█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ {وَجَعَلْنَا السّمَآءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ ءَايَاتِهَا مُعرِضُونَ } الأنبياء: 32
هذه الخاصية قد أثبتتها الأبحاث العلمية التي أجريت في القرن العشرين. فالغلاف الجوي الذي يحيط بالأرض يؤدي وظائف ضرورية لاستمرارية الحياة، فهو حين يدمر الكثير من النيازك الكبيرة والصغيرة فإنه يمنعها من السقوط على سطح الأرض وإيذاء الكائنات الحية. بالإضافة إلى ذلك فإن الغلاف الجوي يصفي شعاع الضوء الآتي من الفضاء المؤذي للكائنات الحية. والملفت أن الغلاف الجوي لا يسمح إلا للإشعاعات غير الضارة مثل الضوء المرئي والأشعة فوق البنفسجية وموجات الراديو بالمرور. وكل هذه الإشعاعات أساسية للحياة. فالأشعة فوق البنفسجية التي يسمح بمرورها بشكل جزئي فقط عبر الغلاف الجوي، ضرورية جدا لعملية التمثيل الضوئي في النباتات ولبقاء الكائنات الحية على قيد الحياة. غالبية الإشعاعات فوق البنفسجية المركزة التي تنبعث من الشمس يتم تصفيتها من خلال طبقة الأوزون في الغلاف الجوي ولا تصل إلا كمية محدودة وضرورية من الطيف فوق البنفسجي إلى الأرض. هذه الوظيفة الوقائية للغلاف الجوي لا تقف عند هذا الحد، بل إن الغلاف الجوي يحمي الأرض من برد الفضاء المجمد الذي يصل إلى 270 درجة مئوية تحت الصفر. وليس الغلاف الجوي فقط هو الذي يحمي الأرض من التأثيرات الضارة، فبالإضافة إلى الغلاف الجوي فإن ما يعرف بحزام فان ألن وهو طبقة نتجت عن حقول الأرض المغناطيسية، تشكل درعاً واقياً من الإشعاعات الضارة التي تهدد كوكبنا. هذه الإشعاعات (التي تصدر عن الشمس وغيرها من النجوم باستمرار) مميتة للكائنات الحية. ولولا وجود حزام فان ألن، لكانت الانفجارات العظيمة للطاقة المسماة التماوجات أو الانفجارات الشمسية (التي تحدث بشكل دائم في الشمس) قد دمرت الأرض. يقول دكتور هوغ روس عن أهمية حزام فان آلن ما يأتي: ‘’ في الحقيقة إن الأرض تملك كثافة أعلى من كل ما تملكه باقي الكواكب في النظام الشمسي، وهذا القلب العظيم للأرض المكون من الحديد والنيكل هو المسؤول عن الحقل المغناطيسي الكبير. وهذا الحقل المغناطيسي هو الذي ينتج درع إشعاعات فان آلن الذي يحمي الأرض من الانفجارات الإشعاعية. ولو لم يكن هذا الدرع موجوداً لما كانت الحياة ممكنة على سطح الأرض. ولا يملك مثل هذا الدرع سوى الأرض وكوكب المريخ الصخري، ولكن قوة حقله المغناطيسي اقل بمائة مرة من قوة حقل الأرض المغناطيسي، وحتى كوكب الزهرة المشابه لكوكبنا ليس لديه حقل مغناطيسي. إن درع فان آلن الإشعاعي هو تصميم فريد خاص بالأرض.’’1 إن الطاقة التي ينقلها انفجار واحد فقط من هذه الانفجارات التي تم حساب قوتها مؤخراً تعادل قوة مائة بليون قنبلة ذرية شبيهة بتلك التي ألقيت فوق هيروشيما. بعد خمس وثمانين ساعة من انفجارها لوحظ أن الإبر المغناطيسية في البوصلات أظهرت حركة غير عادية، ووصلت الحرارة فوق الغلاف الجوي على ارتفاع مائتين وخمسين كيلومتراً إلى 2500 درجة مئوية. وباختصار فإن هناك نظاماً متكاملا يعمل فوق الأرض. وهو يحيط عالمنا ويحميه من التهديدات الخارجية. إلا أن العلماء لم يعلموا بوجوده إلا مؤخرا، ولكن الله سبحانه وتعالى أخبرنا منذ قرون بعيدة من خلال القرآن الكريم عن غلاف الأرض الجوي الذي يشكل درعاً واقياً . ❝
