█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2023
❞ ماذا لو جِئت إليك مكسورًا؟
سأفتح ذراعي من أجل أحتضانك، أضع يدي فى فرة رأسك، أداعب شعرك بيدي، ألمس فؤادك من أجل أن يهدأ قلبك، أنظر إلى عيناك؛ لأشعرهم بالأمان، أوضع يدي بيدك لتشعر بالأطمئنان، أجعل قلبي يحدث قلبك؛ ليزيل عنه حزنه، أصلح ما كسر بداخلك وأرمم شتات قلبك،سأحتويك بالضمة وأبعد عنك وجع الكسرة، سأرجع البسمة على شفتاك من جديد، وأزيل الحزن من وجهك، لو جئتني مكسور من الحياه بأكملها، سأكون أنا الملجأ الذي يرمم قلبك من جديد.
الكاتبة: منار محمد ˝سمو الأميرة˝ . ❝
❞ 🔵 •• لا يستطيع العالم كله أن يمسّك بسوء لم يرده الله..
ولا يستطيع العالم كله أن يدفع عنك سوءاً قدره الله..
🔹-- *الصمد*
✿- إذا كان الضعف قد بنى حولك سجناً ضيقا لا تستطيع الخروج منه!
❀- إذا حاصرتك الحاجات، وداهمتك الخطوب، والتفت من حولك الهموم، وأخذت روحك في الهرب إلى المجهول! فأنت ساعتها بحاجة إلى أن تصمد إليه..
✿- اسم الله "الصمد" سيمدّك بكل ما تحتاجه لتكون قويّا في هذه الحياة، وتجابه واقعك بشموخ، وتتجاوز عقدك بعزيمة!
❀- ابدأ مع الصمد عهداً جديداً، ثم ثق أنّ الغد سيكون أفضل من اليوم.. وبكثير!!
🔹-- *في ظلال الصمدية* :
✿- الصمد اسم كما ترى بالغ الهيبة، قويّ الحروف، شامخ المعنى، قليل الورود والذكر، ذو جلالة خاصّة.
❀- وكأن الصمود له سبحانه أهم تجليّات الإخلاص في العبادة، فمن أكثر من استحضار معنى الإخلاص في عباداته، أكسب قلبه صفة الرضوخ إلى مولاه والصمود له وعدم الالتجاء إلا إليه.
✿- وها نحن ندلف إلى عالم الصمدية لنستلهم شيئاً من معاني الصمد:
--••🔹 *الصمد هو من تصمد إليه الخلائق* ، أي تلجأ إليه، هذا من أجلّ معاني هذا الاسم، لذا فسوف نُطوّف بهذا المعنى..
--••🔹الصمد هو المقصود في الرغائب، المستغاث به عند المصائب، والمفزوع إليه وقت النوائب.
-🖱- جاء ذكره في سورة من أعظم سُوَر المصحف، ومن أقصرها، وهي سورة الإخلاص التي تعدل ثلث القرآن الكريم:
( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ )
✿- يحتاج المخلوق إلى نصر فيقول: يا الله..
❀- يحتاج إلى إعانة فيقول: يا الله..
✿- يحتاج إلى حفظ فيقول: يا الله..
❀- يحتاج إلى هداية فيقول: يا الله..
✿- يحتاج إلى لطف فيقول: يا الله..
🔹-- *أمواج* :
✿- أحاطك بالاحتياجات لتحيط نفسك بأسمائه وصفاته، وهذا معنى الصمديّة.
❀- في كل لحظات حياتك أنك بحاجة إليه، فإن لم ترجع إليه اختياراً رجعت إليه اضطرارا.
✿- المزارع إذا تأخر وقت الحصاد، وقد تعاظمت حاجته للثمر، وصار الماء شحيحاً، نظر إلى السماء وقال: يا الله!
❀- ركاب السفينة إذا تلاطمت بهم الأمواج، وزعزعت فكرة الموت طمأنينة الحياة في نفوسهم قالوا: يا الله !
✿- إذا أعلن قائد الطائرة أن عجلاتها رفضت التحرّك ولذلك فسيأخذ جولة على المطار إلى أن تُحل المشكلة، ينسى ركاب الطائرة كل الشخصيات المهمة، ولا يتذكرون إلا الذي بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه.
