█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ إنَّ الآداب تُحتِمُّ على الفرد أن يكون أبدا مع الحق لا مع الحالة التي تّسمى حقا في لسان من تنفعه وباطلا في لسان من تضره ، إذا الحق في إعتبار الآداب ما كانت فيه مصلحة الإنسانية نفسها باعتبار النظام الذي يعمَّها ، لا مصلحة جزء منها باعتبار النظام الذي يخصه ، ومبدأ الإنسانية قائم على أن الله لم يخلق إلا صنفا واحدا من الناس ولكن مبدأ كل أمة سياسية أنها هي ذلك الصنف الواحد . ❝
❞ وقَوام الإنسانية في رأينا بثلاث هي جُمّلة ما ترمي إليه آداب القرآن :
الأولى : تعيين النسبة الصحيحة في المساواة بين الإنسان والإنسان .
والثانية : حياطة هذه النسبة فيما يُبتلى به الإنسان من الخير والشر فتنة .
والثالثة : حدُّ هذه النسبة في الإنسان بالقياس إلى القوة الأزلية حتى يتحقق معنى المساواة فيها . ❝
❞ تأمل قوله تعالى فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات، فإنها خمسة أسماء أخفها في اللفظ (الطوفان والجراد والدم) وأثقلها (القمل والضفادع). (...) وأنت فمهما قلبت هذه الأسماء الخمسة فإنك لا ترى لها فصاحة إلا في هذا الوضع . ❝
❞ ونحن لا نزال نذكر حديثا أطرفنا به من نحو عشرين سنة، شيخ رحالة يضرب في الأرض فإنه تحدث –وكنا من حاضري مجلسه- فذكر أنه نزل بقبيلة في حدود الصين تنتحل الإسلام –وقد ذهب عنا اسمها- فلما رأوه ينطق العربية ويقرأ القرآن، وحدثهم أنه حج البيت، وزار قبر النبي صلى الله عليه وسلم، أقبلوا عليه، واحتفلوا به، وكادوا يعبدونه، ثم ذهبوا يتشاورون في إكرامه بما هو أهله... فلم يروا أكرم عندهم من أن يذبحوه... ثم يتخذوا عليه مسجدا فيكون شيخ دينهم إلى يوم الدين، فما علم الرجل بها حتى هام على وجهه وكاد أن يهلك في مجهل من الأرض لولا أن تداركه الله بلطف من رحمته . ❝