█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2022
❞ امرأةٌ من نوعٍ آخر!
أنتِ أيضاً صحابيَّة،
تُحبين أن تُرافقي نبيَّكِ وحبيبكِ ﷺ في أسفاره،
تعرفين أن السَّفر معه مُتعة،
رؤية وجهه تُنسيكِ عناء الطريق،
وحُلو حديثه يُبدّد مشقّة الدَّرب!
وها أنتِ الآن معه في سفرٍ،
وقد نزلَ ﷺ في ضيافة أعرابيٍّ فأكرمه وأحسن ضيافته،
ولأنَّ نبيُّكِ وحبيبُكِ ﷺ لا ينس معروفاً أُسديَ إليه،
قال ﷺ للأعرابي: يا أعرابيُّ ائتنا!
بأبي هو وأمي يريدُ أن يردَّ معروف الأعرابي،
وبالفعل لم تطلْ المُدّة بالأعرابي حتى جاء،
فقال له النبيُّ ﷺ: يا أعرابي سلني حاجتكَ!
فقال: ناقة نركبها، وأعنزٌ يحلبها أهلي!
ولأنه نبيُّ ﷺ يُحِبُّ معالي الأمور
قال للأعرابي كالمُعاتب: أعجزتَ أن تكون مثل عجوز بني إسرائيل؟!
لا شكَّ أن الفضول يتملككِ الآن!
وتريدين أن تعرفي ما شأن عجوز بني إسرائيل؟
وهذا هو حال الصحابة أيضاً!
إنهم يسارعون بالسؤال: وما عجوز بني إسرائيل يا رسول الله؟
فأخبرهم أن يوسف عليه السلام كان قد أوصى قومه،
إذا خرجوا من مصر أن يحملوه معهم ليُدفن في فلسطين،
ومضت الأعوام، سنة وراء سنة، وقرن وراء قرن!
وأعلمَ موسى عليه السَّلام بني إسرائيل،
أنَّ وقت الخروج من مصر قد حان!
فأخبروه بوصية أخيه يوسف التي توارثوها جيلاً بعد جيل،
فسألهم عن قبر يوسف ليأخذ جثمانه وينفذ وصيته،
ولكن المفاجأة كانت أنه لا أحد يعرف مكان القبر!
إلا عجوزاً من بني إسرائيل عرفت هذا من أجدادها،
فطلب منها موسى عليه السلام أن تدله على مكان القبر،
فرفضتْ أن تخبره حتى يعطيها وعداً،
أن تكون رفيقته في الجنة!
فرفضَ موسى عليه السَّلام هذا الشرط،
لأنه لا يملك أن يُدخل الناس الجنة!
فأوحى الله تعالى إليه أن أعطِها ما طلبتْ!
فدلتهم على مستنقعٍ، وقالت:
جففوا الماء هذا، فإنَّ تحته قبر يوسف عليه السلام،
وهكذا كان!
يا صحابيّة،
إذا أسدى إليكِ أحدٌ معروفاً فلا تنسيه،
وابقي متحينة الفرصة لترديه،
هكذا كان دأبُ نبيُّكِ وحبيبُكِ ﷺ دوماً!
ضيافة عابرة من أعرابي لم يتركها واحدة عليه،
طلب من الأعرابي أن يأتيه ليكرمه،
احفظي للناس معروفهم وانتظري دورة الأيام،
فإذا حان دوركِ فكوني على الموعد!
وحتى إذا لم تُسعفكِ اللحظة أن تردي المعروف،
فكوني أرقى من أن تنكريه!
ناكر المعروف لا يحترمه أحد!
عندما رُجم النبيُّ ﷺ في الطائف،
وأراد العودة إلى مكة،
وجد أن زعماءها قرروا أن يمنعوه من دخولها،
فطلبَ من المطعم بن عديٍّ أن يجيره،
وكان المطعم بن عدي رجلاً شهماً رغم شركه وكفره،
فأجار النبيَّ ﷺ،
وأدخله إلى مكة تحت حمايته ورعايته،
وماتَ المطعم بن عديٍّ قبل أن يردَّ له النبيُّ ﷺ معروفه!
ولكنه بعد معركة بدر نظر في أسرى قريش،
وقال: لو أن المطعم بن عديٍّ كلمني في هؤلاء النتنى،
لأطلقتهم له!
