█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ إن الإنسان الملحد إنسان يائس أُغلقت أمامه الأبواب والسدود, يتخبَّط على غير هدى, ويسير بدون غاية, ويعيش في ظُلمة نفسية حالكة, لايعرف بدايةً أتى منها, ولا نهاية يصير إليها, ولا غاية يتجه إليها.
جئتُ, لا أعلم من أين, ولكنِّي أتيتُ
ولقد أبصرتُ قُدَّامي طريقاً فمشيتُ
وسأبقى ماشياً إن شئتُ هذا أم أَبَيتُ
كيف جئتُ ؟ كيف أبصرتُ طريقي؟
لستُ أدري! . ❝
❞ تمطر الآن وإحساسي غزير..
أهرع الآن إلى نفسي..
أنا وحدي.. وكم أحتاج أن أترك وحدي..
كي أعيد الآن تفكيك وجودي..
أندم الآن على كل وعودي..
فأنا شخص رمادي أحب الناس أحيانا..
وأحيانا.. أنا صبري قصير..
أبصر السقف لساعات كطفل..
كلما أفزعه الكون..
يرى الحل اختباءً أزليا في السرير..
وأنا شخص رمادي..
وأحيانا أنا كهل مرير . ❝
❞ إلهي ..
إنك ترى نفسي و لا يراها سواك .
تراها كالبيت الكبير الذي تصدعت منه الجدران و تهاوت السقوف و انكفأت الموائد .
بيتاً مهجوراً يتعاوى فيه الذئاب و يلهو فيه القردة و تغرد العصافير .
ساعةً تتلألأ فيه الأنوار و تموج فيه أشعة القمر .
و ساعةً أخرى مظلماً مطموساً محطم المصابيح تسرح فيه العناكب .
مرةً تحنو عليه يد الربيع فتتفتح الزهور على نوافذه و تصدح البلابل و تغزل الديدان الحرير و تفرز النحلات الطنانة العسل.
و مرةً أخرى يأتي عليه الزلزال فلا يكاد يخلف جداراً قائماً لولا ذلك الحبل الممدود الذي ينزل بالنجدة من سماوات رحمتك .
حبل لا إله إلا أنت سبحانك .
أنت الفاعل سبحانك و أنت مجري الأقدار و الأحكام .. و أنت الذي امتحنت و قويت و أضعفت و سترت و كشفت .. و ما أنا إلا السلب و العدم .. و كل توفيق لي كان منك و كل هداية لي كانت بفضلك و كل نور كان من نورك .. ما أنا إلا العين و المحل و كل ما جرى علي من استحقاقي و كل ما أظهرت فيّ كان بعدلك و رحمتك .. ما كان لي من الأمر شيء .
و هل لنا من الأمر شيء !؟
مولاي .. يقولون إن أكبر الخطايا هي خطايا العارفين .. و لكني أسألك يارب أين العارف أو الجاهل الذي استطاع أن يسلم من الفتنة دون رحمة منك .. و أنت الذي سويت نفوسنا و خلقتها و وصفتها بأنها
( لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي ) .
و أين من له الحول و القوة بدونك .. و هذا جبريل يقول لنبيك لا حول من معصية إلا بعصمة الله و لا قوة على طاعة الله إلا بتمكين الله .
و هل استعصم الذين استعصموا إلا بعصمتك و هل تاب الذين تابوا إلا بتوبتك .. و هل استغفروا إلا بمغفرتك .
إلهي .. لقد تنفست أول ما تنفست بك و نطقت بك و سمعت بك و أبصرت بك و مشيت بك و اهتديت بك .. و ضللت عندما خرجت عن أمرك .
سألتك يارب بعبوديتي أن ترفع عني غضبك .. فها أنا ذا و قد خلعت عن نفسي كل الدعاوي و تبرأت من كل حوْل و طوْل و لبست الذل في رحاب قدرتك .
إنك لن تضيعني و أنا عبدك .
لن تضيع عبداً ذل لربوبيتك و خشع لجلالك .
و كيف يضيع عبد عند مولىً رحيم فكيف إذا كان هذا المولى هو أرحم الراحمين .
ربّ اجذبني إليك بحبلك الممدود لأخرج من ظلمتي إلى نورك و من عدميتي إلى وجودك و من هواني إلى عزتك .. فأنت العزيز حقاً الذي لن تضرك ذنوبي و لن تنفعك حسناتي .
إن كل ذنوبنا يارب لن تنقص من ملكك .
و كل حسناتنا لن تزيد من سلطانك .
فأنت أنت المتعال على كل ما خلقت المستغني عن كل ما صنعت .
و أنت القائل :
هؤلاء في الجنة و لا أبالي و هؤلاء في النار و لا أبالي .
و أنت القائل على لسان نبيك :
( ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم )
فها أنا أدعوك فلا أكف عن الدعاء .. فأنا المحتاج.. أنا المشكلة .. و أنا المسألة .
