█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ طرق تلد طرقاً، كان المقام قصيراً، ودور الطين المهجورة تتهاوى من تلقاء ذاتها، وتذوب في تراب الأرض، كأن لم ينبت الطين يوماً ويصير حيطاناً دافئة ومأهولة بالناس والقبور يجرفها السيل، وتضيع الشواهد في المجرى، وسيبقى الخلاء بلا أثر للحياة ولا للموت، ماتت الأشجار حتى شجرة الزيتون وشجيرات الصبار التى بقيت أخذت تنسحب باستمرار داخل الغبار الذى يخنقها، ومات الماء فى الآبار وفى النهر، جاءوا جماعات يقصدون وجهة واحدة ومصيرًا واحدًا وساروا فرادى إلى وجهات مختلفة، أحبوا هذه الأرض التى لن تذكرهم أبداً وأعطوها عرقهم وفظاظتهم ودمهم، اجتاحهم الجند السائر بين مراكش وفاس فى فتن التاريخ التى لا حد لها وجردهم من كل شيء. حاربوا ولانوا، صار لهم أولياء وأعداء، وتعاقبت المجاعات، وجاء الاستعمار، وبعده الدرك والقرض الفلاحي والضرائب والانتخابات، وها هم يرحلون يحملون كل سياط الزمن والأحزان في أجسادهم . ❝
❞ عقاب
في الجانب الآخر للنهر حيث لم يجتازه من قبل أحد
الأن أُصدِرَ القرار
سأغادر الورد هنا وأعلن الفرار
سأروح عن شاطئي هذا الجميل.. سأغيب حيث الغيب.. ومكامن الأسرار
لا علم لي بذا المكان
لا لم يزره قبل هذا العهد إنسٌ.. لا لم ترد أخبار
هذا العقاب أجره في مُقلتي
دمعاً وجرحاً في الحشا
وأحترق.. وكأنني حربٌ تُدكُ تجيء بالإنذار
عذراً أنا سأرافق الأشجار اليابسات
سأزور كهفاً من حجارة عابسات
لا شيء يضحك للمساء
لا شيء غير خيباتٍ جاءت من السماء باكيات
أبكيتها.. وأنا الملام بدمعها
أحرقت قلبها دون قصد
وأظن أني مجرماً.. قيد المحاكم والقضاء
في جانب النهر البعيد.. قالوا هناك مقاصلاً فيها عناء
تقتص من جاني الغرام
وتجزه بمنجلٍ
وتحرقه
وتُكسِّره
أنا مجرمٌ من غير قصد
من دون مكر
..
وهناك دمعها قد سقط
مني أنا
إني نويت الإقتصاص لدمعها
إني سارحل حيث الموت
وطريق يجهله الجميع
في الجانب البعيد للنهر الأصم
#خالد_الخطيب . ❝
❞ والمتأمل في آيات القرآن الكريم يجد إشارات صريحة إلي هذا الواقع المرير الذي نعيشه فضلا عن اشتماله على جوانب متعددة من الإعجاز العلمي الذي يسبق به كل عصر ، ولا عجب فهو المعجزة الخالدة والعطاء المتجدد والنهر المتدفق الذي لا ينقطع إمداده ولا تنقضي عجائبه وصدق المولى عز وجل إذ يقول (قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا { 109 } ) سورة الكهف . ❝