█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ فنحن أحيانا نُبتلع بالتدريج ودون أن نشعر، ويتم إقناعنا أن بطن الحوت الذي نحن فيه هو المكان الأفضل، وأن الحياة في داخل بطن الحوت تمثل أفضل ما يمكن تخيله من حياة، بل إن أي حياة خارج بطن هذا الحوت لا يمكن حتى تخيلها.
الابتلاع إذن يمكن أن يكون انهماكا في حياة ما، انغماسا فيها، بغض النظر عن إيجابياتها أو سلبياتها. ونحن نقول ذلك فعلا، نستعمل التعبير "ابتلع" عن انشغالنا بالحياة وتفاصيلها وتفصيلاتها، فنقول: "ابتلعتنا الحياة"، ولا نقصد إلا انهماكنا بها . ❝
❞ دعوة أُم!
أنتِ أيضاً صحابيَّة!
تؤنسكِ أحاديث الأولين وأخبار الأمم الغابرة،
فكيف إذا كانت أحاديثهم وأخبارهم بصوتِ نبيكِ وحبيبك ﷺ
وأنتِ الآن على موعد مع هذا الجمال والجلال،
يقولُ لكِ النبيُّ ﷺ:
كان جُريجُ رجلاً عابداً، فاتخذ صومعةً، فكان فيها،
فأتته أمه وهو يصلي...
فقالتْ: يا جُريج!
فقال: يا رب، أمي وصلاتي!
فأقبلَ على صلاته، فانصرفتْ أمه،
فلما كان الغد أتته وهو يصلي،
فقالتْ: يا جُريج!
فقال: أي رب، أمي وصلاتي!
فأقبلَ على صلاته،
فقالتْ: اللهمَّ لا تُمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات!
فتذاكر بنو إسرائيل جُريجاً وعبادته،
وكانتْ امرأةٌ بغيُّ يُتمثَّلُ بحسنها،
فقالتْ: إن شئتم لأفتننه!
فتعرَّضتْ له، فلم يلتفتْ إليها،
فأتتْ راعياً كان يأوي إلى صومعته فأمكنته من نفسها،
فوقعَ عليها، فحملتْ!
فلما ولدتْ، قالتْ: هذا من جُريج!
فأتوه فاستنزلوه، وهدموا صومعته، وجعلوا يضربونه،
فقال: ما شأنكم؟
قالوا: زنيتَ بهذه البغيِّ، فولدتْ منكَ،
قال: أين الصَّبيُّ؟
فجاؤوا به...
فقال: دعوني حتى أُصلي! فصلَّى...،
فلما انصرفَ أتى الصَّبيَّ، فطعنَ بطنه،
وقال: يا غلام، من أبوك؟
قال: فلانٌ الرَّاعي!
فأقبلوا على جُريج يُقبلونه، ويتمسَّحون به!
وقالوا: نبني لكَ صومعتكَ من ذهبٍ!
قال: لا، أعيدوها من طينٍ كما كانتْ. ففعلوا!
يا صحابيَّة،
الجمالُ نعمة تُصان،
فلا تستخدمي جمالكِ وأنوثتكِ سلاح غواية!
فهذا فعل الغانيات لا فعل العفيفات،
الأنوثة والغنج يأخذان بقلوب الرجال،
فحافظي على نفسكِ أولاً، وعلى الناس ثانياً!
وقد قال الله لمن هُنَّ أطهر منكِ، زوجات النبيِّ ﷺ:
﴿ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا﴾
عندما تُظهرين أنوثتكِ في غير موضعها،
وتكشفين دلالكِ أمام من ليس له،
فستكونين محطَّ طمع، ويُظنُّ بكِ أنكِ سهلة المنال!
اثبتي أمام البائع في السوق،
عرضكِ أغلى من دراهم يحسمها لكِ!
حافظي على رباطة جأشكِ أمام زملاء العمل،
سمعتُكِ لا تُقدَّر بثمن!