❀- وعيناك على رسّام القلب، تنظر إلى تلك الخطوط المتعرّجة ومريضك تخفت أنفاسه، وتتضاءل نبضاته، وتلك الخطوط تأخذ قليلاً قليلاً في الهبوط، لحظتها تنسى اسم الممرضة، ويتبخّر من رأسك وجه الطبيب وتقول في رجاء: يا الله كن معه !
🔹-- *أفكار الزيف* :
-🖱- جاء شيخٌ أعرابيٌّ اسمهُ الحُصينُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله النبيُّ صلى الله عليه وسلم:
كم تعبدُ يا حُصين؟
فقال: سبعةٌ، ستةٌ في الأرض وواحد في السماء،
فسأله النبيُّ صلى الله عليه وسلم : من لرهبك؟
قال: الذي في السماء، قال من لرغبك؟ قال الذي في السماء،
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: فاترك الذين في الأرض واعبد الذي في السماء، فأسلم الحُصين.
✿- لقد اقتنع بسبب معنى الصمديّة لأن من تصمد إليه وقت الرهبة والرغبة هو وحده من يستحق أن تسجد له !
❀- إن الإيمان أسهل فكرة في الوجود، لا تحتاج إلى كتب، ولا إلى فلسفة، ولا إلى سبر وتقسيم، هي كلمة قلها بإخلاص، ثم اتركها لتشتت أفكار الزيف..
-🖱- يختصر القرآن ذلك فيقول:
(قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ)
✿- كلمة "الله" وحدها .. كفيلة بإسكات أكبر أكاذيب الحياة..
❀- في عمق كل إنسان، وداخل كل خلية، وحول كل شريان أشياء تعرف الله جيداً، وتسجد له، وتسبّحه..
✿- إن الكافر وهو كافر إذا سمع القرآن يخضع ..
❀- ومن قصص السيرة الشهيرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ سورة النجم على مشركي مكّة في المسجد الحرام، وما إن انتهى حتى سجدوا .. كلهم سجدوا.. حتى أولئك الذين طردوه وآذوه وخططوا لاغتياله سجدوا !
✿- تلك الأشياء التي في خلاياهم وشرايينهم تفجّرت فيها طاقة إيمانيّة رهيبة فجعلتهم يخرّون للأذقان سجداً..
🔹-- *الكواكب*
✿- خلق في نفوس عباده حاجة إلى حبّه سبحانه !
❀- هناك نوع من الحب المقدّس في قلوب العباد لا يشبعه إلا الانحناء له، والطواف ببيته، والوقوف بين يديه، والقيام من النوم لأجله، وبذل المهج في سبيله.
✿- الحياة بكل تجلياتها همس يقول لك: الذي تبحث عنه على عرشه يسمعك
-🖱- (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)..
❀- امرأة يخلو بها فاجر في إحدى الخلوات فيراودها عن نفسها، ولكنّها تأبى! فيقول حاثّا لها: لا يرانا إلا الكواكب، فترد بشموخ: فأين مكوكبها؟
🔵-- أين الله ؟!
✿- إن قلب صامد إلى الله، يراقبه، متيقن أنه عليم خبير سميع بصير محيط !
❀- وصمودك إليه بقلبك تماما كصمود المصلّي إلى الكعبة ليصلي إليها !
✿- هكذا يجب أن يكون القلب، يوزّع رغباته في كل الاتجاهات لكن الاتجاه الأمامي يجب أن يكون لله فقط..
❀- ضع يمين قلبك ما شئت ويساره ما شئت، ولكن أمامه لا تضع إلا مرضاة الله، إلا مراقبة الله، إلا حب الله.
🔹-- *وتنساه* ..
✿- إذا بحثت عن شيء فلم تجده فدعه، وانشغل بالله. هو الذي جعل ذلك الشيء يضيع لتصمد إليه وتلتجئ، لتقول: اللهم ردّ عليّ ضالّتي، فيردّها !
يريدك أن تنشغل به عن حاجتك، ولكنّك تنشغل بها، وتنساه!!
