█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ إنني لا أوافق محمود قاسم في آرائه عن ابن رشد، ولا في مهاجمته للأشاعرة وتمجيده للمعتزلة، إنني كمفكر أشعري يرى أن عمله الأساسي في الحياة هو المحافظة على كيان المذهب الأشعري مذهب الجمهور العظيم من المسلمين ورباط حياتهم أنكر كل الإنكار فكر محمود قاسم الرئيسية، وهي أن المذهب المعتزلي من ناحية والمذهب الرشدي من ناحية ثانية، أقرب عقلاً إلى روح الإسلام الناطق باسم القرآن والسنة، المعبر عنها في أصالة وقوة، وإن ما بقي للمسلمين بعد في الحياة حتى نهاية الدنيا، هو الأخذ بهذا المذهب كاملا وتطويره خلال العصور، وعلى حسب مقتضيات الأجيال المقبلة، ونحن في أشد الغنى عن تحجر المعتزلة العقلي، كما أننا على بعد كامل عن تفسير ابن رشد للإسلام في ضوء فلسفة أرسطو، لقد اطمأن المسلمون من قبل في بواديهم كما اطمأنوا في حواضرهم إلى المذهب الأشعري، وتخلصوا من شوائب العقل البحت، كما تخلصوا من أدران الغنوص في ضوء هذا المذهب، وحقلت حياتهم في ضوء تعاليمه وتعاليم رجاله.
إن ثراء الحياة الإسلامية كلها يعود إليه وبه وبواسطة رجاله، خصبت آراؤه الفلسفية والسياسية والفقهية والأصولية واللغوية والصوفية والعلمية، لقد شعَّ النور حيثما كان، وانتشر الضوء حيثما ظهر، وبقي الإسلام ميثما كان، بينما كان المعتزلة وهي إسلامية في جوهرها ولكنها لا تمثل الإسلام كاملا حاجة مؤقتة من حاجات المجتمع الإسلامية، أرادها وقتاً، ثم تخلص منها ، أما المذهب الرشدي إن صح تفسير محمود قاسم له، فهو ترف عقلي لم يؤثر في مجتمع المسلمين ادنى تأثير . ❝