انظري للوفاء يا صحابيَّة،
قوم جاؤوا لقتاله ولو اُتيحت لهم الفرصة لقتله لفعلوا،
ولكنه على استعداد أن يُطلق سراحهم!
لو طلب منه ذلك الرجل الذي أسدى إليه معروفاً!
يا صحابيّة،
الرَّبُ الذي كان يوحي إلى موسى عليه السَّلام،
كان قادراً أن يدله على مكان قبر يوسف عليه السَّلام،
ويوفر عليه عناء المفاوضات مع امرأة عجوز،
ولكن الرَّبَّ الرَّحيم الذي يُجازي على النوايا الحسنة،
علِمَ تعلّقَ هذه المرأة به وشوقها إلى الجنّة،
فلم يكشف لرسوله ما تعرفه هذه المرأة،
وإنما تركَ علمها مخفياً عن رسوله ليعطيها الجنّة!
ضعي الله في نيَّتكِ وقصدكِ،
اصدقي في طلب رضوانه وجنته،
وسيعطيكِ هذا على أيسر الطرق وأهون الأسباب!
الصدق مع الله فقط هو السر،
ولا أحد أكرم من الله يا صحابيَّة!
جاء أعرابيُّ لا يعرفه من الصحابة أحد،
فبايع النبيَّ ﷺ على الجهاد والهجرة،
وخرجَ معه في قتالٍ منَّ الله تعالى فيه بالنصر على المسلمين،
وقسم النبيُّ ﷺ الغنائم بين أصحابه،
وكان الأعرابي غائباً فتركَ له النبيُّ ﷺ نصيبه،
فلما جاء قيل له: ترك لكَ النبيُّ ﷺ هذا!
فأخذ الغنائم وذهبَ إلى النبي ﷺ وقال له:
ما هذا يا رسول الله؟
فقال له: قسمته لكَ!
فقال: يا رسول الله، ما على هذا بايعتُكَ!
ولكني بايعتُكَ على أن أُرمي بسهمٍ ها هنا
يخرج من ها هنا فأدخل الجنة وأشار إلى رقبته!
فقال له النبيُّ ﷺ: إن تصدق الله يصدقك!
ثم كانتْ غزوة أخرى خرج هذا الأعرابي فيها ،
فجيء به شهيداً والسَّهم مغروز في رقبته حيث أشار،
فقال النبيُّ ﷺ: أهو هو؟
فقالوا: نعم يا رسول الله!
فقال: صدقَ اللهَ، فصدقه اللهُ!
يا صحابيّة،
كوني طموحة واغتنمي الفُرص!
ولا تكوني كالأعرابي الذي سنحتْ له فرصة ذهبيّة،
بإمكانه أن يستغلها أحسن استغلال،
فطلبَ شيئاً زائلاً من دنيا زائلة!
صحيح أن اللهَ يُحِبُّ أن يُسأل،
وقد أوحى إلى موسى عليه السلام فقال:
يا موسى سلني علفَ دابتكَ، وملح عجينتك، وشِراك نعلك
ولكن الفكرة أن تُعلقي قلبكِ بالجنَّة!
كل ما حال بينكِ وبينها فاتركيه!
وكل ما أبعدكِ عنها فدعيه غير مأسوفٍ عليه!
ومن الله العوض!
يا صحابيّة،
اسألي عما لا تعرفينه،
لا عيب في هذا أبداً !
العيب أن يعتبر الإنسان نفسه علاَّمة زمانه،
فهذا موسى عليه السلام كليم الله،
يسأل عن مكان قبر يوسف عليه السلام لأنه لا يعرف مكانه،
لم يولد أحدٌ متعلماً!
ولكنا نجهل أشياء كثيرة،
فاعبدي الله على بينة،
اسألي عن أمور دينك لتعبدي الله عن علم!
اقرئي، وتثقفي، وازدادي علماً ومعرفة،
المعرفة قوة!. ❝
❞ أنتِ أيضاً صحابيَّة!
وها هو نبيُّكِ ﷺ، وحبيبكِ قد عاد من رحلته إلى السَّماء!
جالسةٌ أنتِ في جمع الصَّحابة
وكلُّكِ لهفة لتسمعي شيئاً من عجائب المعراج!
