📘 ❞ قصة سلمان الفارسي رضي الله عنه مع الضيف الثقيل دروس وفوائد ❝ كتاب ــ د.إبراهيم بن فهد بن إبراهيم الودعان اصدار 2018

التراجم والأعلام - 📖 ❞ كتاب قصة سلمان الفارسي رضي الله عنه مع الضيف الثقيل دروس وفوائد ❝ ــ د.إبراهيم بن فهد بن إبراهيم الودعان 📖

█ _ د إبراهيم بن فهد الودعان 2018 حصريا كتاب قصة سلمان الفارسي رضي الله عنه مع الضيف الثقيل دروس وفوائد 2024 وفوائد: (توفى سنة 33 هـ) صحابي ومولى للنبي محمد وأحد رواة الحديث النبوي وهو أول الفرس إسلاماً؛ أصله من بلاد فارس ترك أهله وبلده سعيًا وراء معرفة الدين الحق؛ فانتقل بين البلدان ليصحب الرجال الصالحين القساوسة إلى أن وصف له أحدهم ظهور نبي العرب ووصف علامات ليتحقق منه اتفق قوم بني كلب لينقلوه فغدروا به وباعوه يهودي وادي القرى ثم اشتراه آخر يثرب قريظة ورحل بلده وعند هجرة النبي سمع فسارع العلامات فأيقن أنه الذي يبحث فأسلم وأعانه وأصحابه مُكاتبة مالكه حتى أُعتق بعد عتقه شهد غزوة الخندق أشار بحفر لحماية المدينة قريش وحلفائها معه باقي المشاهد وبعد وفاة الفتح الإسلامي لفارس وتولى إمارة المدائن خلافة عمر الخطاب توفي عثمان عفان سيرته بئر الفقير أو بئر بالمدينة المنورة طريق رحلة قبل وصوله يثرب روى عبد عباس عن نشأته وقت إسلامه حيث قال: «كنت رجلاً فارسيًا أهل أصبهان قرية منها يقال لها جي وكان أبي دهقانها وكنت أحب خلق إليه فلم يزل بي حبه إياي حبسني بيته كما تحبس الجارية فاجتهدت المجوسية كنت قاطن النار يوقدها لا يتركها تخبو ساعة وكانت لأبي ضيعة عظيمة فشغل بنيان يوما فقال لي: «يا إني قد شغلت بنياني هذا اليوم ضيعتي فاذهب فاطلعها» وأمرني ببعض ما يريد فخرجت قال: «لا تحتبس علي فإنك إن احتبست أهم إلي وشغلتني كل شيء أمري» أريد ضيعته فمررت بكنيسة كنائس النصارى فسمعت أصواتهم فيها وهم يصلون أدري أمر الناس بحبس فلما مررت بهم وسمعت دخلت إليهم أنظر يصنعون رأيتهم أعجبتني صلواتهم ورغبت أمرهم وقلت: «هذا والله خير نحن عليه» فوالله تركتهم غربت الشمس وتركت ولم آتها فقلت لهم: «أين أصل الدين؟» قالوا: «بالشام» رجعت وقد بعث طلبي وشغلته عمله كله جئته «أي أين كنت؟ ألم أكن عهدت إليك عهدت؟» قلت: أبت بناس كنيسة لهم فأعجبني رأيت دينهم زلت عندهم الشمس» ليس ذلك دينك ودين آبائك منه» «كلا إنه لخير ديننا» «فخافني فجعل رجلي قيدًا بيته» فبعثت فقلت: «إذا قدم عليكم ركب الشام تجار فأخبروني بهم» فقدم عليهم قضوا حوائجهم وأرادوا الرجعة فأخبروني» ففعلوا فألقيت الحديد خرجت معهم قدمت قدمتها «من أفضل «الأسقف الكنيسة» فجئته «إني رغبت وأحببت أكون معك أخدمك كنيستك وأتعلم منك وأصلي معك» «فادخل» فدخلت فكان رجل سوء يأمرهم