█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ اتصلت سيدة عجوز بـ بنك الطعاك˝ تطلب حضور مندوب، لاستلام خمس بطاطين تبرعا منها لضحايا السيول، تركت عنوانها بالتفصيل: ميدان ثم شارع ثم حارة ثم حارة أخرى ثم دكان بقال ثم بيت.
وصل مندوب البنك بصعوبة بالغة إلى مكن إقامة السيدة العجوز، فوجدها عجوزا أكثر مما تصور، هزيلة أكثر من أى توقع، بسيطة أقل من كل فقر، تسكن غرفة صغيرة لا تدخلها الشمس، أسفل سلم.
استقبلت العجوز موظف البنك باشتياق شخص يبحث عن ضوء فى عتمة، فأصرت على أن تؤدى له واجب الضيافة، كوبا من الشاي، وهى تقدمه قالت له:
كان الموظف الشاب يشرب الشاى وهو يراقب عروق وجهها تنتفض وهى تحكى منفعلة وكان مدهوشا، إذ تصرخ فى وجع: لا تتعجب فأنا فقيرة ولكن هناك من هو أفقر مني، فمعاشى من زوجى ثلاثة مائة جنيه، اشتريت بمأئتين وخمسين جنيها هذه البطاطين وسكفينى خمسون جنيها . ❝