█ _ د أحمد إدريس الطعان 0 حصريا كتاب مآل الإسلام القراءات العلمانية عن جامعة دمشق 2024 العلمانية: تتناول المشاريع المختلفة بحسب خلفياتها الفكرية والأيديولوجية تناولاً مختلفاً ولكنها تتفق جميعاً أمرين : الأول : أنهم يتكلمون وكأنهم مختصون بتفسير ومتبحرون دراسة نصوصه دون اعتبار لكونه ديناً له رؤيته ومصادره التي تحتاج إلى تخصص ودراية وهي غير متوفرة لدى أصحاب هذه والأمر الثاني أن جميعها طمس الحقيقي الذي يدين به المسلمون جميعا واعتباره طواه التاريخ وعفى عليه الزمن وأصبح مجرد ذكرى ومن ثم تسعى لابتكار إسلام جديد لا يمت بأي صلة حتى الاسم يراد يستمر لكي يفهم الآخرون أننا دوغمائيون ومتخلفون وقد تتبعت المقولات المتصلة بالإسلام وحاولت أعرض نصوصها بشكل موجزٍ أحلت القارئ يرغب بالتوسع أو التوثق مصادر النصوص ليراجعها سياقاتها وإطاراتها الكاملة كما أنني لم أُعن هذا البحث بمناقشة الأطروحات لأسباب ثلاثة : الأول أنها دعاوى مجردة الاستدلال فهي مزاعم كبيرة جداً بدون أي محاولة للبرهنة والدعاوى إذا يقيموا ** عليها بينات أصحابها أدعياء والثاني مسلم بل عاقل لديه إلمام وتاريخه يجد ما يطرحه هؤلاء العلمانيون وإنما هو تخرصات من وحي الفلسفة الغربية وحداثتها تريد تتقمص شخصية الثالث الهدف وضع أمام التصور العلماني للإسلام والمآل ينتهي إليه وفضح وكشف الأقنعة تتستر بها وتعريتها الباحثين الحقيقة ذلك الخطاب يدرس وهو يستظهر الإيمان كمقدس موحى ولكن التنقيب والاستقصاء يكشف المستبطن المولِّد يناقض معلن عنه نظرياً وهكذا لنا بالدرجة الأولى التناقض بين الظاهر والباطن بنية المنظومة يتنكر جوبه ويعتبره اتهاماً وبحثاً النوايا وتفتيشاً الضمائر باختصار يريد يقول للناس: انظروا ماذا وكيف يتعاملون معه علماً يزعمون الانتماء ؟! وقد اعتمدت المصادر الأساسية والمباشرة للخطاب – إلا حالات نادرة وحرصت أترك هي تتكلم وأن يكون منهجي المنهج الوصفي الكشفي التركيبي أُتَّهم بالتجني والتحامل وها هنا ملاحظة مهمة أود ألفت النظر إليها لعلها تجنبني الكثير النقد وسوء الفهم الدراسة أتعامل مع كأشخاص وأفراد متمايزين مختلفين تعاملت كمنظومة فلسفية تنتهي جذور واحدة وتستند أسس متقاربة ولذلك تجنبت ذكر الأسماء غالباً متن وأحلت الهوامش أيضاً كنت أنتقل نص لقائله دام يتكامل غيره داخل السياج الأيديولوجي لقد أراد إذن الوحدة المتخفية وراء التنوع والاختلاف يصل الجذور الكامنة الأغصان والفروع فالتيارات والمدارس الليبرالية والماركسية والحداثية والعدمية الرغم اختلافها حد كبير كلما حاولنا الحفر الأعماق للوصول المادية والدنيوية تغذيها ويكون الاتفاق أكثر وضوحاً حين يتعلق الأمر بالدراسات الإسلامية عموماً وذلك بسبب التضاد المطلق هدف الرسالة وهدف التعامل أسئلة الإنسان الكبرى وقضاياه المصيرية جاء مطالب ومطلب ختامي : المطلب تكريس تاريخية القرآني المطلب ترويج الجديد الثالث المرجعية النقدية للمسخة الختامي النتائج فرق ومذاهب وأفكار وردود مجاناً PDF اونلاين المذاهب الفرق العقائدية فروع مختلفة مدارس فكرية وكلامية فيما بالعقيدة فعن النبي صلى الله وسلم: «افترقت اليهود إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى اثنتين وستفترق الأمة ثلاث