█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ عام الوفود .. وفد بني عامر ..
ولما افتتح رسول الله ﷺ مكة ، وفرغ من تبوك ، وأسلمت ثقيف وبايعت ، ضَرَبَتْ إليه وفود العرب من كل وجه ، فدخلوا في دين الله أفواجاً يضربون إليه من كل وجه .
لما قَدِمَ على رسولِ اللهِ ﷺ وفد بني عامر فيهم عامر بن الطفيل ، وأرْبَدُ بن قيس بن جزء بن خالد بن جعفر ، وجبار بن سلمى بن مالك بن جعفر ، وكان هؤلاء النفر رؤساء القوم وشياطينهم ، فقدم عدو الله عامر بن الطفيل على رسول الله ﷺ وهُوَ يريد الغدر به ، فقال له قومه : يا عامر ! إن الناس قد أسلموا ، فقال : والله لقد كنتُ اليتُ ألَّا أنتهي حتَّى تتبع العرب عَقِبي ، وأنا أتبعُ عَقِبَ هذا الفتى من قريش ! ثم قال لأربد : إذا قدمنا على الرجل ، فإني شاغل عنك وجهه ، فإذا فعلتُ ذلك ، فاعْلُهُ بالسَّيف ، فلما قَدِمُوا على رسول الله ﷺ قال عامر : يا محمد ! خالني ( تَفرِّد لي حتى أحدثك ) ، قال ﷺ ( لا والله حتى تُؤْمِنَ بالله وحده ) قال : يا محمد خالني ، قال ﷺ ( حتى تؤمن بالله وحده لاشريك له ) ، فلما أبى عليه رسول الله ﷺ ، قال له : أما والله لأملأنها عليك خيلاً ورجالاً ، فلما ولى ، قال رسول الله ﷺ ( اللَّهُمَّ اكْفِنِي عَامِرَ بْنَ الطَّفَيْلِ ) ، فلما خرجوا من عند رسول الله ﷺ قال عامر لأَرْبَد : ويحك يا أربد ، أين ما كُنْتُ أَمَرْتُك به ؟ واللهِ ما كان على وجه الأرض أخوفُ عندي على نفسي منك ، وايمُ اللهِ لا أخافك بعد اليوم أبداً ، قال : لا أبالك ، لا تَعْجَلْ عليَّ ، فوالله ما هممت بالذي أمرتني به ، إلا دخلت بيني وبين الرجل ، أفأضربك بالسيف ؟ ، ثم خرجوا راجعين إلى بلادهم ، حتى إذا كانوا ببعض الطريق ، بعث الله على عامر بن الطفيل الطاعون في عنقه ، فقتله الله في بيت امرأة من بني سلول ، ثم خرج أصحابه حين رأوه حتى قَدِمُوا أرض بني عامر ، أتاهم قومهم فقالوا : ما وراءك يا أربد؟ فقال : لقد دعاني إلى عبادة شيء لوددت أنه عندي فارميه بنبلي هذه حتى أقتله ، فخرج بعد مقالته بيوم أو بيومين معه جمل يتبعه فأرسل الله عليه وعلى جمله صاعقة فأحرقتهما ، وكان أريد أخا لبيد بن ربيعة لأمه ، فبكى ورثاه . ❝