أنا العدم و أنت الوجود فلا تضيعني .
عاوني يارب على أن اتخطى نفسي إلى نفسي .. أتخطى نفسي الأمارة الطامعة في حيازة الدنيا إلى نفسي الطامعة فيك في جوارك و رحمتك و نورك و وجهك .
لقد جربت حيازة كل شيء فما ازددت إلا فقراً و كلما طاوعت رغائبي ازدادت جوعاً و إلحاحاً و تنوعاً .
حينما طاوعت شهوتي إلى المال ازددت بالغنى طمعاً و حرصاً و حينما طاوعت شهوتي إلى النساء ازددت بالإشباع عطشاً و تطلعاً إلى التلوين و التغيير .. و كأنما أشرب من ماء مالح فأزداد على الشرب ظمأً على ظمأ .
و ما حسبته حرية كان عبودية و خضوعاً للحيوان المختفي تحت جلدي ثم هبوطاً إلى درك الآلية المادية و إلى سجن الضرورات و ظلمة الحشوة الطينية و غلظتها .
كنت أسقط و أنا أحسب أني أحلق و أرفرف .
و خدعني شيطاني حينما غلف هذه الرغبات بالشعر و زوقها بالخيال الكاذب و زينها بالعطور و زفها في أبهة الكلمات و بخور العواطف ، و لكن صحوة الندم كانت توقظني المرة بعد المرة على اللاشيء و الخواء .
إلهي .. لم تعد الدنيا و لا نفسي الطامعة في الدنيا و لا العلوم التي تسخر لي هذه الدنيا و لا الكلمات التي احتال بها على هذه الدنيا .. مرادي و لا بضاعتي .
و إنما أنت وحدك مرادي و مقصودي و مطلوبي فعاوني بك عليك و خلصني بك من سواك و أخرجني بنورك من عبوديتي لغيرك فكل طلب لغيرك خسار .
أنت أنت وحدك .. و ما أرتضي مشوار هذه الدنيا إلا لدلالة هذا المشوار عليك و ما يبهرني الجمال إلا لصدوره عنك و ما أقصد الخير و لا العدل و الحرية و لا الحق إلا لأنها تجليات و أحكام أسمائك الحسنى يامن تسميت بأنك الحق .
و لكن تلك هجرة لا أقدر عليها بدونك و نظرة لا أقوى عليها بغير معونتك .. فعاوني و اشدد أزري .. فحسبي النية و المبادرة فذلك جهد الفقير .. فليس أفقر مني .. و هل بعد العدم فقر .. و قد جئت إلى الدنيا معدماً و أخرج منها معدماً و أجوزها معدماً .. زادي منك و قوتي منك و رؤيتي منك و نوري منك .
و اليوم جاءت الهجرة الكبرى التي أعبر فيها بحار الدنيا دون أن أبتل و أخوض نارها دون أن أحترق .. فكيف السبيل إلى ذلك دون يدك مضمومة إلى يدي .
و هل يدي إلا من صنع يدك ؟ .. و هل يدي إلا من يدك ؟!
و هل هناك إلا يد واحدة ؟
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .
سبحانك لا أرى لي يداً .
سبحانك لا أرى سواك .
لا إله إلا الله .
لا إله إلا الله حقاً و صدقاً .
و ذاتك هي واحدة الحسن .
الحسن كله منها .
و الحب كله لها .
و يدك هي واحدة المشيئة .
الفعل كله منها و القوة كلها بها و إن تعددت الأيدي في الظاهر و ظن الظانون تعدد المشيئات .. و إن تعدد المحبون و تعددت المحبوبات .. ما يركع الكل إلا على بابك و ما يلثم الكل إلا أعتابك .. مؤمنون و كفرة .. و إن ظن الكافر أنه يلثم ديناراً أو يقبل خداً فإنما هي أيادي رحمتك أو أيادي لعنتك هي ما يلثم و يقبل دون أن يدري .
و إنما هي أسماء و أفعال و أوصاف .
و المسمى واحد .
و الفاعل واحد .
و الموصوف واحد .
لا إله إلا هو .
لا إله إلا الله .
الحمد له في الأول و الآخر .
