█ _ بدرية الراجحي 0 حصريا كتاب محاسبة النفس عن دار الوطن للطباعة والنشر والتوزيع السعودية 2024 النفس: الإسلام هو مفهوم يعني القيام بتصفية وتنقية البشرية من ذنوبها ومعاصيها حيث إنه لابد للشخص العاقل أن يقوم بتخصيص وقتاً يومياً به بالاختلاء بنفسه ليحاسبها عما قدمت ذلك اليوم أعمال أو ذنوب فمن المعروف إهمال الإنسان لمتابعة أعماله ولحساب نفسه سيؤدي إلى التمادي الذنوب والآثام ولعل قول الله عز وجل أبرز الدلائل ضرورة قيام بمحاسبة ومراقبتها وذلك قوله تعالى : بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ فلو استطاع يكون بصيراً محاسباً لها قبل يحاسب يوم القيامة لنجا واستطاع الفوز برضوان عليه ومن فوائد النفس: الاطِّلاع عيوب ومن لم يطلع عيب يمكنه إزالته دليل الخوف والاستعداد للقائه تبين للمؤمن حقيقة الربح والخسران محاسبة الدنيا تريح المؤمن فيه امتثال لأمر تبعد الغفلة والاستمرار المعاصي والذنوب تعين وتساعده استدراك ما نقص الفرائض والنوافل تثمر محبة ورضوانه أنه يعرف بذلك حق فإن عبادته لا تكاد تجدي وهي قليلة المنفعة جدًّا أن صلاح القلب وفساده بإهمالها والاسترسال معها طريق لاستقامة القلوب وتزكية النفوس؛ زكتها موقوفة محاسبتها فلا تزكو ولا تطهر تصلح ألبته إلا بمحاسبتها أنها دليل وعلى خوفه اللّٰه؛ فغير الخائف اللّٰه ليس عنده الدواعي يجعله يقف مع فيحاسبها ويعاتبها تقصيرها أنها الطريق التوبة؛ لأنه إذا حاسب أدرك تقصيره جنب فقاده هذا التوبة مشروعية المحاسبة قول تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا إِنَّ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ قال ابن القيِّم: «دلت الآية وجوب فيقول لينظر أحدكم قدَّم ليوم الأعمال أَمِنَ الصالحات التي تنجيه؟ أم السيئات توبقه؟» روى أحمد وغير حديث شداد بن أوس قال: رسول ﷺ: «الكيس دان وعمل لي بعد الموت والعاجز أتبع هواها وتمنى » ومعنى نفسه: أي حاسبها ذكر الإمام عمر الخطاب رضي عنه أنه «حاسبوا أنفسكم تحاسبوا وزنوا توزنوا؛ فإنه أهون عليكم الحساب غدا وتزينوا للعرض الأكبر يومئدن تعرضون تخفى منكم خافية» هناك أمور تمنع تقلل أهمها: المعاصي: سواء كان بفعل الكبائر بالإصرار صغائر هذه تسبب الران فإذا العبد ويتوب تراكم قلبه وبقدر تقل محاسبته لنفسه حتى يصبح ينكر منكراً ولايعرف معرفاً التوسع المباحات: لأن التوسع يرغبه ويقلل تفكيره الآخرة وإذا ينظر آخرته قل نظره إليها قلت عدم استشعار عظمة وما يجب له العبودية والخضوع والذل؛ استشعرنا وعرفنا حقه لأكثرنا محسبتنا لأنفسنا ولقارنا بين نعم علينا وبين معاصينا قدمناه لآخرتنا تزكية وحسن الظن بها: حسن بالنفس يمنع التعرف عيوبها تكتشف الداء كيف ستعالجه عدم تذكر الآخرة: والانشغال بالدنيا ولو وضعنا نصب أعيننا لما أهملنا أنفسنا كتب الخطب المنبرية والدروس الإسلامية مجاناً PDF اونلاين ظهور الدعوة حدثاً عظيمًا وتحولاً بارزًا وضخما تاريخ الإنسانية بعث رسوله محمدًا صلى وسلم حين فترة الرسل وبعد الناس جاهلية جهلاء وضلالة عمياء أسِنَت الحياة وفسدت بما ضلَّ طريق رب العالمين وصراطَه المستقيم ولقد جاء النبي برسالته وقد أُمِر بإعلانها وتبليغها فلم يسعْه أمره ربه: ﴿ فَاصْدَعْ تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الحجر: 94] ﴿ يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾ [المائدة: 67] فقام البشير النذير يدعو بدين فطرق مسامعَ صوتُ الداعي الجديد وأقبل ينظرون الأمر فكان منهم شرح صدره للإسلام نور ربه ومنهم أعرض واستكبر ونأى بجانبه وولى وأدبر واتبع هواه وحارب دعوة فصار للدعوة مناوئون كما ممالئون فأنصارها يدعون ويذودون عنها وأعداؤها يحاربونها ويصدون طريقها ومنذ الحين أهَلَّ الخَطابة زمان جديد إيذاناً بارتقائها وعلوِّ شأنها فقد اعتمدت الجديدة نشرها والدفاع مبادئها ضد خصومها وكذلك صنع المناوئون ثم إن بالإضافة اعتماده نشر قد جعلها ضمن الشعائر التعبدية ففرض خطبة كل جمعة تصح الصلاة بدونها هناك الخطبَ المشروعة الحج وفي الاستسقاء الخسوف والكسوف الزواج والجهاد وغيرها الشريعة تحث دائما بالمعروف والنهي المنكر وإسداء النصح للآخرين ارتقت ظل وبلغت الغاية الكمال مظهرًا وجوهرًا أداءً ومضمونًا وكان أكبر عوامل ارتقائها وسموها؛ استمدادها القرآن الكريم وسنة الرسول وتأثّر الخطباء ببلاغة وفصاحة والحديث النبوي الشريف