فرقة» ومن المهم نُدرك وندرُس التيارات والمذاهب قامت بصناعة تاريخنا الحضاري وشكلّت قسَماته فهو تراثٌ حضاري غني وعريق وسيُمكننا بكل تأكيد فهم الاسلامية الحديثة وإدراك مدارسها وصراعاتها وجذورها الممتدة ويبدو لي الحديث وكأنه أحيانا حديثٌ واقعنا الفكري المعاصر وتشعُباته وتعقيداته ولعله أحد السُبل لاستشراف المستقبل وصراعاته ومآلاته لتصحيح مسارنا وترشيد مسيرتنا المُلفت للنظر بعض كان قيداً فكرِ وتطور ونهضتها تلك تترك غريبا الاعتقاد والتشدد ودَعَت اليه بينما بعضها الآخر مُعبّرا آمال الأمّة القوة والتقدم والنهضة وهذا الركن خاص بكتب مجانيه للتحميل
❞ الخطاب العلماني يدرك جيداً أن الأمة الإسلامية والعربية تنتمي إلى حضارة المقدس والإيمان بالمطلق، وأن أي محاولة للتجديد أو للنهوض محكوم عليها بالفشل إذا لم تنطلق من خلال هذين المحورين : الإيمان، والمقدس، إلا أن الصراع كان قد احتدم طوال القرنين الماضيين في بلادنا بين العلمانية الغازية التي تنتمي إلى حضارة المدنس والنسبية والمادية وبين حضارتنا وثقافتنا المتشبثة بمقدساتها ومرتكزاتها، ولأن الخطاب العلماني العربي قد تشبع بالحضارة المادية الغازية وشربها حتى الثمالة وهو في ذات الوقت يرغب أن يمسك بزمام المبادرة النهضوية أسوة بالنهضويين الغربيين ولكن هنا واجهته حضارة قدسية متقاطعة جداً مع المادية النسبية والعدمية، ولذلك فقد وقع في مأزق التصادم بين الانتماء الفكري والثقافي من جهة والانتماء الوطني والقومي من جهة أخرى، ولكي يتخلص الخطاب العلماني من هذا المأزق لجأ إلى محاولة التوفيق بين الثقافة التي استلبته، وبين الحضارة التي أنجبته، وكانت مقدسات هذه الحضارة وعلى رأسها الإسلام هي محور دراساته في العقود المنصرمة، إلا أن الخطاب العلماني العربي بسبب ضعفه في المواد التأسيسية الأصولية والتراثية اللازمة لقراءة الإسلام، وانبتات الصلة بينه وبين مكونات حضارته، وفي ذات الوقت ثراؤه بمكتسبات العلوم الحداثية والتفكيكية والألسنية فقد جاءت قراءاته للإسلام أقرب إلى التلفيق والتزوير منها إلى التوفيق والتنوير، والسبب هو أن الخلفية المادية الكامنة وراء القراءات العلمانية المختلفة للإسلام كانت غير متوائمة مع المادة المقروءة، في حين ظلت الأصول القريبة والملائمة للمادة المقروءة متهمة في بنية الخطاب العلماني بتكريس التخلف واللاوعي، ويُنظر إليها بتوجس وحذر وربما بازدراء . ❝
❞ إذا كان العلمانيون حريصين فعلاً على نهضة الأمة وتقدمها ورقيها كما يعلنون وليس على مصالحهم الشخصية من شهرة ومجد ونجومية، فهل يعتقدون حقاً أن أطروحاتهم العجيبة والغريبة بشأن الإسلام والقرآن - كما رأينا - ستحقق هذه النهضة وهذا التقدم والرقي . ❝
❞ إن الموقف العلماني من الإسلام عموماً ليس مستغرباً إلا لكونه يصدر من أناسٍ يقولون إنهم مسلمون، ولكن إسلامهم ليس استثناءً بين الأديان ، فهو ليس إلا مجموعة أساطير مخلوطة من أساطير الشعوب القديمة البابلية، والسومرية، والآشورية، والفرعونية ، وما هو إلا امتداد للأساطير والوثنيات السابقة كعبادة الإله بعل إله القمر، لذلك جاءت العبادة العروبية عبادة قمرية، وتحتفظ إلى اليوم بقدسية القمر، فالشهور قمرية، والتاريخ قمري، والصيام قمري، والزمن العربي كله قمري . ❝
