█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ وما فرط المسلمون في آداب هذا القرآن الكريم، إلا منذ فرّطوا في لغته فأصبحوا لا يفقهون كلمته، ولا يدركون حكمه، ولا ينتزعون أخلاقه وشيمه، وصاروا إلى ما هم عليه من عربية كانت شرا من العجمة الخالصة، واللكنة الممزوجة، فلا يقرؤون من هذا الكتاب إلا أصواتا . ❝
❞ وماذا أنت صانعٌ بأحكمِ مافي الحكمة وأبينَ مافي البيان وأسَدَّ مافي الرأي وأبدع مافي الأدب وأقوَم مافي النصيحة وبما هو التامُّ الجامع لكل ذلك إذا جعلت تملأ به مسامع الناس وأنت لا تُصيب فيهم وجها من وجوه الإستهواء ولا تملك إليهم سببا من أسباب التأثير ولاتقع منهم بالحكمة والبيان والرأي والأدب والنصيحة وبما هو الزمّام عليها إلا في فنون من جهل الجهلاء ولغط العامة وأوهام السخفاء وفي أنتقاض الطِباع واختلاط المذاهب فلا تجد إلى قلوبهم مساغاً ، " بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هَٰذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِّن دُونِ ذَٰلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ " . ❝
❞ ونحن لا نزال نذكر حديثا أطرفنا به من نحو عشرين سنة، شيخ رحالة يضرب في الأرض فإنه تحدث –وكنا من حاضري مجلسه- فذكر أنه نزل بقبيلة في حدود الصين تنتحل الإسلام –وقد ذهب عنا اسمها- فلما رأوه ينطق العربية ويقرأ القرآن، وحدثهم أنه حج البيت، وزار قبر النبي صلى الله عليه وسلم، أقبلوا عليه، واحتفلوا به، وكادوا يعبدونه، ثم ذهبوا يتشاورون في إكرامه بما هو أهله... فلم يروا أكرم عندهم من أن يذبحوه... ثم يتخذوا عليه مسجدا فيكون شيخ دينهم إلى يوم الدين، فما علم الرجل بها حتى هام على وجهه وكاد أن يهلك في مجهل من الأرض لولا أن تداركه الله بلطف من رحمته . ❝