وها هو الذي حلَّ ضيفاً في سِدرة المنتهى،
يُسرِجُ لكِ صهوةَ الكلامِ بعذبِ صوته ويقول لكِ:
لمَّا كانت الليلة التي أُسريَ بي فيها،
أتتْ عليَّ رائحة طيِّبة،
فقلتُ: يا جبريلُ ما هذه الرائحة؟
فقال: بينما هي تُمشِّطُ ابنة فرعون ذات يوم
إذ سقطَ المشطُ من يدها، فقالت: بسم الله!
فقالتْ لها ابنة فرعون: أبي؟!
فقالتْ: لا، ولكن ربي وربُّ أبيكِ الله!
قالتْ: أأخبره بذلك؟
قالت: نعم!
فأخبرته، فدعاها،
فقال: يا فلانة وإنَّ لكِ ربَّاً غيري؟
قالتْ: نعم، ربي وربُّكَ الله!
فأمر بقِدْرٍ من نُحاسٍ فأُحميتْ
ثم أمرَ أن تُلقى هي وأولادها فيها!
قالتْ له: إنَّ لي إليكَ حاجة!
قال: وما حاجتكِ؟
قالتْ: أُحبُّ أن تجمع عظامي وعظام أولادي
في ثوبٍ واحدٍ وتدفننا!
قال: ذلكَ لكِ علينا من الحق!
فأمر بأولادها فأُلقوا بين يديها واحداً واحداً!
إلى أن انتهى ذلكَ إلى صبيٍّ لها رضيع،
وكأنها تقاعستْ من أجله،
فقال: يا أُمَّاه، اقتحمي،
فإنَّ عذابَ الدنيا أهون من عذاب الآخرة!
أرأيتِ ما يفعلُ الإيمان بالقلوب أيتها الصحابيَّة؟!
أرأيتِ كيف يُحوَّل المرء من كائنٍ ضعيفٍ
إلى جبلٍ ثابتٍ لا يركعُ إلا لربِّه،
إنها مجرَّد ماشطةٍ بين آلاف الخدم،
وفرعون الملكُ الجبَّار الذي يهابه الرجال الأشداء
وينادي في الناس كذباً وزوراً: ﴿أنا ربكم الأعلى﴾
فلا يجد من يخبره بكفره وافترائه
بلد كاملٌ منصاعٌ له عن آخره خوفاً ورهبة
ولكن الإيمان غيَّرَ كل هذه المعادلة!
الخادمة الضَّعيفة في مواجهة الملكِ الذي يحكم ظلماً،
والإله الذي يُعبدُ كُفراً،
مواجهة محسومة مسبقاً لولا الإيمان الذي قلبَ الموازين،
وقفتْ الماشطة بثباتٍ حيث يرتجفُ الرِّجال،
وقالتْ لفرعون قولاً لم يسبق أن سمعه من غيرها،
ربي وربُّكَ الله!
كل جيوش فرعون لم تُغنِ عنه شيئا،ً
كل جبروته ذهبَ أدراج الرياح،
وجلس صاغراً يأخذ درساً في التوحيد من ماشطة ابنته:
˝ربي وربُّكَ الله˝!
لولا الإيمان ما سمعنا بهذه المرأة،
ولطواها التاريخ كما طوى ملايين الناس،
ولكنه الإيمان أقوى جنود الله إذا ما تمكَّنَ من القلب!
أنتِ بالإيمان، جبل وإن كنتِ تفيضين أنوثة!
وأنتِ بالإيمان جيش، وإن كنتِ وحدكِ!
مع الإيمان لا شيء في الدُّنيا يستطيعُ هزيمتكِ،
إنه سلاحُكِ الأقوى، وسيفُكِ الأمضى!
تتأملين أنوثتكِ في المرآة
وأنتِ المفطورةُ على أن تُظهريها لتُشبعي جوع الحُب عندكِ،
ولكنَّ الإيمان الذي في قلبكِ يجعلكِ تقولين لنفسكِ؟
هذا الجمال يجب أن يُصان عن العيون،
هذه الأنوثة سأخبئها إلى حين يأتي صاحبها،
فيجدني كالدُّرة المُصانة التي لا تُعرضُ في الواجهات!
الذَّهب يُعرضُ على الرفوف أمام المارَّة،
أما الدُّررُ فتُخبأ إلى أن يأتي من يعرف قيمتها!
أنتِ بالإيمان أقوى!