💭 ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كلام بالغ النفاسة في هذا المعنى، فتأمّله بقلبك، ثم اجعله بالقرب من أوجاعك، وكربك، وحاجاتك، يقول:
"العبد قد تنزل به النازلة فيكون مقصوده طلب حاجته، وتفريج كرباته، فيسعى في ذلك بالسؤال والتضرع، وإن كان ذلك من العبادة والطاعة، ثم يكون في أول الأمر قصده حصول ذلك المطلوب: من الرزق والنصر والعافية مطلقا، ثم الدعاء والتضرع يفتح له من أبواب الإيمان بالله عز وجل ومعرفته ومحبته، والتنعم بذكره ودعائه، ما يكون هو أحب إليه وأعظم قدراً عنده من تلك الحاجة التي همته، وهذا من رحمة الله بعباده، يسوقهم بالحاجات الدنيوية إلى المقاصد العلية الدينية".
✿- تنقطع الأمطار، وتصبح الدنيا قاحلة على عهد سليمان عليه السلام فيخرج هو وقومه وهم آلاف من الرجال والنساء والولدان، فيرى سليمان نملة خرجت رافعة يديها إلى السماء صامدة إلى ربّ السحاب، فعلم سليمان أن هذا الصمود، وهذا الذل لن يعقبه إلا هطول السماء بماء منهمر، فقال لقومه: ارجعوا فقد كُفيتم، فعادوا على صوت الرعود، ورذاذ المطر !
❀- في طفولتي كنت أسمع دعاء لأحد القرّاء فيهزني:
" *اللهم أوقفنا مطايا ببابك.. فلا تطردنا عن جنابك* "
هذا الإيقاف للمطايا بباب الكريم هو معنى الصمد.
🔹-- *اصمد إليه* :
✿- يجب أن تعلم أنه لو لم يأذن للدواء أن يؤدي مفعوله في جسدك لما ارتفع عنك ذلك المرض، *فاصمد إليه أن يشفيك* ..
❀- يجب أن توقن أنه لو لم يصرف تلك السيارة المتهورة عنك لكنت الآن في عداد الموتى، *فاصمد إليه أن يحفظك* ..
✿- يجب أن تتأكد أنه لو لم يحطك برعايته عندما ركبت البحر، لكنت الآن طُعماً لأسماك المحيط، *فاصمد إليه أن يكون معك* ..
🔵•• ولهذا تصمد إليه لترتاح، ليهدأ لُهاثك، لأنك بدونه تركض وتلهث وتتوتر.
✿- أنصت إلى أولئك الذين تعبث بهم سفينة، أو يرون الموت وهو مقبل عليهم، وتعصف بهم رياح التقلبات سوف تسمعهم بجميع أديانهم يلهجون باسمه: *يا الله* !
-🖱- (هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ).
❀- جعل في داخلك حاجة لأن تقول اسمه، هناك أمن يعمّ كيانك إن قلت يا الله، فإذا لم تقلها اختياراً، قلتها اضطراراً، وإن لم تذكرها إيمانا، ذكرتها قهراً، وإذا لم تكن كلمتك في الرخاء، كانت صرختك في الشدة!
🔹-- *البوصلة*
✿- لماذا ننتظر جائحة تردنا إليه؟ ومصيبة تذكرنا باسمه؟ وكارثة نعود بها إلى المسجد.
❀- ألا يستحق أن نخضع ونلتجئ إليه دون جوائح وكوارث ومصائب؟
✿- هل كل ما أعطانا إياه من حياة وصحة وإيمان وأمان وسعادة قليل حتى لا ننكّس رؤوسنا إليه إلا ببليّة تنسينا كل أوهامنا، ولا يبقى في عقولنا معها إلا الله!.
🔷 *عدّل بوصلة قلبك باتجاهه ثم سر إليه ولو حبوًا على ركبتيك* ، 🔹-- ستصل
-🖱- (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ).
❀- إذا التجأت لفلان من الناس صباحاً قد يغلق بابه دونك في المساء.
✿- إذا نصرك على زيد قد لا ينصرك على عمرو.
❀- إذا أعطاك اليوم فسوف يمنعك في الغد.
*أما الله* .. فلا !
