█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ إن الإسلام لم يكن يملك أن يتمثل في ˝نظرية˝ مجردة، يعتنقها من يعتنقها ويزاولها عبادة، ثم يبقى معتنقوها على هذا النحو أفرادا ضمن الكيان العضوي للتجمع الحركي الجاهلي القائم فعلا. فإن وجودهم على هذا النحو -مهما كثر عددهم- لا يمكن أن يؤدي إلى ˝وجود فعلي˝ للإسلام، لأن الأفراد ˝المسلمين نظريا˝ الداخلين في التركيب العضوي للمجتمع الجاهلي سيظلون مضطرون حتما للاستجابة لمطالب هذا المجتمع العضوية .. سيتحركون - طوعا أو كرها، بوعي أو بغير وعي - لقضاء الحاجات الأساسية لحياة هذا المجتمع الضرورية لوجوده، وسيدافعون عن كيانه، وسيدفعون العوامل التي تهدد وجوده وكيانه، لأن الكائن العضوي يقوم بهذه الوظائف بكل أعضائه سواء أرادوا أم لم يريدوا..أي أن الأفراد ˝المسلمين نظريا˝ سيظلون يقومون ˝فعلا˝ بتقوية المجتمع الجاهلي الذي يعملون ˝نظريا˝ لإزالته، وسيظلون خلايا حية في كيانه تمده بعناصر البقاء والامتداد! وسيعطونه كفاياتهم وخبراتهم ونشاطهم ليحيا بها ويقوى، وذلك بدلا من أن تكون حركتهم في اتجاه تقويض هذا المجتمع الجاهلي لإقامة المجتمع الإسلامي! . ❝
❞ وهذا الشعور .. شعور التلقّي للتنفيذ .. كان يفتح لهم من القرآن آفاقاً من المتاع ، وآفاقاً من المعرفة ، لم تكن لتُفتح عليهم لو أنهم قصدوا إليه بشعور البحث والدراسة والإطلاع ، وكان ييسر لهم العمل ، ويخفف عنهم ثقل التكاليف ، ويخلط القرآن بذواتهم ، ويحوله في نفوسهم وفي حياتهم إلي منهج واقعي ، وإلي ثقافة متحركة لا تبقي داخل الأذهان ولا في بطون الصحائف ، إنما تتحول آثاراً وأحداثاً تحوّل خط سير الحياة . ❝
❞ إلى غابرِ المَاضي الذي ضَاعَ رَسمُهُ وغيَّبَه النِّسيانُ في تيهِ عَيلمِ
إلى القابِلِ الآتِي الذي نَدَّ طَيفُهُ عنْ الوهمِ بلْ ضَلتهُ رُؤيا المنجِّمِ
إلى حيثُما الأقدارُ تمضي أمورها على خفيةٍ مِن وهمِهِ المتوهِّمِ
إلى ما وراء الكونِ والعَالَمِ الذي تحيطُ بهِ رُؤيا السُّحَيْرِ المنوَّمِ . ❝
❞ والله لا يترك المؤمن وحيدا يواجه الضغط، وينوء به الثقل، ويهده الوهن والحزن، ومن ثم يجيء هذا التوجيه: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} [آل عمران: 139].
يجيء هذا التوجيه، ليواجه الوهن كما يواجه الحزن، هما الشعوران المباشران اللذان يساوران النفس في هذا المقام... يواجههما بالاستعلاء لا بمجرد الصبر والثبات، والاستعلاء الذي ينظر من عل إلى القوى الطاغية، والقيم السائدة، والتصورات الشائعة، والاعتبارات والأوضاع والتقاليد والعادات، والجماهير المتجمعة على الضلال . ❝
❞ إن العقل البشري ليسقط احترامه حين يدّعي أنه يعلم كل شيء , و هو لا يعلم نفسه , و لا يدري كيف يدرك المدركات
و ليس في هذا انكار للفكر الانساني و حريته ؛ و لكن فيه احتراما لهذا الفكر , بمعرفة قدره و مجالاته . ❝