يمرُّ بكِ الفقرُ الذي يمرُّ بالنَّاس فيسخطهم على قَدَرِ الله،
أما أنتِ فتقولين له:
إنَّ الله تعالى لم يحرمني عن قلَّة ما عنده،
فخزائن السماوات والأرض بيده،
ولكنها دار امتحان وقد ابتلاني اللهُ بكَ
لينظرَ أأصبرُ أم أكفر!
وأنا صابرة محتسبة فأقِمْ يا فقر ما شئتَ عندي،
فلستَ تقيمُ بأمركَ ولا ترحلُ بأمركَ،
إنَّ الأمر كله لله!
ثم تعزين نفسكِ بنبيِّكِ ﷺ، وحبيبكِ
تتذكرين كيف نام على الحصير حتى أثَّر في جنبه ﷺ،
فلم يكن عنده فراش وثير!
وتتذكرين كيف كان ﷺ يربطُ حجراً على بطنه من الجوع،
وكيف كانت تمرُّ الأيام ولا يوقَدُ في بيته ﷺ نار لطعام،
ليس له ﷺ، ولزوجاته من الطعام غير التمر والماء!
فتهون عليكِ نفسكِ أمام نفسه،
وتهمسين لنفسكِ: أنا أيضاً صحابيَّة،
وسأصبر كما صبر رسول الله ﷺ!
أنتِ بالإيمان جبل،
يمرُّ بكِ المرضُ الذي يمرُّ بالناس،
ويجعلهم غير راضين على قدر الله،
أما أنتِ فتقولين له:
إنَّ الله نظرَ إليَّ فأحبَّني،
وأراد أن يرفع درجتي في الجنّة،
فأرسلكَ إليَّ!
فواللهِ لن تجد مني يا مرض غير الحمد والصبر،
لستُ خيراً من أيوب عليه السلام إذ ابتلاه ربه،
ولستُ خيراً من نبيي وحبيبي ﷺ،
إذ كان ﷺ يربطُ رأسه من شدة الصُداع،
ويجهده التعب والوجع إذا راجعه أثر سُمِّ اليهودية،
الذي دسته له في كتف الشاة!
يا أيها المرضُ لم تأتِ بأمركِ،
ولن ترحلَ بأمركَ،
إنَّ الأمر كله للهِ،
فإن أقمتَ عندي فلن تجد إلا الصبر
وإن رحلتَ فلن تجدَ إلا الشُّكر
أنا أَمةُ الله، ومُلكه، وله، وطوع أمره، وبين يديه
وكل أقداره خير!
أنتِ بالإيمان غير!
يمرُّ بكِ فقدُ الأحبة الذي يمرُّ بالناس،
ويجعلهم يتذمرون فقد أحبابهم،
أما أنتِ فتقولين له:
لله ما أعطى، ولله ما أخذ، وكل شيءٍ عنده بقدر!
وتتعزين بنبيكِ وحبيبكِ ﷺ،
تتذكرين حزنه يوم فقد زوجته خديجة،
وتتذكرين وجعه يوم فقد عمه حمزة،
وتتذكرين دموعه يوم فقد ابنه الرضيع إبراهيم،
فتعلمين أنها أعمار مكتوبة، وآجال محددة،
وأننا سنمضي جميعاً نهاية المطاف،
وأننا لسنا إلا ودائع في هذه الدنيا،
وأن صاحب الوديعة من حقه أن يستردَّها متى شاء!
لم نُخلق للدنيا أيتها الصحابيَّة،
لسنا إلا عابرين في سفرٍ طويلٍ،
بيوتنا الحقيقية في الجنّة،
حيث سكن أبونا آدم عليه السلام وأُمنا حوَّاء يوماً،
إلى هناك ننتمي، وإلى هناك سنعود،
فاصبري،
فمن عرفَ ما يطلبُ هان عليه ما يبذل!. ❝
❞ كل واحد فينا محتاج حد يعيش معاه بشكل أقرب بكتير من علاقتنا بأهلنا،أقرب من علاقتنا بأبهاتنا ،أمهاتنا،أخواتنا، ده احتياج نفسي فطري ،كل النفس البشريه عندها نفس الاحتياج ده. اللي احنا بنسميه في الاسلام "السكن"حد تسكن إليه، قال تعالي "وهو الذي جعل لكم من أنفسكم أزواجآ لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمه "صدق الله العظيم
. ❝