بالصدقة ويرغبهم فإذا جمعوا شيئًا اكتنزه لنفسه يعطه المساكين جمع سبع قلال ذهب وورق فأبغضته بغضًا شديدًا لما رأيته يصنع مات فاجتمعت ليدفنوه «إن يأمركم ويرغبكم جئتم بها كنزها يعط المساكين» وأريتهم موضع كنزه مملوءة رأوها «والله ندفنه أبدًا» فصلبوه رموه بالحجارة جاءوا برجل جعلوه مكانه فما أرى أزهد الدنيا ولا أرغب الآخرة أدأب ليلاً ونهارًا أعلمني أحببت قط قبله أزل حضرته الوفاة فلان حضرك ترى وإني حبك فماذا تأمرني وإلى توصيني؟» قال أعلمه إلا بالموصل فائته ستجده مثل حالي» وغيب لحقت فأتيت صاحبها فوجدته حاله الاجتهاد والزهد له: فلانًا أوصاني آتيك وأكون «فأقم أي بني» فأقمت عنده صاحبه أوصى فإلى توصي بي؟ وما به؟» أعلم رجلا بنصيبين» دفناه بالآخر حالهم حضره الموت فأوصى عمورية بالروم فأتيته واكتسبت كان لي غنيمة وبقيرات احتضر فكلمته يوصي بقي أحد كنا عليه آمرك تأتيه ولكن أظلك زمان يبعث الحرم مهاجره حرتين أرض سبخة ذات نخل وإن فيه تخفى كتفيه خاتم النبوة يأكل الهدية الصدقة فإن استطعت تخلص تلك البلاد فافعل؛ فإنه زمانه» واريناه أقمت مر رجال «تحملوني وأعطيكم غنيمتي وبقراتي هذه؟» «نعم» فأعطيتهم إياها وحملوني إذا ظلموني فباعوني عبدًا بوادي لقد النخل وطمعت يكون البلد نعت صاحبي حقت عندي فابتاعني فخرج قدمنا هو رأيتها فعرفت نعتها رق وبعث نبيه صلى وسلم بمكة يذكر أمره أنا الرق رسول قباء وأنا أعمل لصاحبي نخلة لفيها إذ جاءه ابن عم فقال: قاتل قيلة إنهم الآن لفي مجتمعون جاء مكة يزعمون نبي» سمعتها فأخذتني الرعدة ظننت لأسقطن ونزلت أقول: «ما الخبر؟» فرفع مولاي يده فلكمني لكمة شديدة وقال: لك ولهذا أقبل عملك» شيء؛ إنما سمعت خبرًا فأحببت أعلمه» أمسيت طعام فحملته وذهبت بقباء «بلغني أنك صالح وأن أصحابًا غرباء فرأيتكم أحق بهذه فهاك فكل فأمسك وقال لأصحابه: «كلوا» نفسي: «هذه خلة مما صاحبي» وتحول فجمعت رأيتك تأكل وهذه هدية» فأكل وأكل أصحابه خلتان» جئت يتبع جنازة وعلي شملتان فاستدرت ظهره الخاتم رآني استدبرته عرف أني أستثبت فألقى رداءه فنظرت فعرفته فانكببت أقبله وأبكي «تحول» فتحولت فقصصت حديثي حدثتك يا فأعجب يسمع شغل فاته بدر الله: «كاتب سلمان» فكاتبت ثلاث مائة أحييها بالفقير وبأربعين أوقية «أعينوا أخاكم» فأعانوني بالنخل الرجل بثلاثين ودية والرجل بعشرين بخمس عشرة اجتمعت «اذهب ففقر فرغت فائتني أضعها بيدي» ففقرت وأعانني أصحابي وأخبرته معي إليها نقرب الودي ويضعه بيده فوالذي نفس ماتت واحدة فأديت وبقي المال فأتي بمثل بيضة دجاجة بعض المغازي فعل المكاتب؟» فدعيت «خذها فأد عليك» «وأين تقع هذه علي؟» سيؤدي عنك» فأخذتها فوزنت أربعين وأوفيتهم حقهم وعتقت فشهدت حُرًّا