█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ لا تحطمك التوافه .
كم من مهموم سبب همه أمر حقير تافه لا يذكر !!.
انظر إلى المنافقين , ما أسقط هممهم , وما أبرد عزائمهم .
هذه أقوالهم :
{ لا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ }
﴿التوبة: ٨١﴾
{ائْذَن لِّي وَلَا تَفْتِنِّي } .
﴿التوبة: ٤٩﴾
{ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ}
﴿الأحزاب: ١٣﴾
{ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ }
﴿المائدة: ٥٢﴾
{ مَّا وَعَدَنَا اللَّـهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا }
﴿الأحزاب: ١٢﴾ . ❝
❞ لا ..!
لا .. لصرف عمركِ في التوافه من حبِّ للانتقام ومجادلةٍ لا خير فيها .
لا .. لتقديم المالِ وجمعه على صحتكِ وسعادتكِ ونومكِ وراحتكِ .
لا .. لتتبع أخطاء الآخرين واغتيابهم ونسيان عيوب النفس .
لا .. للانهماك في ملاذِّ النفس ، وإعطائها كلَّ ما تطلب وتشتهي .
لا .. لضياعِ الأوقات مع الفارغين ، وإنفاقِ الساعات في اللهو .
لا .. لإهمالِ الجسمِ والبيت من النظافة ، والروائح الزكية ، والنظام .
لا .. للمشروباتِ المحرَّمةِ ، والدخان والشيشة ، وكلِّ خبيث .
لا .. لتذكُّرِ مصيبةٍ مرَّت ، أو كارثةٍ سبقت ، أو خطأ حصل .
لا .. لنسيانِ الآخرة والعمل لها ، والغفلةِ عن تلك المشاهد .
لا .. لإهدارِ المالِ في المحرَّماتِ ، والإسرافِ في المباحاتِ، والتقصيرِ في الطاعات . ❝
❞ قد يغيب عنا أن السعادة هي إحساس داخلي بالفرح نبرمج عليه نفوسنا و نلتقط خيوطه من كل مناسبة مهما كانت صغيرة و كأن السعادة هي عادة الاستمتاع بالاشياء متعة تتجاوب معها كل مكونات الإنسان النفسية و العقلية و الجسدية اة جلها .. حتى التوافه من الاشياء التى نتعالى عنها احيانا لأننا كبار، كبار القدر او السن او الاهتمام ، علينا ان نعيد النظر في موقفنا منها ، و أن نقبل الاستمتاع بها مهما كانت صغيرة . ❝
❞ الحلم والصفح تتفاوت درجات الناس فى الثبات أمام المثيرات ٬ فمنهم من تستخفه التوافه فيستحمق على عجل ٬ ومنهم من تستفزه الشدائد فيبقى على وقعها الأليم محتفظا برجاحة فكرة وسجاحة خلقه . ومع أن للطبع الأصيلة فى النفس دخلا كبيرا فى أنصبة الناس من الحدة والهدوء ٬ والعجلة والأناة ٬ والكدر والنقاء ٬ إلا أن هناك ارتباطا مؤكدا بين ثقة المرء بنفسه وبين أناته مع الآخرين ٬ وتجاوزه عن خطئهم ٬ فالرجل العظيم حقا كلما حقق فى آفاق الكمال اتسع صدره ٬ وامتد حلمه ٬ وعذر الناس من أنفسهم ٬ والتمس المبررات لأغلاطهم ! فإذا عدا عليه غرٌّ يريد تجريحه ٬ نظر إليه من قمته كما نظر الفيلسوف إلى صبيان يعبثون فى الطريق وقد يرمونه بالأحجار . وقد رأينا الغضب يشتط بأصحابه إلى حد الجنون ٬ عندما تقتحم عليهم نفوسهم ٬ ويرون أنهم حقروا تحقيرا لا يعالجه إلا سفك الدم . أفلو كان الشخص يعيش وراء أسوار عالية من فضائله يحس بوخزالألم على هذا النحو الشديد؟ كلا. إن الإهانات تسقط على قاذفها قبل أن تصل إلى مرماها البعيد وهذا المعنى يفسر لنا حلم هود وهو يستمع إلى إجابة قومه بعد ما دعاهم إلى توحيد الله . قالوا: “إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين ٬ قال يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين ٬ أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين”. إن شتائم هؤلاء الجهال لم يطش لها حلم هود ٬ لأن الشقة بعيدة بين رجل اصطفاه الله رسولا فهو فى الذؤابة من الخير والبر ٬ وبين قوم سفهوا أنفسهم وتهاووا على عبادة الأحجار يحسبونها لغبائهم تضر وتنفع ! كيف يضيق المعلم الكبير بهرف هذه القطعان؟ . ❝
❞ مصائب هؤلاء البشر , ليس عندهم من المقاصد
العليا ما يشغلهم , ليس عندهم من الاهتمامات الجليلة ما يملأ وقتهم .
وقد قالوا : إذا خرج الماء من الإناء
ملأه الهواء , إذا ففكر في الأمر الذي تهتم له وتغتم هل يستحق هذا الجهد وهذا العناء , لأنك أعطيته من عقلك ولحمك ودمك وراحتك ووقتك , وهذا غبن في الصفقة , وخسارة هائلة ثمنها بخس , وعلماء النفس يقولون : اجعل لكل شيء حدا معقولا , وأصدق من هذا
قوله تعالى :
{ قَدْ جَعَلَ اللَّـهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا }
﴿الطلاق: ٣﴾
فأعط القضية حجمها ووزنها وقدرها وإياك والظلم والغلو .
هؤلاء الصحابة الأبرار همهم تحت الشجرة الوفاء بالبيعة , فنالوا رضوان الله , ورجل معهم أهمه جمله حتى فاته البيع فكان جزاءه الحرمان والمقت .
فاطرح التوافه والاشغال بها تجد أن أكثر همومك ذهبت عنك وعدت فرحا مسرورا . ❝