📘 ❞ موسوعة التاريخ الإسلامي العصر العثماني ❝ كتاب ــ د . مفيد الزيدي اصدار 2003

عصر الدولة العثمانية - 📖 ❞ كتاب موسوعة التاريخ الإسلامي العصر العثماني ❝ ــ د . مفيد الزيدي 📖

█ _ د مفيد الزيدي 2003 حصريا كتاب موسوعة التاريخ الإسلامي العصر العثماني عن دار أسامة للنشر والتوزيع 2024 العثماني: الاسلامي التي بين أيديكم هي رائعة مبسطة قام بتصنيفها ثلاثة من رواد الوطن العربي الدكتور عبد الحكيم الكعبي وهو باحث وأكاديمي عراقي ولد عام 1951م بمدينة البصرة بالعراق حاصل شهادة دكتوراه دولة جامعة تونس الأولى 1997 قد وضع الجزئين الأول والثاني هذه الموسوعة ( عصر النبوة وعصر الخلفاء الراشدين ) والأستاذ صلاح طهبوب وقد صنف الجزء الثالث بعنوان الاموي) والأستاذ خالد عزام الرابع العباسي )والدكتور أستاذ الحديث المعاصر بغداد الخامس والسادس المملوكي والعصر ) الدَّوْلَةُ العُثمَانِيَّة أو الدَّوْلَةُ العَلِيَّةُ (بالتركية العثمانية: دَوْلَتِ عَلِيّهٔ عُثمَانِيّه؛ بالتركية الحديثة: Yüce Osmanlı Devleti) الخِلَافَةُ إسلامية أسسها عثمان بن أرطغرل واستمرت قائمة لما يقرب 600 سنة وبالتحديد 27 يوليو 1299م حتى 29 أكتوبر 1923م نشأت الدولة العُثمانيَّة بدايةً كإمارة حُدود تُركمانيَّة تعمل خدمة سلطنة سلاجقة الروم وترد الغارات البيزنطيَّة ديار الإسلام وبعد سُقُوط السلطنة سالفة الذِكر استقلَّت الإمارات التُركمانيَّة التابعة لها بما فيها الإمارة قُدِّر أن تبتلع سائر بِمُرور الوقت عبر العُثمانيُّون إلى أوروبا الشرقيَّة لأوَّل مرَّة بعد 1354م وخلال السنوات اللاحقة تمكَّن فتح أغلب البلاد البلقانيَّة فتحوَّلت إمارتهم الصغيرة كبيرة وكانت أوَّل دولةٍ إسلاميَّة تتخذ موطئ قدم البلقان كما لِلعُثمانيين يفتتحوا القسطنطينية 1453م ويُسقطوا الإمبراطوريَّة عاشت أحد عشر قرنًا ونيفًا وذلك تحت قيادة السُلطان محمد الفاتح بلغت العثمانية ذروة مجدها وقوتها خلال القرنين السادس والسابع عشر؛ فامتدت أراضيها لتشمل أنحاء واسعة قارات العالم القديم الثلاث: وآسيا وأفريقيا؛ حيث خضع كامل آسيا الصغرى وأجزاء جنوب شرق وغربي وشمالي أفريقيا وصل عدد الولايات ولاية وكان للدولة سيادة اسمية الدول والإمارات المجاورة أضحى بعضها يُشكل جزءًا فعليًّا مع مرور الزمن بينما حصل الآخر نوع الاستقلال الذاتي وعندما ضمَّ الشَّام ومصر والحجاز 1517م وأسقطوا المملوكية شاخت وتراجعت قوتها تنازل آخر العباسيين المُقيم القاهرة مُحمَّد المتوكل الله الخلافة لِلسُلطان سليم ومُنذ ذلك الحين أصبح سلاطين آل عُثمان خُلفاء المُسلمين كان بضع دول بعيدة إما بحكم كونها دولًا تتبع شرعًا سلطان كونه يحمل لقب "أمير المؤمنين" و"خليفة المسلمين"؛ حالة آتشيه السومطرية أعلنت ولاءها للسلطان 1565م طريق استحواذها عليها لفترة مؤقتة؛ جزيرة "أنزاروت" المحيط الأطلسي والتي فتحها العثمانيون 1585م أضحت عهد السلطان سليمان "القانوني" (حكم منذ 1520م 1566م) قوّة عظمى الناحيتين السياسية والعسكرية وأصبحت عاصمتها تلعب دور همزة الوصل العالمين: الأوروبي المسيحي والشرقي سيطرة مُطلقة البحار: المُتوسط والأحمر والأسود والعربي بالإضافة للمحيط الهندي التوجه الأكاديمي السابق ينص أنه انتهاء سالف الذكر الذي يُعد الذهبي أصيبت بالضعف والتفسخ وأخذت تفقد ممتلكاتها شيئًا فشيئًا الرغم أنها عرفت فترات الانتعاش والإصلاح إلا لم تكن كافية لإعادتها وضعها غير المُعاصر يُخالف هذا الرأي؛ إذ حافظت اقتصادها القوي والمرن وأبقت مُجتمعها مُتماسكًا طيلة القرن السابع وشطرًا الثامن لكن 1740م أخذت تتراجع وتتخلَّف ركب الحضارة وعاشت فترةً طويلةً الخمود والركود الثقافي والحضاري فيما أخذ خصومها يتفوقون عسكريًّا وعلميًّا