█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2023
❞ هذا الكون ملئ بإلاسرار العظيمة التى نجهل معظمها .. والتى لايعلمها الكثير من الناس . على الرغم أن بعضها موجود فى الكتب ، والتى يجب أن تعلمها لو أرادت الوصول حقا إلى الفضاء ،
هكذا كانت تحدث نفسها بعد أن أغلقت الكتاب وعيناها مجهدة من طول السهر ..
نظرت من النافذة فرأ ت السهول أمامها تمتد وتمتد ، والسماء بثوبها المخملى الأسود تكسو الكون بالمزيد من الغموض والاثارة، والقمر فى استدارته بضحكة الطفلة بداخله يبعث فى نفسها مزيد من البهاء والشجن.
فكرت فى الاشخاص الذين يسافرون إلى الفضاء ..هؤلاء الأشخاص أردو أن يعيشوا الأثارة، أن ينفذوا بسهولة الى روح العالم ، وأن يتحدوا المستحيل الكامن فى مغادرتهم لكوكب الأرض ومكوثهم على سطح المريخ أيام وليال طويلة .
هل كانوا يفكرون فى لحظة نهايتهم ..هل تخوفوا أن تأتيهم وهم هناك بعيدا عن الوطن والأحبة ؟
كلا .. لا تعتقد أن تفكيرهم سار على هذا النحو .. لقد أرادو عيش الحاضر ببساطة وبكل ما فيه ، لأنهم يرونه غنيا بالمفاجاّت ، ويحتم عليهم أن يكونوا متيقظين لأمور كثيرة .
إنها هى بالذات تعتبر نفسها إحدى المستحيلات وهى تحلم بالوصول إلى الفضاء على الرغم أن قدماها لم تطأ الأرض ..إنها تتحدث مع الله كثيرا ، تخاطبه بلغة لا يفهمها سواها ، تستطيع بسهولة أن ترى الأشارات التى يرسلها إليها لينير لها الطريق ويدلها على الأتجاهات الصحيحة ، ولقد كان لقاءها الأخيرمع مصطفى أحد هذه الاشارات .
لقد أخبرها أنها سيساعدها على فهم ما تعسر لها وسيجلب لها المزيد من الكتب والمجلات العلمية المتخصصة فى علوم الفضاء ..
إنها تحاول منذ البداية فهم هذا العالم ، تحاول أن تفهم اللغة التى يتكلم بها، والتى تستطيع كل كائنات الأرض أن تفهمها فى أعماقها.
وهو ما يسمى الحب ، أنه شئ ما أكثر قدما من البشر ومن الحياة ذاتها ، ومع ذلك يتكرر انبثاقه بالقوة ذاتها وفى كل مكان ، كلما تعانقت نظرتان مثلما حدث الأمس مع مصطفى وكانت هذه بمثابة إشارة لها ، الأشارة التى انتظرتها طويلا ، دون أن تدرى أنها ستأتى إليها سريعا هكذا . ❝
❞ عادت لارين إلى لوحاتها من جديد .. في الحقيقة كانت ترسم لتخرج أنفاسها الحارة على الورق، ولتسكب دمعها بمائة لون حتى لا يتعرف إليه أحد ، هى تشتاق لوالدها حدّ البكاء، تخاف على أخيها للحد الذى ترغب بأن تذهب إليه كل يوم للأطمئنان عليه .
وجود مصطفى ورغدة وعمتها هوّن عليها كثيرا .. أنهم الان أقرب ما يكونوا إليها .. بل أن رغدة أبدت رغبتها فى تعلّم الرسم كما تفعل لارين .
وقدبدأت بالفعل فى تعليمها .
فى حين كان مصطفى يتأمل الفتاتان عن بعد , فيشعر بدبيب قلبه حين تقع عيناه على لارين , إنه يقرأ فى نظراتها رسائل تأبى البوح بها , ويسمع فى صمتها الأف الكلمات , يعجبه تصميمها وإرادتها فى حلمها ..
أنها تحاول الوصول إليه بكل وسيلة لكنها تنسى أن الوصول إلى الفضاء طريقه يبدأ أولا من الأرض .
تناول أخر بحث لها عن تربة كوكب المريخ وخصائصه .. أبهره أسلوبها العلمى الدقيق , وترتيب أفكارها .
أنها مشروع رائدة فضاء ولا شك . ❝