█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2022
❞ لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم وارتجت العرب واختلف المسلمون ولا سيما الأنصار والمهاجرون في الخلافة فتدارك الأمر ˝أبو بكر˝ رضي الله عنه بحكمته وسرعته وسرعة بديهته وتمت البيعة له بالإجماع. وقد برهن رضي الله عنه أنه أكفأ رجل وأنه رجل الساعة وقتئذ لأن العرب عندما سمعوا بوفاة رسول الله ارتد كثير منهم؛ ولكن هذا الأمر لم يرهب الخليفة، وإنما حثه على إرسال الجيوش واختيار القواد والولاة إلى جميع أنحاء العرب؛ فكبح جماح المرتدين وهزمهم شرّ هزيمة.
ولا يقتصر على ذلك بل بعث الجيوش إلى العراق والشام، فانهزمت الفرس والروم ومن ولاهما من العرب وتعدى المسلمون في فتوحهم شبه جزيرة العرب. وقد تمّ ذلك كله في مدة خلافته وهي سنتان وأشهر، ولا شك أن هذه مدة قصيرة بالنسبة إلى ما تمّ في خلالها من جلائل الأعمال، وقد مهد بذلك طريق الفتوحات الإسلامية لمن جاء بعده من الخلفاء واتضحت بذلك حكمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في اختيار أبي بكر بعده.
هذا هو أبو بكر الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي عنى ˝محمد رضا˝ بترجمة حياته وشرح خلافته ومآثره، وأعماله التي استطاع من خلالها توطيد دعائم الدين الإسلامي. وقد ألحق المؤلف سيرة أبو بكر الصديق رضي الله عنه بسيرة صحابي جليل وبطل مشهور وفارس مأثور ˝خالد بن الوليد˝ (سيف الله)، صاحب الفتوحات العظيمة والغزوات الكثيرة، وأشهر الفاتحين في الإسلام. ❝
❞ القرآن يطلق على الصفة القديمة ويطلق على الكلمات الحكمية الأزلية وهذان الإطلاقان لا تعدد فيهما ألبتة لا حقيقة ولا اعتبارا. بل هما منزهان عنه لأن التعدد من أمارات الحدوث. كيف وهما قديمان؟
وإذا فلفظ القرآن علم شخص بهذين الإطلاقين لا محالة. أما إذا أريد بالقرآن اللفظ المنزل فهنا يكون الخلاف ؛ فالرأي السائد أنه علم شخص مدلوله تلك الآيات المنزلة الممتازة بخصائصها العليا من أول الفاتحة إلى آخر سورة الناس. وهذه الألفاظ المعينة لا يقدح في تشخصها اختلاف المتلفظين ولا تعدد القارئين كما لا يقدح في تشخص محمود مثلا أن يكون في مكة أو في المدينة ولا أن يتقلب في أطوار مختلفة من طفولة إلى شيخوخة ومن صحة إلى مرض ومن حياة إلى موت ونحو ذلك. وبعضهم يجعله علم جنس نظرا إلى تعدد هذه الألفاظ المنزلة بتعدد قارئيها وكاتبيها. وهذا مردود من وجهين:
أحدهما: أن علم الجنس ضرورة نحوية اقتضتها أحكام لفظية كامتناع إضافته ودخول أل عليه. ولا ضرورة هنا لفظية.
ثانيهما: أن علم الجنس نكرة في المعنى. وأفراده منتشرة متعددة حقيقة لا اعتبارا. والتعدد الملحوظ هنا اعتباري لا حقيقي. للقطع بأن ما يقرؤه أو يكتبه كل منا فهو القرآن عينه لا فرد من أفراده.. ❝