وفي مُقدمتهم مملكة هابسبورغ النمساويَّة والإمبراطورية الروسية عانت خسائر عسكرية قاتلة يد الأوروبيين والروس أواخر وأوائل التاسع وتغلغلت القوى الأوروبية وتدخلت شؤون وفرض الحماية الأقليات الدينية مما أدى ازدياد أوضاع سوءًا وقد حثَّت الحالة السلاطين العُثمانيين كي يتصرفوا ويُحاولوا انتشال آلت إليه فكان أُطلقت التنظيمات طالت الجيش والإدارة والتعليم وجوانب الحياة فأُلبست حُلَّةً مُعاصرة وتماسكت أكثر قُوَّةً وتنظيمًا ذي قبل رَغم أنَّها تسترجع خسرتها لصالح الغرب وروسيا بل خسرت مزيدًا منها وخصوصًا تحول نظام الحكم الملكيّ المطلق الملكي الدستوري بدايات الحميد الثاني افتتح المجلس العمومي وتمثلت فيه كل نوابٍ مُنتخبين ووضع هؤلاء دستورًا لكن ما لبث السُّلطان عطل العمل بالدستور لأسبابٍ مُختلفة فعادت النظام المُطلق 33 عُرفت باسم "العهد الحميدي" تميز بكونه سُلطاني فعلي؛ نظرًا لأن سلطانٍ فعليٍّ كون تلوه كانوا مُجردين القوة العهد الحميدي بتوسع نطاق التعليم وازدياد المؤسسات التعليمية الانفتاح برزت المطامع الصهيونية بأرض فلسطين وظهرت الأزمة الأرمينية أُعيد العُثماني 1908م وسيطر حزب الاتحاد والترقي مقاعد البرلمان للنظام وبقيت كذلك انهارت سنوات شاركت بالحرب العالمية جانب الإمبراطورية الألمانية محاولة لكسر عزلتها المفروضة مُنذ وعلى الرَّغم تمكنها الصُمُود عدَّة جبهات الثورات الداخليَّة أشعلتها الحركات القوميَّة الداخل ردًّا عنصريَّة جهة وبسبب التحريض الأجنبي جهةٍ أُخرى نهاية المطاف تتمكن الصُمود بوجه العظمى فاستسلمت لِلحُلفاء 1918م انتهت بصفتها بتاريخ 1 نوفمبر 1922م وأزيلت بوصفها القانون 24 توقيعها معاهدة لوزان وزالت نهائيًّا نفس السنة عند قيام الجمهورية التركية تعتبر حاليًا الوريث الشرعي أدَّى سقوط ولادة مُعظم دُول الشرق الأوسط المُعاصرة اقتسمت المملكة المتحدة وفرنسا التركة العراق والشام انتزعت سابقًا مصر وبلاد المغرب عُرفت بأسماء مختلفة اللغة العربية لعلّ أبرزها هو "الدولة العليّة" اختصار لاسمها الرسمي العليّة العثمانية" يُطلق محليًّا العديد بلاد الشام العثمليّة" اشتقاقًا كلمة "عثملى Osmanlı" تعني "عثماني" ومن الأسماء الأخرى أضيفت للأسماء نقلًا تلك الأوروبية: "الإمبراطورية العثمانية"(بالتركية: İmparatorluğu) البعض تسمية "السلطنة و"دولة عثمان" تركت إرثًا حضاريًّا غنيًّا البلقان؛ دخلت عدة كلمات ومصطلحات تركية وغيرها اللغات كانت شائعة وامتزجت المعاجم اللغوية المحلية بمرور تشكل جُزءًا مهمًّا ونزلت الكثير العائلات والأُسر التُركيَّة والأوروبية الشرقية وتمازجت أهلها وذابت وسطهم وكان انتشار إحدى النتائج الحتمية للفتوحات ترك آثار معمارية شهيرة المشرق والبلقان فضلا تركيا نفسها مأكولات ومشروبات عثمانية المطابخ البلقانية والعربية بالمُقابل تأثرت الثقافة بِالثقافتين والفارسية بشكلٍ كبيرٍ الفترة لدرجة 88% مصطلحات ذات أصولٍ عربية وفارسية الذِّكر ضحية العُثمانية؛ زالت تدريجيًّا إن قامت أُزيلت المُصطلحات الفارسية وطُعمت بِمُصطلحات خالصة فتحولت المعاصرة تركت سياسة الاتحاديين الاستعمار الغربي تلا العلاقة العربيَّة جدال؛ فقد زعم والعديد المؤرخين العرب والبلقانيين الذين داروا فلكهم أنَّ مُستعمرين للبلاد والبلقانية أنكر آخرون الكلام اعتبار يُشكلون امتدادًا لِلدول الإسلاميَّة السابقة وأنهم ساروا نهجهم وأنَّ وصولهم شرقي قضى استغلالية الملوك لشعوبهم وأقام مقامها الحرية الفردية وقضى التدخل الكاثوليكي الأرثوذكس مجاناً PDF اونلاين الغازي منطقة الأناضول وقامت بضم قيادتها وبدأت لتبدأ مرحلة التوسع والقوة ويدخل اليونان ويصل حدود إيطاليا يجهز لفتحها لكنه مات 3 مايو 1481م الموافق 4 ربيع 886هـ

