█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ ازدادت رائحة الطبيخ قوة أثناء رحلتي للمنزل، والناس من حولي صاروا مجانين بالفعل، القهوجي يلملم كراسيه ومقاعده وهو يتمتم بصوت سمعته:- يامنجي يارب.. يامنجي..لم أجد أطفالا يلعبون.. الأحدب كان في بدايات الحارة ينوح ويصيح أن الرائحة لا تزال عفنة، على عكس ما أعتقد تمامًا.. هذه الرائحة من أزكي روائح الطعام التي شممتها في حياتي، ربما لن أشم مثلها قط. لكنه رجل مبروك على حد وصف القهوجي ولذلك فلا حرج عليه.أقترب من دكان البقال فأجد شبحًا يتشح بالسواد يخرج منه، ينكشف الوجه عن شابة حسناء ذات نظرة جريئة، تبدو وجنتيها البارزتين كملمح على النحافة، لكنها نحافة مليحة تسر الناظرين، كانت تعدّل من الوشاح فوق رأسها وهي تهرول شبه ملتصقة بالحائط، متحاشية النظر في عيني بعد النظرة الأولى.البقال نفسه يخرج بعدها مسدلا الستار على يوم من البيع أو اللابيع، ويخطو بما يقترب من العدو مبتعدًا في الاتجاه المعاكس دون أن يبالي بي.لا أعرف ما سبب كل هذا.. هل هي الرائحة؟ ولماذا تثير رائحة طعام، أي طعام، جنونهم لهذا الحد؟˝ . ❝