█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ كان أنس بن مالك يمشي مع النبي عليه السلام يوماً.. والنبي عليه بُرد نجراني غليظ الحاشية .. فلحقهما أعرابي .. أقبل هذا الأعرابي يجري وراء النبي يريد أن يلحق به .. حتى إذا اقترب منه .. جبذه بردائه جبذة شديدة .. فتحرك الرداء بعنف على رقبة النبي عليه السلام .. قال أنس : حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله .. قد أثرت بها حاشية البُرد من شدة جبذته .. فماذا يريد هذا الرجل ؟! لعل بيته يحترق وأقبل يريد معونة .. أو أحاطت بهم غارة من المشركين .. اسمع ماذا يريد .. قال : يا محمد .. ( لاحظ لم يقل : يا رسول الله ) .. قال : يا محمد .. مُر لي من مال الله الذي عندك .. فالتفت رسول الله .. ثم ضحك .. ثم أمر له بعطاء .. نعم .. كان بطلاً لا تستفزه مثل هذه التصرفات .. ولا يعاقب أو تثور أعصابه على التافهات .. كان واسع البطان .. قوياً يضبط أعصابه .. دائم الابتسامة حتى في أحلك الظروف .. يفكر في عواقب الأمور قبل أن يفعلها .. وماذا يفيد لو أنه صرخ بالرجل أو طرده ! هل سيشفى جرح عنقه ! أو يصلح أدب الرجل ! كلا .. إذن ليس مثل الصبر والتحمل .. نعم بعض الأمور نثور لها ونغضب .. وعلاجها شيء آخر تماماً . ❝