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
موسوعة التاريخ الإسلامي العصر العثماني
كتاب

موسوعة التاريخ الإسلامي العصر العثماني

ــ د . مفيد الزيدي

صدر 2003م عن دار أسامة للنشر والتوزيع
موسوعة التاريخ الإسلامي العصر العثماني
كتاب

موسوعة التاريخ الإسلامي العصر العثماني

ــ د . مفيد الزيدي

صدر 2003م عن دار أسامة للنشر والتوزيع
عن كتاب موسوعة التاريخ الإسلامي العصر العثماني:
موسوعة التاريخ الاسلامي التي بين أيديكم، هي موسوعة رائعة مبسطة قام بتصنيفها ثلاثة من رواد التاريخ الاسلامي في الوطن العربي الدكتور عبد الحكيم الكعبي وهو باحث وأكاديمي عراقي ولد عام 1951م بمدينة البصرة بالعراق، حاصل على شهادة دكتوراه دولة من جامعة تونس الأولى عام 1997 وهو قد وضع الجزئين الأول والثاني من هذه الموسوعة ( عصر النبوة - وعصر الخلفاء الراشدين )

والأستاذ صلاح طهبوب وقد صنف الجزء الثالث من الموسوعة بعنوان ( العصر الاموي)

والأستاذ خالد عزام وقد صنف الجزء الرابع من الموسوعة بعنوان ( العصر العباسي )والدكتور مفيد الزيدي أستاذ التاريخ الحديث و المعاصر في جامعة بغداد وقد صنف الجزئين الخامس والسادس من الموسوعة بعنوان ( العصر المملوكي - والعصر العثماني ) .