-🖱- (هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ)
✿- يعطى بالليل والنهار، ينصرك على الجميع إن كنت مظلوما، لا يغلق بابه، يده سحاء الليل والنهار، أكرم الأكرمين، لذلك تصمد إليه كل الخلائق، فإذا جربت أن تصمد إلى غيره في حاجة رجعت خائبا، ولابد !.
❀- إذا طلبت غيره قد لا يجيبك، أو قد يجيبك ولكن يتأخر في تلبية طلبك، أو يلبيه ولكن ناقصا، أو يلبيه كاملا لكن مع ملعقة إهانة، وقد لا يهينك ولكنّ نفسك تنكسر له.
🔹-- *فرّغ قلبك من غيره*
✿- دخلت قديما مكتب وكيل إحدى الجامعات وقد كتبت له معروضاً في شأن من شؤون دراستي، ثم شرحت له بعض التفاصيل فقال لي: لا تكثّر (هرْج)!
❀- الناس لا يريدونك أن تكثر من الهرج! ولكن الله يحبك إن كثّرت من الهرج بين يديه! فهو يحب العبد اللحوح في الدعاء.. فلماذا تشكو لغيره وتتركه؟
-🖱- يقول النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس:
"إذا سألت فاسأل الله"
✿- ما دام أن هناك حاجة تستحق السؤال؛ فليكن الله هو من تسأله!
💭 أعجبتني مقولة نقلها أبو حامد الغزالي عن أحد العارفين يقول فيها عن اسم الله الأعظم:
*فرّغ قلبك من غيره ثم ادعه بأي اسم يجبك* ..
❀- وهذا فحوى معنى الصمد، اجعل في قلبك الله، ثم قل أي شيء من مرضاته سيكون: إلهيّ المسحة، وربّاني الصبغة..
✿- كل عارض يعرض إنّما هو رسالة تقول لك: لديك رب فالتجئ إليه..
••المرض رسالة لتذل له..
••والفقر برقيّة لتسجد له ..
••والضعف مكالمة تقول لك استجلب القوّة من القويّ..
••الحياة كلها تصرخ في وجهك: لديك رب، اصمد إليه!
❀- وفي حديث ابن عباس سالف الذكر يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم:
"احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك".
🔵•• أمامك !!
✿- احفظه في نفسك وجوارحك وخطراتك، سيكون أمامك بحفظه ومعيته ونصرته.
❀- *الصمد لا تهدأ قلوب خلقه حتى تضع زوّادتها عند عتبة مُلكه*..
🔹-- *خطوات*
✿- انظر في أي اتجاه شئت، ولكن اجعل في قلبك عينين لا تنظران إلا إلى عظمته!.
❀- تحدّث بكل ما تريد، ولكن اجعل في قلبك لساناً لا ينطق إلا بذكره!
✿- استمع إلى الجميع، ولكن اصنع في قلبك سمعاً لا يدرك إلا كلامه!
❀- امش إلى حيث شئت، ولكن احفر في قلبك خطوات نهايتها عرش الملك!
✿- اصمد إليه بقلبك وروحك وتفكيرك وجسدك وإراداتك وأحلامك وأوهامك..
🔹إذا أمسكت قلماً فتساءل: هل يرضى سبحانه عما سأكتبه في هذه الورقة؟
🔹إذا هممت بكلمة تقولها فتساءل: هل سأقول شيئاً يرضيه؟
🔹إذا وقفت موقفاً تساءل: هل موقفي هذا محبوب عنده أم لا ؟
✿- اصنع منبّها وعلّقه في أعلى قلبك دقاته تقول:
ماذا يريد الله؟ ماذا يريد الله ؟ ماذا يريد الله؟
🔵•• اصمد إليه في كل حين، وإذا ما استيقظت في نصف الليل فتذكره، خيالاتك سوداء إذا لم تتذكره، عقلك خراب دون أن يمر اسمه على خطراتك، أحلامك مستنقعات فإذا جاء ذكر الحي الذي لا يموت عليها صارت أنهارا وأشجارا وعصافير شادية.
🔹-- *شموخ* ..
