما وما إن بدأ ينسى الموضوع حتى داعبت بريده رسالة منها متكونة من كلمة واحدة:
- تتذكرني؟
عرفها على الفور، كانت تضع صورتها الشخصية تظهر فيها بابتسامتها العذبة، بدأ الحديث بينهما بمراسلات كتابية في مواضيع عديدة، منها الفن والتاريخ وإيجاد الذات ونظرتهما لمستقبل الوطن ولأحلامهما، تبادلا وجهات النظر، ثم بعدها تحول التواصل بينهما إلى مكالمات هاتفية، كانت تصغره بثلاثة أعوام، تنقلت مع والديها وأختها التي تصغرها من منزل إلى آخر حتى استقروا بمنزل مستأجر في حي قريب مني، كانت تتكلم بصوتٍ واثق وكان هو يحاول تنميق كلماته حتى يظهر أمامها بهيئة الشاب الواعي المتزن، تكررت المكالمات قبل أن يلتقيا مجددًا، شَعر وكأنها وسادة لروحه المثقلة بالذكريات، قصائد وكتب وفناجين قهوة لعزلته، أصبحت تخطر في باله طيلة اليوم، كل شيء يذكره فيها، يقضي وقته سارحًا، يرتب في مخيلته من كلماتها وبحة صوتها موعدًا بغداد أرضه ورمشها الأسمر شمسه، تقطع خطواتها تفكيره حين تصله رسالتها التي انتظرها طويلًا، تميل شفتاه نحو اليمين، يبتسم، فتغدو أقرب البعيدين، يجلس في صيدلية المستشفى، فتعود لتشاكس ذهنه بين كلمات الأغاني التي اعتاد الاستماع إليها وصار يتردد اسمها فيها بكثرة، حتى أسماء المحال التجارية فجأة تغيرت وأصبحت باسمها، باغتته دون مقدمات، أبهرته بشخصيتها وجمالها، كان وقعها على قلبه رقيقًا، أراد لقاءها في ساحات الاحتجاج، لكنها رفضت واختارت أن تلتقي به قبل ساعات عملها في مطعم قريب من المستشفى، انتظرها بشوق، رسم سيناريوهات الموعد الأول في رأسه، ساعة رملية حيرته، انتظرها رملة رملة، وضع يديه خلف ظهره ثم في جيبه، ارتجف، إلا أنّ ذلك البرد الذي أحس به اختفى حين سمع خطوات كعبها، حتى أنا شعرت بذلك الدفء الذي انتقل إلى صدره، بدا ذلك في عينيه، نظر إليها مطولًا كما لو أنّه يود حفظ كل تفصيلة منها قبل مغادرتها، طالعها بنظرة لا أنساها، كانت كوقع موسيقى يضيف لحياة الرتابة التي يعيشها بهجة، عرف من الفراشات التي تتراقص في معدته؛ أنَّ الحب آتٍ لا محالة، تساءلتُ كيف سيشعر إذًا قبلها؟ . ❝