█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ كانت (ملكة) جميلة ومثيرة، مَن حَظي منها بنظرة من رجال القرية -على حد تعبير إدريس- كان يعيش متدفئًا بها طوال العام، واختار لها والدها شابًّا مليحًا عريض القوام في السابعة عشرة من عمره كان هو المرشح لزعامة القبيلة بعد أن ينتهي عهد أبيها، أو على الأقل كان واحدًا من كبار المرشحين.
وبوجه استرخت ملامحه وانبسطت تجعداته، وبعينين كأنما أصبح ما يتحكم فيهما ليس ما تراه أمامها ولكن رؤى ماضية سحيقة تخرج معتقة بمنعة إعادة شريط الحياة والشباب والقلب الجياش كأنما تحياها فعلًا وحقًّا مرة أخرى، تلك اللحظات كانت أشد ما يسترعي انتباه الطفل يوسف إدريس ليس لسروره بالحكاية والأحداث ولكن لذلك التغير الخارق الذي يطرأ على ملامحها وتلك الأنوثة الدافقة التي تعود إلى صوتها ليفقد مقاماته العريضة الرجالية، ويكتسب خواصه الأنثوية المزغردة التي كانت لها في ريعان الشباب، حتى وصلا معًا -إدريس وملكة- بالقصة إلى قراءة الفاتحة، وسألها فجأة: هل رأيتِ العريس قبل هذا؟ . ❝