❞ احتفظ الإسلام ببعض الشعائر والطقوس من الجاهلية وأديان الشرق الأوسط القديم جداً مثل الحج، والاعتقاد بالجن، وتقديس الحجر الأسود، والختان وعذاب القبر وبعض التصورات الأسطورية الأخرى، واستخدمها من أجل إعادة توظيف نتف متبعثرة من خطاب اجتماعي قديم، بغية بناء قصر إيديولوجي جديد . ❝
❞ إن أحلام العلمانيين العرب بأن يكونوا ممثلين لدور فلاسفة التنوير الأوربي في الفضاء الإسلامي من الصعب جداً أن تتحقق لأن الإسلام يملك الحصانة الكافية ضد هذا المشروع، ويحمل المناعة الذاتية التي تجعله يستعصي بشدة على العلمنة . ❝
❞ هل وقف الإسلام في تاريخه عائقاً أمام ازدهار الأمة، وازدهار حضارتها وثقافتها ومجتمعاتها ؟ حتى يحتاج الإسلام إلى مسخ أو طمس أو تشويه ؟ أم أن الإنسان هو الذي يحتاج إلى إصلاح وتمثل حقيقي لدين الله ، وتفاعل حقيقي مع كلمات الله ؟ ألا يشعر العلمانيون أنهم يتلاعبون بالعقول ويعبثون بالفكر، وأن هذا التلاعب والعبث إذا انطلى على فئة من الناس أو جيل من الأجيال، فإن الزيف لا بد أن يظهر، والخداع لا بد أن ينكشف ؟ . ❝
❞ الانفتاح العلماني في فهم الإسلام وتحريفه يتقبل حتى فكرة الاجتثاث المطلق للمنظومة السلفية، والوسيلة المجدية لذلك هي هدم الأصل بالأصل ذاته، واختراق المحرمات وانتهاك الممنوعات، وخلخلة المعتقدات، وطرد الماضي من ثقافتنا وكنسه من أدمغتنا لنبدأ الشروع في البناء من جديد . ❝
❞ إن الدين لا يمكن فصله عن أساسه العقدي وتحويله إلى أيديولوجية ثورية فهذه مخاتلة للعقل الإنساني لأن الإيمان هو القاعدة المتينة للتثوير ، والعقيدة هي الجذوة الحية للتحرير ، و " تثوير القرآن " لا يمكن أن يجدي مع حالة الانفصام بين العمق الإيماني الغيبي والممارسة الدينية الواقعية . ❝
❞ لقد قرأ الأوربيون كتابهم المقدس وواقعهم المُجهَض قراءة صحيحة واستطاعوا عبر مئات السنين أن يخلصوا إلى نتائج تتلاءم مع العالم المشهود المُعطَى للإنسان ، ودفعوا بعقولهم إلى أقصى ما يمكن لاكتناه حقيقة واستثمار منفعة هذا العالم . وأظن أن ما قاله كل من ديدرو وفولتير يلخص الحقيقة تلخيصاً كافياً . ❝
❞ الإسلام في المنظومة العلمانية لا يفلت من قواعد التحليل التاريخي والأنتربولوجي والفلسفي، ولذلك يمكن إحالة كثير من شعائره وطقوسه إلى كونها امتداداً للأساطير القديمة . ❝
❞ إن تضييع الوقت في تأويل الإسلام وتحريفه لن يجدي شيئاً، وسوف يزيد من مآسي الأمة وتأخر نهضتها، وخيرٌ منه أن نتوجه إلى العمل الصالح والبناء المثمر، لأن أمتنا ليست بحاجة إلى هدم، فليس لدينا ما يهدم، إن لدينا قواعد متينة، وأعمدة راسخة، وحصون منيعة ، وتحتاج إلى بناء وبناءين، وأدوات وعاملين، أكثر من حاجتها إلى خطط ومشاريع ومهندسين . ❝
❞ فليست حضارتنا هي حضارة القرون الوسطى، وليس في ديننا كهنوت كالكهنوت الكنسي ، وليس قرآننا كالعهدين القديم والجديد في التأثر بالصدمات النقدية ، وليس في تاريخنا محاكم كمحاكم التفتيش، ولا إبادات عنصرية لشعوب وأمم بأكملها ، ولا نهب وامتصاص لخيرات القارات الضعيفة ورميها بين أنياب الجوع والفقر والمرض . ومهما حاول الخطاب العلماني أن يبحث عن روابط قروسطية في تاريخنا لتبرير مشروعاته فإن الحقائق تظل مشرقة لا يمكن حجبها أبداً . ❝