█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ إن جملة معارف العالم إنما هي بناء قائم على التصور. فما التاريخ إلا ضرب من التخيل، طريقة تجعلنا نشهد الحضارات البائدة التي لم تعد موجودة على وجه الأرض . ❝
❞ يسرني أن آخذ بيدِك، وأقودكَ عبر سُبلً لم تطأها قَدَم، تُفضي إلى عالمٍ يكون لليد فيه السلطان الأعلى. غير أنه.. في بداية رحلتنا هذه تعترضُنا عقبة؛ فأنتَ شديد الاعتماد على النور، لذا، حين أحاولُ قيادتكَ وسط أرض الظلام والصمت، أخشى عليكَ أن تتعثر؛ فليس يُفترَضُ في المكفوفين أن يكونوا خير أدلاءٍ في الرحلات. لكن، رغم أنني لا أستطيع الجزْمَ بألا أضيعكَ وسط الطريق، أعدكَ بأنكَ لن تُقاد وسط نارٍ أو تغرق في مياه، أو تسقط في هُوةٍ عميقة. وإن تبِعتني بصبر، فسوف تتبينُ أنه ˝ثمة صوتٌ جد رقيق.. يسري.. لا شيء يسكن بينه وبين الصمت˝، وأن بالأشياء المزيد مما هو خبيئٌ أكثر مما يبدو للعيان . ❝
❞ عبر أصابعي تتضاعفُ المعجزة؛ يحدثُ ذلك حين توغِلُ مخيلتي وتبلغُ مخيلةَ فنانٍ يكون قد جسدها في صورةِ هيئةٍ منحوتة. رغم ذلك، فلدى مقارنة الوجه الحَي الدافئ الحافِل بالحركة لأحد الأصدقاء، يكون الوجه المرمري باردًا، لا نبضَ فيه، غير متجاوِب- رغم كونه جميلًا بالنسبة إلى يدي. فتضاريسه المنسابة وانثناءاته تكون مصدرَ متعةٍ حقيقةٍ بالنسبة إلي، ما يعوِزه فقط هو النفَس، بيد أنه، بتأثيرٍ من تعويذة الخيال، تنتفضُ قطعة المرمر بالحياة، وتصيرُ البرهان الإلهي على ما هو مثالي. ففي كل خَط وفي كل تعريجة، تدُس المخيلةُ عاطفةً ما، فيكون التمثال حال لمسي إياه الإلهة بذاتها عيانًا، تتنفس وتتحرك، وتمارسُ فِتنتها . ❝
❞ إن الأفكار هي ما يؤسس العالم الذي نحيا فيه، والانطباعات هي ما يؤثثُ للأفكار. عالمي تُشيدُه حاسةُ اللمس- وتلك الأحاسيس الآتية منها تكون مُجردةً من الطبيعة اللونية والصوتية، غير أنها رغم ذلك تتنفسُ وتنبضُ بالحياة دون اللون ودون الصوت. كل شيءٍ يرتبطُ في ذِهني بخصائص لَمسية، وتلك الخصائص تجتمعُ في صورٍ لا حَصر لها؛ فتهبني إحساسًا بالقوة، أو بالجمال، أو بالتنافُر . ❝