█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ و ليس بنا هنا أن ننظر في العدل الطبيعي بين خصائص الذكور و خصائص الإناث، و إنما نسجل هذه الحقائق بالملاحظة الصادقة و الدلالة الواضحة، و لا يعنينا أن ننصب لها ميزان العدل في توزيع الطبائع و الملكات، و لكننا مع هذ القول نعود فنقول: إن العدل هنا بين الجنسين غير مفقود، و إن القسمة هنا ليست بالقسمة الضيزي فإذا قيل إن الحمل قد جنى على المرأة، لأنه خصها بالألم،
و جعل الإرادة من نصيب الرجل، فلا ينبغي أن ننسى أن الحمل قد أتاح للمرأة مزية فطرية لا تتاح لزوجها على وجه اليقين، و هي ضمان نسلها بغير دخل و لا ارتياب. فكل من ولدت المرأة فهو وليدها الذي يستحق عطفها و حنانها، و ليس ذلك شأن الآباء فيما ينسب إليهم من الأبناء.
و ما من أم تسأل عن ألم الحمل إلا تبين من شعورها أنها تستعذبه و لا تتبرم به، و أنها قد تشعر بغبطة من الألم لا يعرفها الرجال الذين يثورون على الآلام، و من امتزاج الألم بطبيعة المرأة أصبحت التفرقة بين ألمها و لذتها في رعاية الأبناء من أصعب الأمور، و على هذا يعتز الرجل بأنه يريد المرأة، و لا تعتز المرأة بأن تريده.
لأن الإغواء هو محور المحاسن في النساء، و الإرادة الغالبة هي محور المحاسن في الرجال، و لهذا زودت الطبيعة المرأة بعدة الإغواء و عوضتها بها عن عدة الغلبة و العزيمة.
بل جعلتها حين تُغلَب هي الغالبة في تحقيق مشيئة الجنسين على السواء . ❝
❞ الحب عاطفة شائعة بين الناس .. بل شائعة بين من ينطق وما لا ينطق .. ولسنا نعني الصلة الجسدية التي تنقضى بانقضاء دوافع الفطرة فإن هذه لا تسمى حباً ولا هي من العلاقات القائمة بين فرد بعينه وفرد آخر بعينه .. لانها فوضى مشتركة بين جميع الذكور وجميع الاناث من فصيلة واحدة .. ولكننا نعني الصلة النفسية التي تجمع الفردين معا بعلاقة لا يغنى فيها اي فرد آخر من الفصيلة . ❝
❞ من المدهش أن يكون الرضيع ذو الأشهر صمام الأمان لعائلة من الإناث في مجتمعنا, فلا سلطة تعلو سلطة الذكور فيه مهما علت سلطة الأنثى ومهما عظمت , في مجتمعنا ترجح كفة الذكورة حتى لو كان يقابلها في الكفة الأخرى أنثى عن ألف رجل ورجل . ❝