✿- إذا علّمت روحك الصمود إليه، فإنها مع الزمن ستستحي أن تكثر من الطلبات الدنيويّة لأنّها ليست الحيّز الذي خلقك له، كل آمالك أخروية..
💭قال الخليفة لابن عمر وهو يطوف حول الكعبة :سلني يا ابن عمر، فنظر إليه بشموخ الصامد إلى الله وقال: من أمر الدنيا أم الآخرة؟
•• فقال أما الآخرة فلله ولكن من شؤون الدنيا،
•• فقال: لم أسأل الدنيا من يملكها فكيف أسألها من لا يملكها؟!
❀- الصمود لله يحوّلك إلى عظيم، لا يبالي بمُلاك التراب..
الدنيا تخصص لا يقبل عليه الصامدون لله..
💭 قال أمير لابن تيمية، سمعنا أنك تريد ملكنا يا ابن تيمية! فرفع ابن تيمية رأسه بشموخ وقال: والله إن ملكك لا يساوي عندي فلسين!
✿- رجل يعرّض وجهه لله آناء الليل، كيف يذل لقطعة خزف أطراف النهار؟
🔹-- *حقيقة* ..
❀- *اللحظة التي تصمد فيها إليه لأجل حاجتك*، *هي نفسها اللحظة التي تصبح حاجتك ملك يمينك* !
🔵•• لا عبور لأي رغبة إلا من طريق الله، لا وجود لأي حاجة إلا في ساحة الله، لا إمكانيّة لحدوث شيء إلا بالله، فإنه وحده الذي لا حول في الوجود ولا قوة إلا به.
❀- لا يمكن لخليّة أن تتحرّك ولا لذرة أن تكون ولا لقطرة أن تتبخر ولا لورقة شجر أن تسقط إلا بحوله وقوّته!
✿- لا يستطيع العالم كلّه أن يمسّك بسوء لم يرده الله، ولا يستطيع العالم كله أن يدفع عنك سوءاً قدّره الله !
❀- إذن فاجعل وجهك إليه، وألجئ ظهرك إليه، وفوّض أمرك إليه .. فهو الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد..
🔷🔹 اللهم أصمد قلوبنا إليك، واجعلنا لا نطلب غيرك ولا نسأل سواك ولا نستغيث بأحد من خلقك يا الله..
من كتاب / لأنـك اللـه
للكاتب /أ. علي بن جابر الفيفي . ❝
❞ هل تعلمون ما معنى أن الله موجود ؟
معناه أن العدل موجود و الرحمة موجودة و المغفرة موجودة
معناه أن يطمئن القلب و ترتاح النفس و يسكن الفؤاد و يزول القلق فالحق لابد واصل لأصحابه
معناه لن تذهب الدموع سدى و لن يمضي الصبر بلا ثمرة و لن يكون الخير بلا مقابل و لن يمر الشر بلا رادع و لن تفلت الجريمة بلا قصاص
معناه أن الكرم هو الذي يحكم الوجود و ليس البخل .. و ليس من طبع الكريم أن يسلب ما يعطيه .. فإذا كان الله منحنا الحياة ، فهو لا يمكن أن يسلبها بالموت .. فلا يمكن أن يكون الموت سلبا للحياة .. و إنما هو انتقال بها إلى حياة أخرى بعد الموت ثم حياة أخرى بعد البعث ثم عروج في السماوات إلى ما لا نهاية
معناه أنه لا عبث في الوجود و إنما حكمة في كل شيء.. و حكمة من وراء كل شيء .. و حكمة في خلق كل شيء .. في الألم حكمة و في المرض الحكمة و في العذاب حكمة و في المعاناة حكمة و في القبح حكمة و في الفشل حكمة و في العجز حكمة و في القدرة حكمة
معناه ألا يكف الإعجاب و ألا تموت الدهشة و ألا يفتر الانبهار و ألا يتوقف الإجلال
فنحن أمام لوحة متجددة لأعظم المبدعين
معناه أن تسبح العين و تكبر الأذن و يحمد اللسان و يتيه الوجدان و يبهت الجنان
معناه أن يتدفق القلب بالمشاعر و تحتفل الأحاسيس بكل لحظة و تزف الروح كل يوم جديد كأنه عرس جديد
معناه ألا نعرف اليأس و لا نذوق القنوط
