█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ هديه ﷺ في الصيام
وكان هدي رسول الله ﷺ فيه أكمل الهدي ، وأعظم تحصيل للمقصود ، وأسهله على النفوس ، ولما كان فَطمُ النفوس عن مألوفاتها وشهواتها من أشق الأمور وأصعبها ، تأخر فرضُه إلى وسط الإسلام بعد الهجرة ، لما توطَّنَتِ النفوس على التوحيد والصلاة ، وألفت أوامر القرآن ، فَنُقِلَت إليه بالتدريج ، وكان فرضه في السنة الثانية من الهجرة ، فتوفّي رسول الله ﷺ وقدم صامَ تسع رمضانات ، وفُرِضَ أولاً على وجه التخيير بينه وبين أن يُطعِم عن كُل يوم مسكيناً ، ثم نُقِلَ مِنْ ذلك التخيير إلى تحتم الصوم ، وجعل الإطعام للشيخ الكبير والمرأة إذا لم يطيقا الصيام ، فإنهما يُفطران ويُطعمان عن كُلِّ يوم مسكيناً ، ورخص للمريض والمسافر أن يُفطرا ويقضيا ، وللحامل والمرضع إذا خافتا على أنفسهما كَذَلِكَ ، فإن خافتا على ولديهما ، زادتا مع القضاء إطعام مسكين لِكُلٍّ يوم ، فإن فطرهما لم يكن لخوف مرض ، وإنما كان مع الصحة ، فجبر بإطعام المسكين كفطر الصحيح في أول الإسلام ، وكان للصوم رُتب ثلاث ، 🔸️إحداها إيجابه بوصف التخيير ، 🔸️والثانية تُحتمه ، لكن كان الصائم إذا نام قبل أن يَطْعَمَ حَرُمَ عليه الطعام والشراب إلى الليلة القابلة فنسخ ذلك بالرتبة الثالثة ، 🔸️ وهي التي استقر عليها الشرع إلى يوم القيامة ، وكان من هديه ﷺ في شهر رمضان ، الإكثار من أنواع العبادات ، فكان جبريل عليه الصلاة والسلام یدارسه القرآن في رمضان ، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة ، وكان أجود الناس ، وأجود ما يكون في رمضان ، يُكثر فيه من الصدقة والإحسان ، وتلاوة القرآن والصلاة والذكر ، والاعتكاف ، وكان ﷺ يَخُصُّ رمضان من العبادة بما لا يَخُصُّ غیره به من الشهور ، حتى إنه كان ليواصل فيه أحياناً ليُوَفِّرَ ساعات ليله ونهارهِ على العبادة ، وكان ﷺ ينهى أصحابه عن الوِصال ، فيقولون له : إنَّك تُواصل ، فيقول ( لَسْتُ كَهَيْتَتكُم إِنِّي أَبيتُ ، وفي رواية : إنِّي أَظلُّ ، عِنْدَ رَبِّي يُطْعِمُني وَيَسْقِيني ، وقد نهى رسول الله ﷺ عن الوصال رحمة للأمة ، وأذن فيه إلى السحر ، وفي «صحيح البخاري» ، عن أبي سعيد الخدري ، أنه سمع النبي ﷺ يقول ( لا تُواصِلوا فَأَيُّكُم أراد أَنْ يُواصِل فَلْيُوَاصِل إلى السَّحَر . ❝