الدَّوْلَةُ العُثمَانِيَّة، أو الدَّوْلَةُ العَلِيَّةُ العُثمَانِيَّة (بالتركية العثمانية: دَوْلَتِ عَلِيّهٔ عُثمَانِيّه؛ بالتركية الحديثة: Yüce Osmanlı Devleti)، أو الخِلَافَةُ العُثمَانِيَّة، هي دولة إسلامية أسسها عثمان الأول بن أرطغرل، واستمرت قائمة لما يقرب من 600 سنة، وبالتحديد من 27 يوليو 1299م حتى 29 أكتوبر 1923م. نشأت الدولة العُثمانيَّة بدايةً كإمارة حُدود تُركمانيَّة تعمل في خدمة سلطنة سلاجقة الروم، وترد الغارات البيزنطيَّة عن ديار الإسلام، وبعد سُقُوط السلطنة سالفة الذِكر استقلَّت الإمارات التُركمانيَّة التابعة لها، بما فيها الإمارة العُثمانيَّة، التي قُدِّر لها أن تبتلع سائر الإمارات بِمُرور الوقت. عبر العُثمانيُّون إلى أوروبا الشرقيَّة لأوَّل مرَّة بعد سنة 1354م،

وخلال السنوات اللاحقة تمكَّن العُثمانيُّون من فتح أغلب البلاد البلقانيَّة، فتحوَّلت إمارتهم الصغيرة إلى دولة كبيرة، وكانت أوَّل دولةٍ إسلاميَّة تتخذ لها موطئ قدم في البلقان، كما قُدِّر لِلعُثمانيين أن يفتتحوا القسطنطينية سنة 1453م، ويُسقطوا الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة بعد أن عاشت أحد عشر قرنًا ونيفًا، وذلك تحت قيادة السُلطان محمد الفاتح.

بلغت الدولة العثمانية ذروة مجدها وقوتها خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر؛ فامتدت أراضيها لتشمل أنحاء واسعة من قارات العالم القديم الثلاث: أوروبا وآسيا وأفريقيا؛ حيث خضع لها كامل آسيا الصغرى، وأجزاء كبيرة من جنوب شرق أوروبا، وغربي آسيا، وشمالي أفريقيا. وصل عدد الولايات العثمانية إلى 29 ولاية، وكان للدولة سيادة اسمية على عدد من الدول والإمارات المجاورة في أوروبا، التي أضحى بعضها يُشكل جزءًا فعليًّا من الدولة مع مرور الزمن، بينما حصل بعضها الآخر على نوع من الاستقلال الذاتي.

وعندما ضمَّ العُثمانيُّون الشَّام ومصر والحجاز سنة 1517م، وأسقطوا الدولة المملوكية بعد أن شاخت وتراجعت قوتها، تنازل آخر الخلفاء العباسيين المُقيم في القاهرة مُحمَّد المتوكل على الله عن الخلافة لِلسُلطان سليم الأول، ومُنذ ذلك الحين أصبح سلاطين آل عُثمان خُلفاء المُسلمين. كما كان للدولة العثمانية سيادة على بضع دول بعيدة، إما بحكم كونها دولًا إسلامية تتبع شرعًا سلطان آل عثمان كونه يحمل لقب "أمير المؤمنين" و"خليفة المسلمين"؛ كما في حالة سلطنة آتشيه السومطرية، التي أعلنت ولاءها للسلطان في سنة 1565م، أو عن طريق استحواذها عليها لفترة مؤقتة؛ كما في حالة جزيرة "أنزاروت" في المحيط الأطلسي، والتي فتحها العثمانيون سنة 1585م.

أضحت الدولة العثمانية في عهد السلطان سليمان الأول "القانوني" (حكم منذ عام 1520م حتى عام 1566م)، قوّة عظمى من الناحيتين السياسية والعسكرية، وأصبحت عاصمتها القسطنطينية تلعب دور همزة الوصل بين العالمين: الأوروبي المسيحي والشرقي الإسلامي، كما كان لها سيطرة مُطلقة على البحار: المُتوسط والأحمر والأسود والعربي، بالإضافة للمحيط الهندي. كان التوجه الأكاديمي السابق ينص على أنه بعد انتهاء عهد السلطان سالف الذكر، الذي يُعد عصر الدولة العثمانية الذهبي، أصيبت الدولة بالضعف والتفسخ، وأخذت تفقد ممتلكاتها شيئًا فشيئًا، على الرغم من أنها عرفت فترات من الانتعاش والإصلاح، إلا أنها لم تكن كافية لإعادتها إلى وضعها السابق، غير أن التوجه المُعاصر يُخالف هذا الرأي؛ إذ حافظت الدولة على اقتصادها القوي والمرن، وأبقت على مُجتمعها مُتماسكًا طيلة القرن السابع عشر، وشطرًا من القرن الثامن عشر.