لم يفتني مشهد » ورغم الرواية هناك روايات أخرى تناولت رامهرمز اسمها «جي» مولاه باعه الأشهل القرضي اليهودي قيل آخى وأبي الدرداء وقيل بينه وبين حذيفة اليمان الزُّهريّ أنكر مسألة مؤاخاته لأن المؤاخاة اُبطلت وسلمان يومئذ كانت معارك التي يخوضها حول المنورة للدفاع عنها أمام جيش يحفرون الخنادق الحرب سلمان: بفارس حوصرنا خندقنا علينا» بعدها شارك فتوح العراق تولى ورغم يعمل تحصّل مال اشترى طعامًا ودعا الفقراء يأكلون الخلفاء جعلوا راتبًا 5,000 درهم ينفقها فقد الحسن البصري أنه: «كان عطاء خمسة آلاف ثلاثين ألفًا يخطب عباءة يفرش نصفها ويلبس خرج عطاؤه أمضاه ويأكل سفيف يده» مرقد الفارسي توفي بالمدائن هـ 36 لسلمان زوجة قبيلة كندة بُقيرة بنت بأصبهان نسل وبنتان بمصر أما صفته قويًا طويل الساقين كثير الشعر الذهبي: لبيبًا حازمًا عقلاء وعُبّادهم ونبلائهم » روايته للحديث النبوي روى عن: روى عنه: وأنس مالك وأبو الطفيل عامر واثلة الليثي النهدي وشرحبيل السمط قرة سلمة معاوية الكندي وعبد الرحمن يزيد النخعي زاذان ظبيان حصين جندب الجنبي وقرثع الضبي وعقبة الجهني سعيد الخدري وكعب عجرة وطارق شهاب وسعيد وهب الهمداني وجندب الأزدي وحارثة مضرب وخليد العصري وزيد صوحان وديعة وعلقمة قيس وعليم وعمرو والقاسم أبو الشامي ومحفوظ علقمة البختري الطائي ليلى مراوح مسلم مولى زيد مشجعة ربعي وبقيرة وأم الصغرى مروياته: أورد مخلد مسنده 60 حديثًا وأخرج البخاري أربعة أحاديث ومسلم ثلاثة وروى الجماعة كتبهم منزلته أعلى منزلة أنس قوله: «الجنة تشتاق ثلاثة: وعمار » قول محمد: «أنا سابق ولد آدم الفُرس» وفي يوم الأحزاب تحاجج المهاجرون والأنصار منهم يقول: «منا النبي: «سلمان منا البيت» كما سببًا نزول آية: Ra bracket png إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ هُمْ يَحْزَنُونَ Aya 62 La حين أخبر خبر القسيسين الذين صحبهم «كانوا يصومون ويصلون ويشهدون ستبعث» هم النار» فاشتد «لو أدركوك صدقوك واتبعوك» فنزلت الآية الصحابة يُعظّمون قدره رُوي حضر معاذ جبل أصحابه: «أوصنا» الإيمان والعلم مكانهما ابتغاهما وجدهما قالها ثلاثًا فالتمسوا العلم عند أربعة: وابن مسعود سلام يهوديا فإني «إنه عاشر الجنة» وحين سُئل طالب أصحاب «عن أيهم تسألون؟» قيل: الله» «عَلِمَ القرآن والسُنّة انتهى وكفى علمًا» «عمار؟» «مؤمن نسيّ ذكرته ذكر» «أبو ذر؟» «وعى علمًا عجز عنه» موسى؟» «صُبغ صبغة «حذيفة؟» «أعلم بالمنافقين» «سلمان؟» «أدرك الأول الآخر بحر يدرك قعره «فأنت أمير المؤمنين؟» «كنت سألت أعطيت وإذا سكت ابتديت الخليفة للناس: «اخرجوا بنا نتلق كتاب pdf للكاتب , بسيط وموجز يتحدث المؤلف خلاله حل بسلمان وأثقل