لا تفتحي الباب، أو شق منه،
ثم تشتكين إذا ما تسلل منه أحد!
معالجة الأسباب أهون عليكِ من معالجة النتائج!
لتذهب الوظائف إلى الجحيم،
إذا كان ثمنها شيءٌ يمسُّ شرفكِ!
ما كان لكِ من رزقٍ سيأتيكِ رغماً عن الدنيا كلها،
والرزق عند الله لا عند الناس،
وما كان عند اللهِ لا يُؤخذُ بمعصيته!
يا صحابيَّة،
إياكِ والدعاءُ على أولادكِ،
فربما صادفتْ دعوتكِ ساعة استجابة فتهلكينهم،
دعاء الوالدين فتَّاك!
كل ما أصاب جُريج الراهب كان بدعوة أمه،
دعتْ عليه أن ينظر في وجوه المومسات،
فوافقتْ دعوتها ساعة استجابة فأصابه ما قد علمتِ!
رأى عمر بن الخطاب شيخاً كبيراً في السن يده مشلولة،
فسأله: ما الذي أصابك؟
فقال: دعا عليَّ أبي في الجاهلية أن تُشَلَّ، فَشُلَّتْ!
فقال عمر: هذا دعاء الآباء في الجاهلية، فكيف في الإسلام؟!
وفي كتاب أزهار الرياض من أخبار القاضي عياض،
أن الزمخشري كان مقطوع الرِّجل،
فسُئلَ عن ذلك، فقال: هذا بدعاء أُمي!
ذلكَ أني كنتُ في صباي أمسكتُ عصفوراً،
وربطه بخيطٍ في رجله، فجذبته، فانقطعتْ رجله!
فتألمتْ أمي لذلك وقالتْ: قطعَ اللهُ رجلكَ كما قطعتَ رجله!
فلما كبرتُ وكنتُ في سفرٍ إلى بخارى لطلب العلم،
سقطتُ عن الدابة، فانكسرتْ رجلي، ووجبَ قطعها!
أمسكي عليكِ لسانكِ يرحمكِ الله،
الأولاد مُتعبون هذه حقيقة،
ولكن لكِ من كل هذا التعب أجر التربية!
والأولاد يأتون بتصرفاتٍ مستفزة هذا واقع،
ولكن الصبر باب من أبواب الجنة!
ثم إن الدعوة السيئة على الأولاد لو اُستجيبت،
فأنتِ أول من سيكتوي بنارها!
لو دعوتِ على ولدٍ أو بنتٍ بعدم التوفيق،
فسيأتي هذا الولد وهذه البنت عاقين،
ستحرمين نفسكِ من برِّهم في لحظة غضب،
عدم التوفيق شقاء!
وأي راحةٍ لكِ إذا شقيَ أولادكِ،
عودي نفسكِ الدعاء لهم لا عليهم،
استبدلي تلك الدعوات الساحقة الماحقة بأُخرى حلوة جميلة!
قولي للولد: هداكَ الله!
وقولي للبنت: أصلحكِ الله!
وأنتِ أول من سيقطف ثمار هدايتهم وصلاحهم!
يا صحابيَّة،
الصلاة مفزَعُ الصالحين منذ فجر التاريخ،
وعندما نزلتْ بجريج هذه التهمة،
قال: دعوني حتى أُصلي!
فأنجاه الله سبحانه، وبرَّأه من تُهمةٍ نُسبتْ إليه،
ليكن اللهُ ملاذكِ الآمن، وحصنكِ المنيع،
إذا ضاقتْ بكِ الحيلة تصدَّقي،
وإذا سُدَّتْ بوجهكِ الأبواب سارعي في الدعاء،
وإذا تعسَّرتْ الأمور فادخلي كهف الصلاة،
ما أنجى يونس عليه السلام من بطن الحوت إلا تسبيحه واستغفاره،
وما نجا إبراهيم عليه السلام من فرعون وجيشه،
إلا بحسن ظنه بالله!
