█ حصرياً جميع الاقتباسات من أعمال المؤلِّف ❞ عبد الله ناصر ❝ أقوال فقرات هامة مراجعات 2024 ❰ له مجموعة الإنجازات والمؤلفات أبرزها فن التخلي العالق يوم أحد الناشرين : دار التنوير للطباعة والنشر ❱
❞ بينما تستند على جدار الصمت ، تظن أنك بمأمن فلن يجابهك أحدهم بما أنت عليه ، إذ بتلك المجموعة القصصية تمتد بكلتا ذراعيها تنتشلك من مرقدك، تجتذبك معها لتشهد ما تتهرب منه..
تظن لوهلة كما لو أن روحك قد غدت حبراً منسكباً في حروف منزلقة على الصفحات البيضاء ..اتخذت اماكنها وبصوت خافت تهمس لك ها انت ذاك ..لست وحدك عالقاً ، فنحن جميعاً عالقون...
نطل من نافذة الأيام ..عالقون فيها وليس في يوم أحد فحسب ، نتابع الأمل يلوذ بالفرار، الفقد يقف كالغصة في حلقنا نترقب من يسعفنا بضربة على الظهر ، أعين نلتقيها نعرفها وتجهلنا، حب نتوهم خلوده ، مخاوف تتربص بنا، سجناء لأيام تمضي برتابة مستسلمة ، بات الوقت عالقاً هو الآخر يقف دون حراك مع أنه يمضي دون توقف..لا نتعرف على ذواتنا ..نتهرب منها وندعي أنها لسوانا ولم تكن يوماً لنا...نشيخ وتتهدل ملامحنا ولا نتوقف عن ملاحقة أحلامنا المفقودة ، تلك التي تلعب معنا لعبة الغميضة ما ان نلامسها نحاول القبض عليها تنسل من بين اصابعنا تتسلل الى الشقوق والسراديب ، تندس في ثنايا الزمن ، تتوارى وراء اى ستار مادام معتماً لن يعكس ظلها فيتكشف امرها ..أحلام لا تتردد في أن تلقي بنفسها فى الهاوية ولا تقع في ايدينا...
عالقون..نخاف ان نقفز من نافذة ايامنا فنرتطم بأخرى نعلق فيها . ❝
❞ “قفزة الثعلب كانت الحياة تعدو كل يومٍ نحوه مثل كرة قدم، فيتأخّر لثوانٍ فقط عن الإمساك بها، لتعبر ما بين ساقيه وتسير باستهتارٍ نحو الآخرين . لم يشكُ أبداً من رعشةٍ في يده أو عقله ولكنه الزمن ـ كما اعتاد أن يبرّر دوماً ـ الذي يتسارع بشكلٍ مفاجئ كلما حانت فرصته . كان يعيش على إيقاعٍ واحد ولنقل مثلاً أنه الفوكس تروت / قفزة الثعلب بخطوها الثنائي والرتيب بينما كانت أقداره تتمايل على إيقاع الرومبا الراقص . كان يتأخّر عن حضور مواعيده الهامة، وعن إبداء أسفه على ذلك أيضاً . كان يتأخّر على الشفتين السانحتين والخصر المُولع بالرقص فتسبقه إليهما قبلةٌ فطِنة وذراعٌ يقِظ . كان يتأخّر على الموت حتى اصطحب والديه، و على مجلس العزاء حتى تَخَاصم مع إخوته وأخواته . عاهد نفسه أخيراً أن يتعجّل ابتداءً من الغد، في الوقت الذي أخذت أقداره ـ التي خلت من الأحداث الهامة ـ تتراخى وتخطو كثعلبٍ عجوز .” . ❝