بمتطلباته واصفاً تصرف مسلطاً الضوء سلوكه وحسن تصرفه بأسلوب منمق ومتناسق ولغة غاية الوضوح التراجم والأعلام مجاناً PDF اونلاين علم يتناول سير حياة الأعلام عبر العصور المختلفة دقيق أحوال الشخصيات والأفراد تركوا آثارا المجتمع ويتناول كافة طبقات الأنبياء والخلفاء والملوك والأمراء والقادة والعلماء شتى المجالات والفقهاء والأدباء والشعراء والفلاسفة وغيرهم ويهتم بذكر حياتهم الشخصية ومواقفهم وأثرهم الحياة وتأثيرهم ويعتبر عموما فرعا فروع التاريخ اهتم المسلمون بعلم اهتماما كبيرا بدأت العناية بهذا عهد الرسول بزمن يسير حرص العلماء حماية وصيانة المصدر الثاني مصادر التشريع الإسلام حرصوا صيانته الكذب والتزوير والغش والتلفيق والدس فنشأ كقاعدة تلقّي الأخبار وبالأخص فيما يتعلق بالحديث أولا ومن الآثار المروية والتابعين وباقي خصوصا والناس روى صحيحه مجاهد «جاء بشير العدوي يحدث ويقول: يأذن لحديثه ينظر مالي أراك تسمع لحديثي؟ أحدثك تسمع؟ عباس: إنا مرة سمعنا يقول ابتدرته أبصارنا وأصغينا بآذاننا الصعب والذلول نأخذ نعرف » واستمر العمل القاعدة ضرورة ناقلي بسبب حال نقلة النبوية وذلك ينبني المعرفة قبول والتعبد بما لله تعالى رد والحذر اعتبارها ديناً وروى سيرين «لم يكونوا يسألون الإسناد وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر السنة فيؤخذ حديثهم وينظر البدع فلا يؤخذ حديثهم» وجاءت عبارات الأئمة بيان أهمية الرواة صريحة وواضحة الأهمية بمكان البحث نواح تفصيلية الراوي ونواح استنتاجية (تُستنتج حديثه وطريقته التحديث) مباحث العلم: تاريخ ميلاد وتاريخ طلبه للعلم وممن سِنِيِّ الشيوخ عنهم (من حدث سماعاً دلس شيئاً أرسل عنه) مدة ملازمته لكلّ شيخ شيوخه وكيف ذاك وكم الأحاديث والآثار ذلك؛ وهل الضعفاء والمجاهيل؟ ورحلاته العلمية حدّث به؛ ومتى يحدِّث؟ حفظه أم كتابه؛ سماعٌ عرض؛ المستملون والوراقون استخدمهم؟) إقبال عدد الحاضرين عنده؟ هي الأوهام وقع والسَّقطات أُخذت عليه؟ أخلاق وعبادته ومهنته؛ يأخذ أجراً التحديث؟ عسِراً التحديث سمحاً بعلمه متساهلاً ؟ وتفرّع وانبثق علوم كثيرة متعلّقة الباب تفرّدته الأمة الإسلامية الأمم وعلم مصطلح ناحية العدالة والتوثيق والضبط العلل الجرح والتعديل وغيرها أقسام التراجم هنالك تقسيمات متنوعة لعلم والكتب العديدة المؤلفة فمنها: التراجم الطبقات التراجم الحروف الوفيات القرون وقسّمهم البعض أبواب مختلفة منها: التراجم المتعلقة معيّن المتعلّقة بمذهب بفنّ بشخص الترجمة الذاتية وقد أسهب التأليف الأبواب يكاد يخلوا باب وصنّفت عشرات الكتب وهذا ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل وتراجم ومذكرات فيشمل الكثير المجال