لكن، بدايةً من سنة 1740م، أخذت الدولة العُثمانيَّة تتراجع وتتخلَّف عن ركب الحضارة، وعاشت فترةً طويلةً من الخمود والركود الثقافي والحضاري، فيما أخذ خصومها يتفوقون عليها عسكريًّا وعلميًّا، وفي مُقدمتهم مملكة هابسبورغ النمساويَّة والإمبراطورية الروسية. عانت الدولة العثمانية من خسائر عسكرية قاتلة على يد خصومها الأوروبيين والروس خلال أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، وتغلغلت القوى الأوروبية في البلاد العثمانية، وتدخلت في شؤون الدولة، وفرض بعضها الحماية على الأقليات الدينية، مما أدى إلى ازدياد أوضاع الدولة سوءًا.

وقد حثَّت هذه الحالة السلاطين العُثمانيين كي يتصرفوا ويُحاولوا انتشال السلطنة مما آلت إليه، فكان أن أُطلقت التنظيمات التي طالت الجيش والإدارة والتعليم وجوانب الحياة، فأُلبست الدولة حُلَّةً مُعاصرة، وتماسكت وأصبحت أكثر قُوَّةً وتنظيمًا من ذي قبل، رَغم أنَّها لم تسترجع البلاد التي خسرتها لصالح الغرب وروسيا، بل خسرت مزيدًا منها، وخصوصًا في البلقان.

تحول نظام الحكم في الدولة العثمانية من الملكيّ المطلق إلى الملكي الدستوري في بدايات عهد السلطان عبد الحميد الثاني، بعد أن افتتح المجلس العمومي، وتمثلت فيه كل الولايات عن طريق نوابٍ مُنتخبين، ووضع هؤلاء دستورًا للدولة. لكن ما لبث السُّلطان أن عطل العمل بالدستور لأسبابٍ مُختلفة، فعادت البلاد إلى النظام الملكي المُطلق طيلة 33 سنة، عُرفت باسم "العهد الحميدي"، الذي تميز بكونه آخر عهد سُلطاني فعلي؛ نظرًا لأن عبد الحميد الثاني كان آخر سلطانٍ فعليٍّ للدولة، كون من تلوه كانوا مُجردين من القوة السياسية. وقد تميز العهد الحميدي بتوسع نطاق التعليم، وازدياد المؤسسات التعليمية في الدولة، وازدياد الانفتاح على الغرب، كما برزت فيه المطامع الصهيونية بأرض فلسطين، وظهرت الأزمة الأرمينية. أُعيد العمل بالدستور العُثماني سنة 1908م، وسيطر حزب الاتحاد والترقي على أغلب مقاعد البرلمان، فعادت السلطنة للنظام الملكي الدستوري، وبقيت كذلك حتى انهارت بعد عشر سنوات. شاركت الدولة العثمانية بالحرب العالمية الأولى إلى جانب الإمبراطورية الألمانية، في محاولة لكسر عزلتها السياسية المفروضة عليها من قبل الدول الأوروبية مُنذ العهد الحميدي، وعلى الرَّغم من تمكنها من الصُمُود على عدَّة جبهات عانت من الثورات الداخليَّة التي أشعلتها الحركات القوميَّة في الداخل العُثماني، ردًّا على عنصريَّة حزب الاتحاد والترقي من جهة، وبسبب التحريض الأجنبي من جهةٍ أُخرى، وفي نهاية المطاف لم تتمكن السلطنة من الصُمود بوجه القوى العظمى، فاستسلمت لِلحُلفاء سنة 1918م. انتهت الدولة العثمانية بصفتها السياسية بتاريخ 1 نوفمبر سنة 1922م، وأزيلت بوصفها دولة قائمة بحكم القانون في 24 يوليو سنة 1923م، بعد توقيعها على معاهدة لوزان، وزالت نهائيًّا في 29 أكتوبر من نفس السنة عند قيام الجمهورية التركية، التي تعتبر حاليًا الوريث الشرعي للدولة العثمانية. كما أدَّى سقوط الدولة العُثمانيَّة إلى ولادة مُعظم دُول الشرق الأوسط المُعاصرة، بعد أن اقتسمت المملكة المتحدة وفرنسا التركة العُثمانيَّة في العراق والشام، بعد أن انتزعت منها سابقًا مصر وبلاد المغرب.

