█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ الصبح مشهد مألوف مكرور , و لكنه في تعبير القرآن حيّ لم تشهده من قبل عينان . إنه (( الصبح إذا تنفّس )) .
و الليل آنٌ من زمانٍ معهود و لكنه في تعبير القرآن حيّ جديد (( و الليل إذا يَسْرِ )) . و هو يطلب النهار في سباقٍ جبّار (( يُغشي الليل النهار . يطلبُهُ حثيثاً )) .
و الظلّ ظاهرة تُشهد و تُعرَف , و لكنه في التعبير القرآني نفس تحسّ و تتصرف (( و ظلّ من يحموم . لا بارد و لا كريم )) .
و الجدار بنية جامدة كالجلمود , و لكنه في تعبير القرآن يحسّ و يريد (( فوجدا فيها جداراً يريد أن ينقضّ فأقامه ))
و الأرض و السماء , و الشمس و القمر , و الجبال و الوديان , و الدور العامرة , و الآثار الدائرة , و النبات و الحيوان , و الأشجار و الأفنان ... كل أولئك أحياء . أو مشاهد تخاطب الأحياء . فليس هناك جامد و لا ميّت بين الجوامد و الأشياء .
تلك طريقة القرآن . و إنّها لفنّ قائم وحده ازاء المعاني و الأغراض , و هو في أفقه الرفيع , كفاء لتلك المعاني , و صنو هذه الأغراض . ❝
❞ إن العقل البشري ليسقط احترامه حين يدّعي أنه يعلم كل شيء , و هو لا يعلم نفسه , و لا يدري كيف يدرك المدركات !
و ليس في هذا انكار للفكر الانساني و حريته ؛ و لكن فيه احتراما لهذا الفكر , بمعرفة قدره و مجالاته . ❝
❞ النسق القرآني قد جمع بين مزايا النثر و الشعر جميعا , فقد أعفي التعبير من قيود القافية الموحدة و التفعيلات التامة , فنال بذلك حرية التعبير الكاملة عن جميع أغراضه العامة , و أخذ في الوقت ذاته من الشعر الموسيقى الداخلية , و الفواصل المتقاربة في الوزن التي تغني عن التفاعيل , فنشأ النثر و النظم جميعا . ❝