█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ و الخطأ الرابع – من أخطاء الكتابة العلمية- هو كثرة المبالغات في مؤلفات أركون ، و هي متعددة الأشكال ، فمن ذلك : المبالغة في مدح و تعظيم ما يدعو إليه ، و الحط من قيمة ما يدعو إليه مخالفوه ، فيندد باتجاهاتهم المذهبية و الدينية و الوضعية ، و يُبالغ في تمجيد فكره ، بالمنهاج النقدي التفكيكي . ❝
❞ إن من نقائص الكتابة العلمية عند أركون أن مؤلفاته كثيرا ما تفتقد إلى الترابط و وحدة الموضوع ، مع كثرة القفز على الأفكار ، و عدم الانتهاء إلى نتائج واضحة محددة موفقة من مناقشاته و شروحه . ❝
❞ أما الباحث محمد عابد الجابري ، فأخطاؤه في الكتابة العلمية هي أيضا كثيرة ، أذكر منها طائفة ، أولها عدم توثيق كثير من الأخبار التي أوردها في مؤلفاته- التي أطلعتُ عليها ، منها إنه ذكر أخبارا عن الشعوبية زمن الأمويين و العباسيين ، من دون توثيق لها-أي لم يذكر مصادره- . و أورد أخبارا عن المفاخرات بين القبائل بلا توثيق . و ذكر أخبارا كثيرة عن نشأة الفقه الإسلامي وتطوره ، و لم يُوثق معظمها . و أورد أخبارا كثيرة عن المنطق الصوري ، و الترجمة في بغداد بلا توثيق .و ذكر أخبارا خطيرة عن علاقة المتكلم هشام بن الحكم (ت198ه) ، بجعفر الصادق ( 148ه) ، من دون أن يُوثقها . و ذكر خبرا خطيرا أيضا زعم فيه أن عليا و طلحة و الزبير-رضي الله عنهم- كانوا منافسين دائمين للخليفة عثمان –رضي الله عنه- لأنهم من بقية أهل الشورى ، و لم يذكر لنا المصدر الذي استقى منه هذا الخبر .
و ذكر أيضا أن بني أمية حرموا الموالي-المسلمون من غير العرب- من حقهم في الغنيمة ، حتى و لو شاركوا في الفتح جنودا، و لم يُوثق من أين أخذ خبره هذا . كما أنه أورد أخبارا و معلومات كثيرة عن اليونان بلا توثيق . مع العلم أن المنهجية العلمية الصحيحة تفرض على الباحث توثيق مادته العلمية ، كما أنه من حق القارئ عليه أن يُوثق مادته ليُمكنه من العودة إليها للاستزادة ، أو للتأكد منها . ❝
❞ منهجية الكتابة العلمية عند أركون لم تكن في مستوى الكتابة العلمية الموضوعية الصحيحة ، رغم كثرة اعتداده بنفسه، و افتخاره بمنهجه في الكتابة العلمية ، الذي تخللته أخطاء قاتلة ، و نقائص مشينة . ❝
❞ و الخطأ الخامس – من أخطاء الكتابة العلمية- إنه -أي أركون- كثيرا ما يعتدي على نصوص القرآن الكريم ، في تفسيره لها ، و تعامله معها ، يفعل ذلك بهوى ، و جهل ، ، و سنذكر من ذلك أمثلة كثيرة ، في الفصلين الثاني و الثالث من كتابنا هذا ، و نكتفي هنا بذكر مثالين فقط ، أولهما إنه زعم أن معنى قوله تعالى : (( رب العالمين )) ، كان يعنى زمن الرسول : (( رب القبائل )) . و قوله هذا كذب ، و افتراء على القرآن الكريم نفسه ، لأن معنى (( رب العالمين )) ، القرآن نفسه هو الذي حدده بما يُخالف زعم أركون ؛ من ذلك قوله تعالى : (( رب السموات و الأرض و ما بينهما ))-سورة مريم/65- ، و (( قل من رب السموات السبع ))- سورة المؤمنون/86- ، و (( الله ربكم و رب آبائكم الأولين ))- سورة/الصافات /126- ، و (( رب السموات و الأرض ، و ما بينهما العزيز الغفار ))-سورة/ الزمر/75- ، و (( إن ربكم الله الذي خلق السموات و الأرض في ستة أيام ))- سورة/ الأعراف/54 - ، و (( ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا إله غلا هو ))- سورة/ غافر /62- ، و (( قال فرعون و ما رب العالمين ، قال رب السموات و الأرض و ما بينهما إن كنتم صادقين ))- سورة الشعراء/24-24- . واضح من هذه الآيات أن أركون يتعمد التحريف لأن الآيات التي ذكرناها-و غيرها- بينت بما لا يدع مجالا للشك ، بأن معنى رب العالمين هو أن الله تعالى هو رب كل المخلوقات ، و رب العالم بأسره ، و ليس هو رب القبائل على حد زعم أركون المعتدي على القرآن .
و المثال الثاني على اعتدائه على القرآن ، هو أنه قال أن سورة التوبة التي تحمل رقم تسعة في المصحف ، هي ليست حسب الترتيب التاريخي للنزول ، فهي (( تنتمي إلى المرحلة الأخيرة من القرآن ، و ليس إلى بداياته ، كما يُوهمنا الترتيب الرسمي )) . و قوله هذا فيه اعتداء على القرآن عندما اتهمه بأنه يُوهمنا في مكان وجود سورة التوبة ، في غير مكانها حسب النزول ، لأن الحقيقة أن القرآن لا يُوجد فيه أي إيهام ، لأنه هو أصلا لم يُرتب حسب النزول في سوره ، و لا في آياته ، فهذا معروف و ثابت في علوم القرآن . و عليه فإن ما ذكره أركون عن الترتيب ليس جديدا ، و اتهامه للقرآن هو بهتان ، و تغليط ، فالقرآن الكريم مُحكم لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه ، كما نص على ذلك القرآن الكريم . ❝