عُرفت الدولة العثمانية بأسماء مختلفة في اللغة العربية، لعلّ أبرزها هو "الدولة العليّة"، وهو اختصار لاسمها الرسمي "الدولة العليّة العثمانية"، كذلك كان يُطلق عليها محليًّا في العديد من الدول العربية، وخصوصًا بلاد الشام ومصر، "الدولة العثمليّة"، اشتقاقًا من كلمة "عثملى - Osmanlı" التركية، التي تعني "عثماني". ومن الأسماء الأخرى التي أضيفت للأسماء العربية نقلًا من تلك الأوروبية: "الإمبراطورية العثمانية"(بالتركية: Osmanlı İmparatorluğu)، كذلك يُطلق البعض عليها تسمية "السلطنة العثمانية"، و"دولة آل عثمان". تركت الدولة العثمانية إرثًا حضاريًّا غنيًّا في البلاد العربية وفي البلقان؛ إذ دخلت عدة كلمات ومصطلحات تركية إلى اللغة العربية وغيرها من اللغات التي كانت شائعة في الدولة العثمانية، وامتزجت مع المعاجم اللغوية المحلية، وأصبحت بمرور الزمن تشكل جُزءًا مهمًّا منها، ونزلت الكثير من العائلات والأُسر التُركيَّة في البلاد العربية والأوروبية الشرقية، وتمازجت مع أهلها وذابت في وسطهم بمرور الزمن،

وكان انتشار الإسلام في أوروبا الشرقية إحدى النتائج الحتمية للفتوحات العثمانية في تلك البلاد. كما ترك العثمانيون عدة آثار معمارية شهيرة في المشرق العربي والبلقان، فضلا عن تركيا نفسها، كما دخلت عدَّة مأكولات ومشروبات تركية عثمانية إلى المطابخ البلقانية والعربية. بالمُقابل، تأثرت الثقافة التركية بِالثقافتين العربية والفارسية بشكلٍ كبيرٍ خلال هذه الفترة، لدرجة أن 88% من مصطلحات اللغة التركية العثمانية كانت ذات أصولٍ عربية وفارسية، وكانت هذه اللغة سالفة الذِّكر ضحية سقوط الدولة العُثمانية؛ إذ زالت تدريجيًّا بعد ذلك ما إن قامت الجمهورية التركية، بعد أن أُزيلت منها المُصطلحات الفارسية والعربية، وطُعمت بِمُصطلحات تركية خالصة، فتحولت إلى اللغة التركية المعاصرة.

تركت سياسة الاتحاديين، بالإضافة إلى الاستعمار الغربي الذي تلا سُقُوط الدولة العُثمانيَّة، العلاقة العُثمانيَّة العربيَّة في حالة جدال؛ فقد زعم الغرب والعديد من المؤرخين العرب والبلقانيين الذين داروا في فلكهم، أنَّ العُثمانيين كانوا مُستعمرين للبلاد العربية والبلقانية، فيما أنكر آخرون هذا الكلام، على اعتبار أنَّ العُثمانيين يُشكلون امتدادًا لِلدول الإسلاميَّة السابقة، وأنهم ساروا على نهجهم، وأنَّ وصولهم إلى شرقي أوروبا قضى على استغلالية الملوك لشعوبهم، وأقام مقامها الحرية الفردية، وقضى على التدخل الكاثوليكي في شؤون الأرثوذكس.
الترتيب:

#5K

0 مشاهدة هذا اليوم

#29K

23 مشاهدة هذا الشهر

#16K

13K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 322.
المتجر أماكن الشراء
د . مفيد الزيدي ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
دار أسامة للنشر والتوزيع 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية