█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ وها نحن الآن قد انتهينا من المهمة التي رسمناها لأنفسنا في هذا الكتاب، مهمة (بدء النظر في كيان العقل العربي وآلياته) - ولا أقول انتهينا من نقد العقل العربي ﻷن هذا النقد يجب أن يستمر ويجب أن يتجدد ويستأنف أبدا . ❝
❞ إن ظاهرية، ابن حزم لم تكن تضييق على العقل، كما يُعتقد، بل لقد كانت بالعکس من ذلك ثورة متعددة الأبعاد ثورة ضد ادعاء الكشف والإلهام وتكريس النظرة السحرية للعالم، وثورة ضد التقليد والقياس أي ضد سلطة السلف مهما كان هذا السلف، وقد ذهبت به هذه الثورة إلى حد القول بوجوب الاجتهاد على كل شخص وأنه لا يجوز أن يقلد شخص شخصا آخر.
نعم لقد دعا إلى التمسك بظاهرة النص ولكنه لم يكن يرمي من وراء هذه الدعوة إلى التضييق على العقل بل بالعكس لقد أراد من ذلك تحریر الخلف من التبعية لتأويلات السلف، وذلك بالتعامل مع النصوص كما هي، وفهمها داخل دائرة مجالها التداولي الأصلي، الشيء الذي يعني أن كل ما لم ينص عليه داخل هذه الدائرة وبوسائلها التعبيرية المعروفة فهو كله مباح، سواء تعلق الأمر بما كان موجود زمن النبي أو بما استجد بعده.
وهكذا وسع من دائرة المباح لتشمل كل جديد ومستجد لا يبطل أصلا من أصول الدين كما هو منصوص عليه وبنفس المضمون الذي كان له في مجاله الأصلي . ❝