█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ ˝أنا وطيفكِ˝
ها أنا مجددًا أجلس تمامًا في ذلك المكان الذي كنا نجلس عليه، ونتبادل الأحاديث تحت ضِياء القمر، بعيدين عن كافة الأنام، تمر الساعات ونحن لا نشعر بها، ونستمع لشَدْوّ المفضل لنا، ونسرح ببعضنا لوهلة كأننا في أحضان السماء من فُرط الغِبْطَة، ولكن هذه المرة أجلس مُسْتَقِلّ، وأستمع لنفس الأغنية في نفس الموضع حاملًا في وجدانِ صبابة العشق لنفس الشخص، لكن الساعة تمر كأنها يوم، ولا أشعر أنني في أحضان السماء بالرغم ضِياء القمر، وبَهَاء المنظر الذي لم يتغير منذ أول لقاء بيننا ألا أنني أشعر بالغيهب يحتل ذلك الموضع بسبب بعدكِ عني، حتى النظرات التي كنا نسترقها لبعض في سطر الأغنية المفضلة لدينا تمر ولا أعلم لمن أنظر، قد أراكِ مرسومة على القمر، ولكن وجهكِ يا اشتياقي أجمل بكثير، وسنائك أسطع، وشامات وجهكِ أسود من ظلام الليل، وأما وجنتيكِ أحمر من غروب الشمس، هل سأبقى مع الذكريات في ذلك الموضع؟ أم ستأتي، وتملئي ذلك الفراغ الذي تركتيه بجوفي، ونعود كما كنا؟ تركتي لي بعض الذكريات التي شغلت بالي، وسلبت تفكيري، لكنها ما زالت تجدر نفعًا كل ذكرى أحدثتها بداخلي؛ إنها تروي جراح الاشتياق، وتنبت بها ورودًا، ولكن هذا لا يعني أن الذكريات ستبقى طوال الزمن تطبطب جرح الاشتياق، قد يتغلب الشوق في يوم ما على تلك الذكريات، وتموت بداخلي كل ذكرى، حتى ذلك المكان وأنا.
عُلاالطاهري . ❝