█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ ثم بدأ رسول الله ﷺ بالأموال فقسمها ، وأعطى المؤلفة قلوبهم أولَ الناس ، ثم أمر زيد بن ثابت بإحصاء الغنائم والناس ، ثم فضها على الناس ، قال ابن إسحاق : وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة ، عن محمود بن لبيد ، عن أبي سعيد الخدري قال : لما أعطى رسول الله ﷺ ما أعطى من تلك العطايا في قريش وفي قبائل العرب ، ولم يكن في الأنصار منها شيء ، وجد هذا الحي من الأنصار في أنفسهم ، حتى كثرت فيهم القالَّة ،حتى قال قائلهم : لقى والله رسول الله ﷺ قومه ، فدخل عليه سعد بن عبادة ، فقال : يا رسول الله ! إن هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبتَ ، قسمت في قومك ، وأعطيت عطايا عظاماً في قبائل العرب ، ولم يكن في هذا الأنصار منها شيء ، قال ﷺ ( فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ ذلِكَ يَا سَعْدُ ) قال : يا رسول الله ما أنا إلَّا قومي ، قال ( فاجْمَع لي قَوْمَكَ في هَذِهِ الحَظِيرَةِ ؟ ، قال : فجاء رجال من المهاجرين فتركهم فدخلوا وجاء آخرون فردهم فلما اجتمعوا أتى سعد ، فقال : قد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار ، فأتاهم رسولُ الله ﷺ ، فَحَمِدَ اللهَ ، وأثنى عليه بما هو ثم قال ( يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ مَقَالَةٌ بَلَغَتْنِي عَنْكُم ، وجِدَةٌ وَجَدْتُمُوهَا في أَنْفُسِكُم ، أَلَمْ آتِكُم ضُلالاً فهداكم الله بيّ ، وعَالَةٌ فَأَغْنَاكُمُ بيّ ، وأعداءً فَأَلَّفَ اللهُ بَيْنَ قُلُوبِكُم ؟ ) قالوا : الله ورسوله أمَنُّ وأفضَّل ، ثم قال ﷺ ( أَلَا تُجِيبُوني يا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ ؟ ) قالوا : بماذا نجيبك يا رسولَ اللهِ ، لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ المَنُّ والفَضْلُ ، قال ﷺ ( أما واللهِ لَوْ شِتُم لَقُلْتُم ، فَلَصَدَقْتُم ولَصُدِّقْتُمْ : أَتَيْتَنَا مُكَذَّباً فَصَدَّقْنَاكَ ، وَمَحْذُولاً فَنَصَرْنَاكَ ، وَطَريداً فآوَيْنَاكَ ، وعائلاً فآسيناك ، أوجَدْتم عليَّ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ فِي أَنْفُسِكُم فِي لُعَاعَةٍ مِنَ الدُّنْيَا تَألَّفْتُ بِهَا قوماً لِيُسْلِمُوا ، وَوَكَلْتُكُم إِلَى إِسْلامِكُم ، ألا تَرْضَوْنَ يا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بالشَّاء والبعير ، وتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ إلى رِحالِكم ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَمَا تَنْقَلِبُونَ بِهِ خَيْرٌ مِمَّا يَنْقَلِبُونَ بهِ ، وَلَوْلَا الهِجْرَةُ ، لَكُنْتُ امْرءاً مِن الأَنْصَارِ ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ شِعْباً وَوَادياً ، وسَلَكَت الأنصار شِعْباً وَوَادياً لَسَلكْتُ شِعْبَ الأَنْصَارِ وواديها ، الأنصارُ شِعَارُ ، والنَّاسُ دِثارُ، اللَّهُمَّ ارْحَم الأَنْصَارَ وَأَبْنَاءَ الأَنْصارِ ، وأبناء أبناء الأنصار ) ، قال : فبكى القومُ حَتَّى أخضلُوا لِحاهم ، وقالوا : رضينا برَسُولِ الله ﷺ قَسْمَاً وحظاً ، ثم انصرف رسول الله ﷺ وتفرقوا . ❝