وما نجا نوحٌ عليه السّلام بالسفينة المصنوعة من الخشب،
إلا لأنه قد ركبَ من قبل سفينة التوحيد!
وما نجا النبيُّ ﷺ وصاحبه يوم الهجرة،
إلا بالتوكل على الله واليقين بالله!
يا أبا بكر: ما ظنك باثنين الله ثالثهما!
يا صحابيَّة،
أهل المعاصي مرضى قلوب، فاحذريهم!
وإنهم يريدون لو كان الناس جميعاً مثلهم،
تلك الزانية أزعجها عفاف جُريج،
فأرادت أن يكون مثلها!
أنتِ بصلاحكِ وعفافكِ تذكرين الناقصين بنقصهم،
المرتشي يؤلمه الأمين لأنه بأمانته يخبره كم هو وضيع!
والزانية تؤلمها العفيفة لأنها بعفتها تخبرها كم هي رخيصة!
ومن قبل قال قوم لوطٍ: ﴿أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾
إن النجس والملوث يختنق بطهارة غيره!
يا صحابيَّة،
لا تُعيري سمعكِ للذين يقعون في أعراض الناس،
اُتهم جريج بالزنا وهو عفيف طاهر،
وصدَّقَ قومه التهمة رغم أنها جاءتْ من زانية استأجروها!
كم عفيفةٍ ظُلمت،
وكم أمينٍ اُتهم بالخيانة،
وكم مُتهم هو من تهمته بريء براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام،
فإذا حُملتْ إلى مسامعكِ تُهمة،
فاجعليها تقفُ عندكِ ولا تنشريها!
فإن كانتْ التهمة حقاً فقد كنتِ رسول إبليس في نشر الفاحشة،
وإن كانتْ كاذبة فقد وقعتِ في أعراض الناس،
من سترَ سُتِر، والمرءُ لا يأخذُ إلا ما كان يُعطيه!
ومن تتبعَ عورات الناس، تتبعَ الله عورته!
اُتهمت الصِّديقة مريم بالزنا،
واُتهم الكليم موسى عليه السلام بأنه يريد أن يُظهر في الأرض الفساد!
واُتهم النبيُّ ﷺ بالكذب والسحر والجنون،
فإذا كان هؤلاء لم ينجوا من الناس،
فكيف يسلمُ الذين هم من دونهم وكلنا دونهم! . ❝
❞ " يا الله ..
إني لا أصلي لك كما يليق بك
ولا أصوم كما كان يفعل داود
ولا أصبر إذا مرضت كما صبر أيوب
ولا أسبح بحمدك تسبيح يونس في بطن الحوت
ولا آخذ ديني بقوه ك يحي
ولا أغض بصري كما غض يوسف كل جوارحه
ولست متسامحاً لحد القول اذهبوا فأنتم الطلقاء
ولكني مثلهم يا الله أحبك . ❝
❞ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39)
قوله تعالى : والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم .
فيه ثلاث مسائل : والقمر يكون تقديره : وآية لهم القمر . ويجوز أن يكون ˝ والقمر ˝ مرفوعا بالابتداء . وقرأ الكوفيون ˝ والقمر ˝ بالنصب على إضمار فعل ، وهو اختيار أبي عبيد . قال : لأن قبله فعلا وبعده فعلا ، قبله ˝ نسلخ ˝ وبعده ˝ قدرناه ˝ . النحاس : وأهل العربية جميعا فيما علمت على خلاف ما قال : منهم الفراء قال : الرفع أعجب إلي ، وإنما كان الرفع عندهم أولى ; لأنه معطوف على ما قبله ومعناه : وآية لهم القمر . وقوله : إن قبله ˝ نسلخ ˝ فقبله ما هو أقرب منه وهو ˝ تجري ˝ وقبله ˝ والشمس ˝ بالرفع . والذي ذكره بعده وهو ˝ قدرناه ˝ قد عمل في الهاء . قال أبو حاتم : الرفع أولى ، لأنك شغلت الفعل عنه بالضمير فرفعته بالابتداء . ويقال : القمر ليس هو المنازل ، فكيف قال : ˝ قدرناه منازل ˝ ففي هذا جوابان : أحدهما قدرناه إذا منازل ، مثل : واسأل القرية . والتقدير الآخر : قدرنا له منازل ، ثم حذفت اللام ، وكان حذفها حسنا لتعدي الفعل إلى مفعولين ، مثل واختار موسى قومه سبعين رجلا . والمنازل ثمانية وعشرون منزلا ، ينزل القمر كل ليلة منها بمنزل ، وهي : الشرطان ، البطين ، الثريا ، الدبران ، الهقعة ، الهنعة ، الذراع . النثرة ، الطرف ، الجبهة ، الخراتان ، الصرفة ، العواء ، السماك ، الغفر ، الزبانيان ، الإكليل ، القلب ، الشولة ، النعائم ، البلدة ، سعد الذابح ، سعد بلع ، سعد السعود ، سعد الأخبية ، الفرغ المقدم ، الفرغ المؤجر ، بطن الحوت . فإذا صار القمر في آخرها عاد إلى أولها ، فيقطع الفلك في ثمان وعشرين ليلة ، ثم يستسر ثم يطلع هلالا ، فيعود في قطع الفلك على المنازل ، وهي منقسمة على البروج ، لكل برج منزلان وثلث . فللحمل الشرطان والبطين وثلث الثريا ، وللثور ثلثا الثريا والدبران وثلثا الهقعة ، ثم كذلك إلى سائرها .
وقد مضى في [ الحجر ] تسمية البروج والحمد لله . وقيل : إن الله تعالى خلق الشمس والقمر من نار ثم كسيا النور عند الطلوع ، فأما نور الشمس فمن نور العرش ، وأما نور القمر فمن نور الكرسي ، فذلك أصل الخلقة وهذه الكسوة . فأما الشمس فتركت كسوتها على حالها لتشعشع وتشرق ، وأما القمر فأمر الروح الأمين جناحه على وجهه فمحا ضوءه بسلطان الجناح ، وذلك أنه روح ، والروح سلطانه غالب على الأشياء . فبقي ذلك المحو على ما يراه الخلق ، ثم جعل في غلاف من ماء ، ثم جعل له مجرى ، فكل ليلة يبدو للخلق من ذلك الغلاف قمرا بمقدار ما يقمر لهم حتى ينتهي بدؤه ، ويراه الخلق بكماله واستدارته ، ثم لا يزال يعود إلى الغلاف كل ليلة شيء منه فينقص من الرؤية والإقمار بمقدار ما زاد في البدء ، ويبتدئ في النقصان من الناحية التي لا تراه الشمس ، وهي ناحية الغروب حتى يعود كالعرجون القديم ، وهو العذق المتقوس ليبسه ودقته . وإنما قيل القمر ; لأنه يقمر أي : يبيض الجو ببياضه إلى أن يستسر .
