█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ روى المسعودي بأنَّ أبا خليفة الفضل بن الحباب الجمحي المتوفي سنة ٣٥٠ للهجرة " وكان فصيحا مُعربا لايتكلف الإعراب بل صار طبعا له لدوام إستعماله إياه من عنفوان حداثته " خرج مع بعض أصحابه متفكهين إلى نهر من أنهار البصرة وقد غيروا ظواهر زيهم كيلا يعرفهم الناس ، وبعد أن أكلو التمر من أحد البساتين الممتلئة بالعمال قال له بعض أصحابه : أخبرني أطال الله بقائك عن قول الله عز وجل " قوا أنفسكم واهليكم نارا " هذه الواو ما موقعها من الإعراب ؟ قال أبو خليفة : وقعها رفع وقوله ( قوا ) هو أمر للجماعة من الرجال ، قال وكيف تقول للواحد من الرجال وللاثنين ، قال يُقال للواحد من الرجال قِ وللاثنين قِيا وللجماعة قوا ، قال وكيف تقول للواحدة من النساء وللاثنتين وللجماعة ، قال أبو خليفة يقال للواحدة قي وللاثنتين قيا وللجماعة قين ، قال فأسأل أن تعجل بالعجلة ( اي ان تقول كل ذلك بعبارة واحدة متتابعه سريعة ) ، قال أبو خليفة وهو ينطقها كلها بسرعة : قي قيا قوا ، قي قيا قين .
وكان بالقرب منهم جماعة من العمال فلما سمعوا ذلك استعظموه وقالو : يا زنادقه انتم تقراون القرآن بحرف الدجاج ، وعدوا عليهم فضربوهم وصفعوهم فما تخلص أبو خليفة واصحابه من بين أيديهم إلا بشق الأنفس . ❝
❞ إنَّ آداب القرآن ترمي في جُمّلتها إلى تأسيس الخُلُق الإنساني المَحض الذي لايضعُف معه الضعيف دون مايجبُ له ولا يقوى معه القوي فوق ما يجب له ، والذي يجعل الآداب عقيدة لا فكراً ، إذ تبعثُ عليه البواعث من جانب الروح وتجعل وازع كل أمرئ في داخله ، فيكون هو الحاكمّ والمحكوم ، ويرى عين الله لا تنفَّكَ ناظرةٌ إليه في ضميره . ❝
❞ إنِّ القرآن كتاب أُنزلَ لتكون كل نفس ساميةٍ نسخةً حية من معانيه وليكون هو النفسُ المعنوية الكُبرى ، فهوٌ كتابٌ ولكنه مع ذلك مجموعة العالم الإنساني . ❝