معناه أن تذوب همومنا في كنف رحمة الرحيم و مغفرة الغفار
ألا يقول لنا ربنا (( إن مع العسر يسرا )) .. و أن الضيق يأتي و في طياته الفرج فأي بشرى أبعث للاطمئنان من هذه البشرى
و لأن الله سبحانه واحد .. فلن يوجد في الوجود إله آخر ينقض وعده و لن ننقسم على أنفسنا و لن تتوزعنا الجهات و لن نتشتت بين ولاء لليمين و ولاء لليسار و تزلف للشرق و تزلف للغرب و توسل للأغنياء و ارتماء على أعتاب الأقوياء .. فكل القوة عنده و كل الغنى عنده و كل العلم عنده و كل ما نطمح إليه بين يديه .. و الهرب ليس منه بل إليه .. فهو الوطن و الحمى و الملجأ و المستند و الرصيد و الباب و الرحاب
و ذلك الإحساس معناه السكن و الطمأنينة و راحة البال و التفاؤل و الهمة و الإقبال و النشاط و العمل بلا ملل و بلا فتور و بلا كسل و تلك ثمرة ((لا إله إلا الله)) في نفس قائلها الذي يشعر بها و يتمثلها ، و يؤمن بها و يعيشها و تلك هي أخلاق المؤمن بلا إله إلا الله
و تلك هي الصيدلية التي تداوي كل أمراض النفوس و تشفى كل علل العقول و تبرئ كل أدواء القلوب
و تلك هي صيحة التحرير التي تحطم أغلال الأيدي و الأرجل و الأعناق و هي أيضاً مفتاح الطاقة المكنوزة في داخلنا و كلمة السر التي تحرك الجبال و تشق البحور و تغير ما لا يتغير
و لم يخلق إلى الآن العقار السحري الذي يحدث ذرة واحدة من هذا الأثر في النفس و كل عقاقير الأعصاب تداوي شيئاً و تفسد معه ألف شيء آخر .. و هي تداوي بالوهم و تريح الإنسان بأن تطفئ مصابيح عقله و تنومه و تخدره و تلقى به إلى قاع البحر موثوقا بحجر مغمى عليه شبه جثة
أما كلمة لا إله إلا الله فإنها تطلق الإنسان من عقاله و تحرره من جميع العبوديات الباطلة و تبشره بالمغفرة و تنجيه من الخوف و تحفظه من الوسواس و تؤيده بالملأ الأعلى و تجعله أطول من السماء هامة و أرسخ من الأرض ثباتا.. فمن استودع همه و غمه عند الله بات على ثقة و نام ملء جفنيه .
و لأن الله هو خالق الكون و مقدر الأقدار و محرك المصائر .. فليس في الإمكان أبدع مما كان .. لأنه المبدع بلا شبيه .. لا يفوقه في صنعته أحد .. فلن تعود الدنيا مسرحاً دموياً للشرور و إنما درساً رفيعاً من دروس الحكمة
و لأن الله موجود فإنك لست وحدك.. و إنما تحف بك العناية حيث سرت و تحرسك المشيئة حيث حللت
و ذلك معناه شعور مستمر بالإئتناس و الصحبة و الأمان .. لا هجر .. و لا غدر .. و لا ضياع .. و لا وحدة .. و لا وحشة و لا اكتئاب و ذلك حال أهل لا إله إلا الله ، يذوقون شميم الجنة في الدنيا قبل أن يدخلوها في الآخرة و هم الملوك بلا عروش و بلا صولجان.. و هم الراسخون المطمئنون الثابتون لا تزلزهم الزلازل و لا تحركهم النوازل
تلك هي الصيدلية الإلهية لكل من داهمه القلق .. فيها علاجه الوحيد .. و فيها الإكسير و الترياق و ماء الحياة الذي لا يظمأ بعده شاربه .. و فيها الرصيد الذهبي و المستند لكل ما نتبادل على الأرض من عملات ورقية زائلة متبدلة .. و فيها البوصلة و المؤشر و الدليل
و فيها الدواء لكل داء
■ ■ ■
من كتاب : علم نفس قرآني جديد
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله ) . ❝