الثانية : حتى عاد كالعرجون القديم قال الزجاج : هو عود العذق الذي عليه الشماريخ ، وهو فعلون من الانعراج وهو الانعطاف ، أي : سار في منازله ، فإذا كان في آخرها دق واستقوس وضاق حتى صار كالعرجون . وعلى هذا فالنون زائدة . وقال قتادة : هو العذق اليابس المنحني من النخلة . ثعلب : ˝ كالعرجون القديم ˝ قال : العرجون الذي يبقى من الكباسة في النخلة إذا قطعت ، و ˝ القديم ˝ البالي . الخليل : في باب الرباعي : العرجون أصل العذق ، وهو أصفر عريض ، يشبه به الهلال إذا انحنى . الجوهري : العرجون أصل العذق الذي يعوج وتقطع منه الشماريخ فيبقى على النخل يابسا ، وعرجنه : ضربه بالعرجون . فالنون على قول هؤلاء أصلية ، ومنه شعر أعشى بني قيس :
شرق المسك والعبير بها فهي صفراء كعرجون القمر
فالعرجون إذا عتق ويبس وتقوس شبه القمر في دقته وصفرته به . ويقال له أيضا : الإهان والكباسة والقنو ، وأهل مصر يسمونه : الإسباطة . وقرئ : ˝ العرجون ˝ بوزن الفرجون ، وهما لغتان كالبزيون والبزيون ، ذكره الزمخشري وقال : هو عود العذق ما بين شماريخه إلى منبته من النخلة . واعلم أن السنة منقسمة على أربعة فصول ، لكل فصل سبعة منازل : فأولها الربيع ، وأوله خمسة عشر يوما من آذار ، وعدد أيامه اثنان وتسعون يوما ، تقطع فيه الشمس ثلاثة بروج : الحمل ، والثور ، والجوزاء ، وسبعة منازل : الشرطان ، والبطين ، والثريا ، والدبران ، والهقعة ، والهنعة ، والذراع . ثم يدخل فصل الصيف في خمسة عشر يوما من حزيران ، وعدد أيامه اثنان وتسعون يوما ، تقطع الشمس فيه ثلاثة بروج : الشرطان ، والأسد ، والسنبلة ، وسبعة منازل : وهي النثرة ، والطرف ، والجبهة ، والخراتان ، والصرفة ، والعواء ، والسماك . ثم يدخل فصل الخريف في خمسة عشر يوما من أيلول ، وعدد أيامه أحد وتسعون يوما ، تقطع فيه الشمس ثلاثة بروج ، وهي الميزان ، والعقرب ، والقوس ، وسبعة منازل : الغفر ، والزبانان ، والإكليل ، والقلب ، والشولة ، والنعائم ، والبلدة . ثم يدخل فصل الشتاء في خمسة عشر يوما من كانون الأول ، وعدد أيامه تسعون يوما ، وربما كان أحدا وتسعين يوما ، تقطع فيه الشمس ثلاثة بروج : وهي الجدي والدلو والحوت ، وسبعة منازل : سعد الذابح وسعد بلع وسعد السعود وسعد الأخبية والفرغ المقدم ، والفرغ المؤخر وبطن الحوت . وهذه قسمة السريانيين لشهورها : تشرين الأول ، تشرين الثاني ، كانون الأول ، كانون الثاني ، أشباط ، آذار ، نيسان ، أيار ، حزيران ، تموز ، آب ، أيلول ، وكلها أحد وثلاثون إلا تشرين الثاني ونيسان وحزيران وأيلول ، فهي ثلاثون ، وأشباط ثمانية وعشرون يوما وربع يوم . وإنما أردنا بهذا أن تنظر في قدرة الله تعالى : فذلك قوله تعالى : والقمر قدرناه منازل فإذا كانت الشمس في منزل أهل الهلال بالمنزل الذي بعده ، وكان الفجر بمنزلتين من قبله . فإذا كانت الشمس بالثريا في خمسة وعشرين يوما من نيسان ، كان الفجر بالشرطين ، وأهل الهلال بالدبران ، ثم يكون له في كل ليلة منزلة حتى يقطع في ثمان وعشرين ليلة ثمانيا وعشرين منزلة . وقد قطعت الشمس منزلتين فيقطعهما ، ثم يطلع في المنزلة التي بعد منزلة الشمس ف ذلك تقدير العزيز العليم . الثالثة : قوله تعالى : القديم قال الزمخشري : القديم المحول ، وإذا قدم دق وانحنى واصفر ، فشبه القمر به من ثلاثة أوجه . وقيل : أقل عدة الموصوف بالقديم الحول ، فلو أن رجلا قال : كل مملوك لي قديم فهو حر ، أو كتب ذلك في وصيته عتق من مضى له حول أو أكثر .
قلت : قد مضى في [ البقرة ] ما يترتب على الأهلة من الأحكام والحمد لله . ❝