❞ خلف المرآة السحرية
طفلٌ صغيرٌ في سن الخامسة من عمره، ينظر ببراءة تتعهد من في سنه، يقف بثوبه الذي يتراوح لونه بين الأسود والرمادي، يرتدي حذاء صغير، ورغم ذلك تغوص بهما قدماه، يُحدق بمقلتاه على شيءٍ، يستند بيديه على مرآةٍ غريبة الشكل، تعكس صورته في المستقبل، وكأنها مرآة سحرية، تخبره بما يعتريه من حزنٍ، يرى نفسه بثيابٍ باللون الأبيض، وشعره الذي يتساقط، وتغير لونه، خرت قوته، واستند على عكازٍ، يمر الزمن، ويركض، وكأنه إنسانًا يتسابق معه؛ فمر بسرعةٍ، دون توقفٍ، ينظر هنا وهناك؛ ليهرب من شريط ذكرياته الذي يلاحقه مرارًا وتكرارًا، وفجأة ينزع يديه بشدةٍ من أثر الشَّجن الذي رآه، يغلق عينيه بشدة؛ فيرى ما وجد داخل المرآة مرسومًا داخل عقله، يود لو يفر من كل شيء، ويعود إلى طفولته البريئة، يود لو لم ينظر إلى تلك المرآة الملعونة، لم تكن مجرد مرآة نظر إليها؛ بل كانت لعنةً احتلت حياته، ودمرت صغره، حينما كان يريد اللعب، والركض هنا وهناك، كان ذلك الشرط يمنعه، وتملك الحزن من فؤاده، وانغمس داخل دوامته، وتهالك، وجلس على ركبتيه خائفًا حزينًا، يريد أن يحطم تلك المرآة، ولكن بعد ماذا؟! أينتهي كل ما رآه فور تدميرها؟ أم ستظل حياته كما وصفتها له؟ كل هذه الأسئلة مرت على عقله الصغير الذي لم يستوعب سوى اللعب بدُميته البنية، تعاكست معتقداته، وحل بثوب الكبر، وتلاشت ابتسامته التي تزين ثغره، وتحالفت المرآة مع الحياة؛ لتدمر أحلامه، وتخيب ظنه، مشتت بعقلِ طفل، صار كبير، وسنه يفوق أبيه، هكذا يؤثر الشَّجن على من يحمله؛ فهل بالتخلص منها سيظل هكذا؟! أم يعود طفلًا لعوبًا؟!
إنجي محمد \"أنجين\". ❝ ⏤گ/انجى محمد \"أنجين\"
❞ خلف المرآة السحرية
طفلٌ صغيرٌ في سن الخامسة من عمره، ينظر ببراءة تتعهد من في سنه، يقف بثوبه الذي يتراوح لونه بين الأسود والرمادي، يرتدي حذاء صغير، ورغم ذلك تغوص بهما قدماه، يُحدق بمقلتاه على شيءٍ، يستند بيديه على مرآةٍ غريبة الشكل، تعكس صورته في المستقبل، وكأنها مرآة سحرية، تخبره بما يعتريه من حزنٍ، يرى نفسه بثيابٍ باللون الأبيض، وشعره الذي يتساقط، وتغير لونه، خرت قوته، واستند على عكازٍ، يمر الزمن، ويركض، وكأنه إنسانًا يتسابق معه؛ فمر بسرعةٍ، دون توقفٍ، ينظر هنا وهناك؛ ليهرب من شريط ذكرياته الذي يلاحقه مرارًا وتكرارًا، وفجأة ينزع يديه بشدةٍ من أثر الشَّجن الذي رآه، يغلق عينيه بشدة؛ فيرى ما وجد داخل المرآة مرسومًا داخل عقله، يود لو يفر من كل شيء، ويعود إلى طفولته البريئة، يود لو لم ينظر إلى تلك المرآة الملعونة، لم تكن مجرد مرآة نظر إليها؛ بل كانت لعنةً احتلت حياته، ودمرت صغره، حينما كان يريد اللعب، والركض هنا وهناك، كان ذلك الشرط يمنعه، وتملك الحزن من فؤاده، وانغمس داخل دوامته، وتهالك، وجلس على ركبتيه خائفًا حزينًا، يريد أن يحطم تلك المرآة، ولكن بعد ماذا؟! أينتهي كل ما رآه فور تدميرها؟ أم ستظل حياته كما وصفتها له؟ كل هذه الأسئلة مرت على عقله الصغير الذي لم يستوعب سوى اللعب بدُميته البنية، تعاكست معتقداته، وحل بثوب الكبر، وتلاشت ابتسامته التي تزين ثغره، وتحالفت المرآة مع الحياة؛ لتدمر أحلامه، وتخيب ظنه، مشتت بعقلِ طفل، صار كبير، وسنه يفوق أبيه، هكذا يؤثر الشَّجن على من يحمله؛ فهل بالتخلص منها سيظل هكذا؟! أم يعود طفلًا لعوبًا؟!