❞ ولما قتل الله أشراف قريش ببدر ، وأصيبوا بمصيبة لم يُصابوا بمثلها ، ورَأَسَ فيهم أبو سفيان بن حرب لذهاب أكابرهم ، وجاء كما ذكرنا إلى أطراف المدينة في غزوة السويق ، ولم يَنَلْ ما في نفسه ، أخذ يُؤلِّبُ على رسول الله ﷺ وعلى المسلمين ، ويجمع الجموع ، فجمع ثلاثة آلاف من قريش والحلفاء والأحابيش ، وجاؤوا بنسائهم لئلا يَفِرُّوا ، وليحاموا عنهن ، ثم أقبل بهم نحو المدينة ، فنزل قريباً من جبل أحد بمكان يقال له : عَيْنَيْنِ ، وذلك في شوال من السنة الثالثة للهجرة ، واستشار رسول الله ﷺ أصحابه أيخرج إليهم ، أم يمكث في المدينة ؟ وكان رأيه ألا يخرجوا من المدينة ، وأن يتحصَّنُوا بها ، فإن دخلوها قاتلهم المسلمون على أفواه الأزقة ، والنِّساء من فوق البيوت ، ووافقه على هذا الرأي عبد الله بن أبي ، وكان هو الرأي ، فبادر جماعةٌ مِن فُضلاء الصحابة ممن فاته الخروج يوم بدر ، وأشاروا عليه بالخروج ، والحوا عليه في ذلك ، وأشار عبد الله بن أبي بالمقام في المدينة ، وتابعه على ذلك بعض الصحابة ، فالح أولئك على رسول الله ، فنهض ودخل بيته ، ولَبِسَ لأُمَتَهُ ، وخرج عليهم ، وقد انثني عزم أولئك ، وقالوا : أَكْرَهنَا رَسُولَ اللهِ ﷺ على الخروج ، فقالوا : يا رسول الله ! إن أحببت أن تَمْكُتَ في المدينة فافعل، فقال رسول الله ﷺ ( مَا يَنْبَغِي لِنَبِيِّ إِذَا لَبِسَ لأُمَتَهُ أَنْ يَضَعَهَا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّه بَيْنَهُ وَبَيْنَ عدوه ) ، فخرج رسولُ اللهِ ﷺ في ألف من الصحابة ، واستعمل ابن أم مكتوم على الصلاة بمن بقي في المدينة ، وكان رسولُ الله ﷺ رأى رؤيا ، وهو بالمدينة ، رأى أن في سيفه تُلْمَةٌ ، ورأى أن بقراً تُذبح ، وأنه أدخل يده في درع حصينة ، فتأول الثلمة في سيفه برجل يُصاب من أهل بيته ، وتأوَّل البقر بِنَفَرٍ مِن أصحابه يقتلون ، وتأول الدرع بالمدينة . ❝
❞ وكان ﷺ يلبس الدرع والخُوذَةَ ، ويتقلد السيف ، ويَحْمِلُ الرمح والقوس العربية ، وكان يتترس بالترس ، وكان يُحِبُّ الخيلاء في الحرب وقال ﷺ ( إنَّ مِنْهَا مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ ، وَمِنْهَا مَا يُبْغِضُهُ اللَّهُ ، فَأَمَّا الخُيَلاءُ التي يُحبها الله ، فاختيالُ الرَّجُل بِنَفْسِهِ عِنْدَ اللقَاءِ ، واخْتيَالُهُ عِنْدَ الصَّدَقةِ ، وَأَمَّا الَّتِي يَبغضُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، فَاخْتِيَالُه في البغي والفخر ، وقاتل ﷺ مرة بالمنجنيق نصبه على أهل الطائف ، وكان ينهى عن قتل النساء والولدان ، وكان ينظُرُ في المقاتِلَةِ ، فمن رآه أَنْبَتَ قتله ، ومن لم يُنبت ، استحياه ، وكان ﷺ إذا بعث سريَّة يُوصيهم بتقوى الله ، ويقول (سيروا بسم الله ، وفي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَقَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ باللَّهِ ، وَلَا تُمَثْلُوا ، وَلَا تَغْدُرُوا ، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدا ) ، وكان ينهى عن السَّفَرِ بالقُرآنِ إلى أرض العدو ، وكان يأمر أمير سريته أن يدعو عدوه قبل القتال إما إلى الإسلام والهجرة ، أو إلى الإسلام دون الهجرة ، ويكونون كأعراب المسلمين ، ليس لهم في الفيء نصيب ، أو بذل الجزية ، فإن هُمْ أجَابُوا إليه ، قَبِلَ منهم ، وإلا استعان بالله وقاتلهم ، وكان ﷺ إذا ظفر بعدوه ، أمر منادياً ، فجمع الغنائم كلها ، فبدأ بالأسلاب فأعطاها لأهلها ، ثم أخرج خُمُسَ الباقي ، فوضعه حيث أراه الله ، وأمره به من مصالح الإسلام ، ثم يَرْضَخُ من الباقي لمن لا سهم له من النساء والصبيان والعبيد ، ثم قسم الباقي بالسوية بين الجيش للفارس ثلاثةُ أسهم ، سهم له لـ وسهمانِ لفرسه ، وللراجل سهم ، هذا هو الصحيح الثابت عنه ،
وكان يُنَزِّلُ مِن صُلب الغنيمة بحسب يراه من المصلحة ، وقيل: بل كان النَّفَلُ مِن الخمس ، وقيل وهو أضعف الأقوال : بل كان من خُمُسِ الخُمُسِ ، وكان يساوي الضعيف والقوي في القسمة ما عدا النُفّل . ❝
❞ أيا أقصىْ أيا بيتَ السلامِ ...
تقاتلكُ جيوشُ الغادرينَ
...
وأنتَ الدرعُ فى وجهِ الأعادى ...
وحيداً لا تهابُ القاتلينَ
...
ويا عُرْبَ المذلهِ كمْ خضعنا ...
وقدْ خنّا جموعَ المسلمينَ
...
فكمْ عشنا نُكذبُ ما نراهُ ...
وسلمنا رقابَ العاجزينَ
....
فيا قدساةُ ليسَ العيبُ منا ...
ولكنْ من قيودِ الحاكمينَ
ففىْ دسِ الخيانهِ _ يا الهى _ ...
سنبقى للرسالهِ حافظينَ . ❝