█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ ﴿ وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾
فإن كانت كلمات الخالق لا تنفد،
فذلك أحرى ان تكون الأفكار المستنبطة منها لا تنتهي،
لقوله تعالى ﴿وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلا﴾.
ولازال علماء الشريعة يجدون فيه معاني جديدة لم ينبه إليها.
ولعل هذا العمل يأتي في سياق ما يعين على الفهم وتدبر آيات الله ،
بنقل ما ورد من أهل التفسير،
وليس الغوص في دقائق لغته واسرار بيانه ولطائف إشاراته، فذلك شأن طلبة العلم.
من كل آية فكرة . ❝
❞ ختم سبحانه أمره بالاستعاذة من الشيطان بالجمع بين (السميع العليم) في موضعين من القرآن
{وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم} الأعراف ٢٠٠
{وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم} فصلت ٣٦
بينما جاء الأمر بالاستعاذة من شرّ الإنس مختومًا بـ (السميع البصير)
{إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير} غافر: ٥٦
فختم الاستعاذة من الشيطان الذي نعلم وجوده ولا نراه بـ
(السميع العليم)
وختم الاستعاذة من شرّ الإنس الذين يُرون
بـ (السميع البصير)
لأن أفعال هؤلاء مُعاينةٌ تُرى بالأبصار، وأما نزغ الشيطان فوساوس وخطرات يُلقيها في القلب يتعلَّق بها العلم . ❝
❞ يقول الحق سبحانه وتعالي (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ ) لماذا لابد أن يكون العلماء أكثر خشية لله لانهم هم الذين عرفوا بعض آيات الله في كونه, تلك الآيات تشهد بعظمة الخالق, أخذوا يتحدثون عما اكتشفوه من أسرار الكون وكأنهم هم الذين أوجدوه . ❝
❞ يوجد تقليد سائد في مجتمعنا يقول إن الزواج قادر على حل معظم مشاكلنا، وأن البعض ما زال يصدق بأن الحب قد يأتي بعد الزواج. لكن ماذا عن الذين قرروا مخالفة هذه القاعدة، والعيش دون زواج؟ هل ستكون نظرة المجتمع لهم مثل نظرته للمتزوجين؟ وهل من قام بإعلان ذلك لعامة الناس كان يريد دعمهم؟
كيف ينظر المجتمع لهذا الشخص الذي لا يتبع خطاهم، والذي لا يريد أن ينعم بأطفال وزوجة؟ بعض الناس يرى بأن وجود أطفال في هذا العالم البائس شاق إذا لم يملك المرء من المال والنفوذ لتسهيل طريقهم. أو أنه يجب أن يعيش مثل غيره كي يكون أبا وهي تكون أما ويعيشون بأبسط الأشياء. لكن ما ذنب الشخص الحاضر لهذا العالم بأن يعيش وفق رؤياكم، ويكافح لكي فقط يستطيع أن يعيش حياة مستقرة؟
هل يهم هذا الشخص رأي الناس الذين يذكرون الآيات التي تتناسب مع رؤيتهم فقط؟ في الحقيقة هذا الشخص لا يهمه على الإطلاق لأنه متصالح مع ذاته لأقصى الحدود. يواجه الكثير من الانتقادات والمتاعب، على الرغم من أنه لم يسبب أذى لأحد. لكن بالنسبة لثقافة القطيع، المخالف لعاداتهم قد يمثل تهديدا محتملا لهم. فيجب أن يتم تحويله أو زعزعة استقراره النفسي لكي يعود نسخة منهم.
هؤلاء الناس لا يفكرون على الإطلاق، لأن الحياة بها الكثير من المتاعب والمسؤوليات. يعانون من ضغط نفسي مستمر من جراء معاملاتهم اليومية. ويظهر هذا الشخص الذي يقول لهم ˝أنا مختلف عنكم˝. نحن الذين نبذل مجهودا ونتنازل عن مبادئنا وكرامتنا في سبيل حياة أفضل لأسرتنا، تأتي أنت وتقول هذا الكلام المتخلف!
وهنا تبدأ معركة شاقة وغليان داخلي يدفع الشخص بالسباب وأحيانا أتهامة بالإلحاد. هل لأنه خالف آيات الله أو لم يعترف مطلقا بوجوده؟ إطلاقا هو ليس ملحدا، لكنه يرى الحياة بنظرة مختلفة. لكن الاختلاف بالنسبة لهم سبب كاف للتحويل حياته إلى جحيم.
الناس الذين نشئوا من خلال مفاهيم وعادات لم يفكروا بالتشكيك في أي أمور قد تكون خاطئة. إذا عمل عقلهم قليلا وفكروا خارج المألوف قد يسهل التعامل معهم. لكن في النهاية، طالما ما زلت على قيد الحياة فأنت مهيئ للتعامل معهم في ظروف مختلفة. يجب أن تتظاهر بعكس ما تراه لكيلا تكون منبوذا.
دعونا نحترم اختلافاتنا، ونتعلم من بعضنا البعض. دعونا نكون أكثر انفتاحا على الأفكار الجديدة، وأقل حكما على الآخرين. دعونا نخلق مجتمعا يتقبل الجميع، بغض النظر عن عقائدهم أو عاداتهم . ❝