رفعت الأقلام و طويت الصحف و انتهت الكلمات
مقال / دعاء العبد الخطاء
من كتاب / أناشيد الإثم والبراءة
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله) . ❝
❞ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20)
قوله تعالى : وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى هو حبيب بن مري وكان نجارا . وقيل : إسكافا . وقيل : قصارا . وقال ابن عباس ومجاهد ومقاتل : هو حبيب بن إسرائيل النجار وكان ينحت الأصنام ، وهو ممن آمن بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وبينهما ستمائة سنة ، كما آمن به تبع الأكبر وورقة بن نوفل وغيرهما . ولم يؤمن بنبي أحد إلا بعد ظهوره . قال وهب : وكان حبيب مجذوما ، ومنزله عند أقصى باب من أبواب المدينة ، وكان يعكف على عبادة الأصنام سبعين سنة يدعوهم ، لعلهم يرحمونه ويكشفون ضره فما استجابوا له ، فلما أبصر الرسل دعوه إلى عبادة الله ، فقال : هل من آية ؟ قالوا : نعم ، ندعو ربنا القادر فيفرج عنك ما بك . فقال : إن هذا لعجب! أدعو هذه الآلهة سبعين سنة تفرج عني فلم تستطع ، فكيف يفرجه ربكم في غداة واحدة ؟ قالوا : نعم ، ربنا على ما يشاء قدير ، وهذه لا تنفع شيئا ولا تضر . فآمن ودعوا ربهم فكشف الله ما به ، كأن لم يكن به بأس ، فحينئذ أقبل على التكسب ، فإذا أمسى تصدق بكسبه ، فأطعم عياله نصفا وتصدق بنصف ، فلما هم قومه بقتل الرسل جاءهم . ف " قال يا قوم اتبعوا المرسلين " الآية . وقال قتادة : كان يعبد الله في غار ، فلما سمع بخبر المرسلين جاء يسعى ، فقال للمرسلين : أتطلبون على ما جئتم به أجرا ؟ قالوا : لا ، ما أجرنا إلا على الله . قال أبو العالية : فاعتقد صدقهم وآمن بهم وأقبل على قومه ف قال ياقوم اتبعوا المرسلين . ❝
❞ إن معرفة حجم حبي لكِ كمحاولة معرفة حجم الكون الذي لا نعلم حدوداً له.. بكل ما نرآه منه وما خفي علينا..
مثلما لا يوجد سواكِ في قلبي.. لا أنوي البحث في هذا الكون الشاسع عن أنثى غيركِ.. إن لم تكوني أنتِ فسلامٌ على الدنيا وما فيها..
الحبُ أنتِ والجميع سواسية
ملحُ الكمال والجبالُ الراسية
لا تُشبهين وأنتِ أنتِ الباقية
كالشمسِ كنتِ رقيقة وقاسية
أنتِ السكينة بل ملاك بوصفكِ
دررٌ تجلت كالفصول وأتية
بردٌ وحرٌ وازدهار بربوةٍ
وحنين أمٍ كالغصونِ دانية
تُضفين ظِلاً بين دفءٍ مُؤنِسٍ
رقراق بردٍ من يزوركِ كافية
فيكِ تشابه واختلاف معازفٍ
كالياسمين ك ستِ الحسن ضارية
عطر الحياة وفيكِ سحر الآخرة
لا شعر يوفي كالسماءِ صافية
الأرض كلها يوم خلقكِ زغردت
والسُحب ترقصُ من قدومكِ باكية
إني أحبكِ لا حدود لوصفكِ
كما السماء لا حدود وزاهية
شبهتكِ بجنان مالك التي
ما أبصرتها أعينٌ في قافية
كل المسامع عن نعيمها أُغلقت
لا تأتي حلماً للنفوس الخاوية
سرٌ خفيٌ قد تعذر شرحه
تمشين سِحراً والخلائق فاهية
يتساءلون في طلاسمكِ التي
أرست فنوناً للغرام مداوية
كل الجهات تمنت لو تمشي بها
الأرضُ تُزهرُ من خطاكِ الراوية
والشمسُ ترفع من أكُفها داعية
فيكِ الصباح تكون تُشرقُ بادية
لا نقص فيكِ ولا اعتلال لقافية
فيكِ هدوءٌ فيكِ ريحٌ عاتية
فيكِ خواطر بنت نفس راضية
فيكِ تجمعت الصفاتُ الوافية
نبتت زهور من مخارج أحرفك
يفنىٰ الجمال وأنتِ كلكِ باقية
عيناكِ كونٌ والسماءُ تكحلت
في نظرة صارت لألأ زاهية
وخدودكِ ياقوت مشرق قد حكت
نغماً تجلىٰ للمسامعِ دافية
يا بنتَ قلبي والدواء ودائية
يا رقصَ نبضي والجراح الدامية
أحيا بصوتكِ أو بنظرة حانية
والموتُ عندي أن تغيبي ثانية
لو تكتبين الحرف حرفكِ داهية
نغماً يطوفُ وحرفُ الغيرِ عتاهية
سجدَ الكلامُ إذ بدأتِ بحبكه
منظومةً للشعرِ حتى الحاشية
كاللؤلؤِ المصفوفِ عِقداً رائعاً
يوماً كتبتِ خواطراً لي زاكية
الصدر يغرقُ في بحورِ قصائدك
والعجزُ ينجو في القوافي كسارية
يا من ضحكتُ إذا مررتِ أمامية
وانهلَ دمعي لو لمحتكُ جافية
الكون دونكِ لو جنان جهنمّ
وجهنمٌ إذ أنتِ فيها~ غاليه
#خالد_الخطيب . ❝