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
قصة سلمان الفارسي رضي الله عنه مع الضيف الثقيل دروس وفوائد
كتاب

قصة سلمان الفارسي رضي الله عنه مع الضيف الثقيل دروس وفوائد

ــ د.إبراهيم بن فهد بن إبراهيم الودعان

صدر 2018م
قصة سلمان الفارسي رضي الله عنه مع الضيف الثقيل دروس وفوائد
كتاب

قصة سلمان الفارسي رضي الله عنه مع الضيف الثقيل دروس وفوائد

ــ د.إبراهيم بن فهد بن إبراهيم الودعان

صدر 2018م
عن كتاب قصة سلمان الفارسي رضي الله عنه مع الضيف الثقيل دروس وفوائد:
سلمان الفارسي (توفى سنة 33 هـ) صحابي، ومولى للنبي محمد، وأحد رواة الحديث النبوي، وهو أول الفرس إسلاماً؛ أصله من بلاد فارس، ترك أهله وبلده سعيًا وراء معرفة الدين الحق؛ فانتقل بين البلدان ليصحب الرجال الصالحين من القساوسة، إلى أن وصف له أحدهم ظهور نبي في بلاد العرب، ووصف له علامات ليتحقق منه. اتفق سلمان مع قوم من بني كلب لينقلوه إلى بلاد العرب، فغدروا به وباعوه إلى يهودي من وادي القرى، ثم اشتراه يهودي آخر من يثرب من بني قريظة، ورحل به إلى بلده.

وعند هجرة النبي محمد إلى يثرب، سمع به سلمان، فسارع ليتحقق من العلامات، فأيقن أنه النبي الذي يبحث عنه. فأسلم، وأعانه النبي محمد وأصحابه على مُكاتبة مالكه، حتى أُعتق. بعد عتقه، شهد سلمان مع النبي محمد غزوة الخندق، وهو الذي أشار على النبي محمد بحفر الخندق لحماية المدينة من قريش وحلفائها، ثم شهد معه باقي المشاهد. وبعد وفاة النبي محمد، شهد سلمان الفتح الإسلامي لفارس، وتولى إمارة المدائن في خلافة عمر بن الخطاب إلى أن توفي في خلافة عثمان بن عفان.


سيرته

بئر الفقير أو بئر سلمان الفارسي بالمدينة المنورة

طريق رحلة سلمان الفارسي قبل وصوله إلى يثرب
. روى عبد الله بن عباس عن سلمان قصة نشأته إلى وقت إسلامه حيث قال:

«كنت رجلاً فارسيًا من أهل أصبهان، من أهل قرية منها يقال لها جي وكان أبي دهقانها، وكنت أحب خلق الله إليه، فلم يزل بي حبه إياي حتى حبسني في بيته كما تحبس الجارية، فاجتهدت في المجوسية حتى كنت قاطن النار الذي يوقدها لا يتركها تخبو ساعة. وكانت لأبي ضيعة عظيمة، فشغل في بنيان له يوما، فقال لي: «يا بني، إني قد شغلت في بنياني هذا اليوم عن ضيعتي، فاذهب فاطلعها»، وأمرني ببعض ما يريد. فخرجت، ثم قال: «لا تحتبس علي، فإنك إن احتبست علي كنت أهم إلي من ضيعتي، وشغلتني عن كل شيء من أمري». فخرجت أريد ضيعته، فمررت بكنيسة من كنائس النصارى، فسمعت أصواتهم فيها وهم يصلون، وكنت لا أدري ما أمر الناس بحبس أبي إياي في بيته، فلما مررت بهم، وسمعت أصواتهم، دخلت إليهم أنظر ما يصنعون، فلما رأيتهم أعجبتني صلواتهم، ورغبت في أمرهم، وقلت: «هذا - والله - خير من الدين الذي نحن عليه»، فوالله ما تركتهم حتى غربت الشمس، وتركت ضيعة أبي ولم آتها، فقلت لهم: «أين أصل هذا الدين؟»، قالوا: «بالشام». ثم رجعت إلى أبي وقد بعث في طلبي وشغلته عن عمله كله، فلما جئته قال: «أي بني، أين كنت؟ ألم أكن عهدت إليك ما عهدت؟»، قلت: «يا أبت، مررت بناس يصلون في كنيسة لهم، فأعجبني ما رأيت من دينهم، فوالله ما زلت عندهم حتى غربت الشمس». قال: «أي بني، ليس في ذلك الدين خير، دينك ودين آبائك خير منه». قلت: «كلا والله، إنه لخير من ديننا». قال: «فخافني، فجعل في رجلي قيدًا، ثم حبسني في بيته». فبعثت إلى النصارى، فقلت: «إذا قدم عليكم ركب من الشام تجار من النصارى، فأخبروني بهم». فقدم عليهم ركب من الشام، فأخبروني بهم، فقلت: «إذا قضوا حوائجهم، وأرادوا الرجعة، فأخبروني». ففعلوا، فألقيت الحديد من رجلي، ثم خرجت معهم حتى قدمت الشام. فلما قدمتها، قلت: «من أفضل أهل هذا الدين؟»، قالوا: «الأسقف في الكنيسة». فجئته، فقلت: «إني قد رغبت في هذا الدين، وأحببت أن أكون معك أخدمك في كنيستك، وأتعلم منك، وأصلي معك». قال: «فادخل»، فدخلت معه، فكان رجل سوء يأمرهم بالصدقة ويرغبهم فيها، فإذا جمعوا إليه منها شيئًا، اكتنزه لنفسه، ولم يعطه المساكين حتى جمع سبع قلال من ذهب وورق، فأبغضته بغضًا شديدًا لما رأيته يصنع. ثم مات، فاجتمعت إليه النصارى ليدفنوه، فقلت لهم: «إن هذا رجل سوء، يأمركم بالصدقة، ويرغبكم فيها، فإذا جئتم بها، كنزها لنفسه، ولم يعط المساكين»، وأريتهم موضع كنزه سبع قلال مملوءة، فلما رأوها قالوا: «والله لا ندفنه أبدًا». فصلبوه ثم رموه بالحجارة. ثم جاءوا برجل جعلوه مكانه، فما رأيت رجلاً أرى أنه أفضل منه، أزهد في الدنيا، ولا أرغب في الآخرة، ولا أدأب ليلاً ونهارًا، ما أعلمني أحببت شيئًا قط قبله حبه، فلم أزل معه حتى حضرته الوفاة، فقلت: «يا فلان، قد حضرك ما ترى من أمر الله، وإني والله ما أحببت شيئًا قط حبك، فماذا تأمرني وإلى من توصيني؟»، قال لي: «يا بني - والله - ما أعلمه إلا رجلاً بالموصل فائته، فإنك ستجده على مثل حالي». فلما مات وغيب لحقت بالموصل، فأتيت صاحبها، فوجدته على مثل حاله من الاجتهاد والزهد، فقلت له: «إن فلانًا أوصاني إليك أن آتيك وأكون معك». قال: «فأقم أي بني». فأقمت عنده على مثل أمر صاحبه حتى حضرته الوفاة، فقلت له: «إن فلانًا أوصى بي إليك وقد حضرك من أمر الله ما ترى، فإلى من توصي بي؟ وما تأمرني به؟»، قال: «والله ما أعلم، أي بني، إلا رجلا بنصيبين». فلما دفناه، لحقت بالآخر، فأقمت عنده على مثل حالهم حتى حضره الموت، فأوصى بي إلى رجل من أهل عمورية بالروم، فأتيته فوجدته على مثل حالهم، واكتسبت حتى كان لي غنيمة وبقيرات. ثم احتضر فكلمته إلى من يوصي بي؟ قال: «أي بني، والله ما أعلمه بقي أحد على مثل ما كنا عليه آمرك أن تأتيه، ولكن قد أظلك زمان نبي يبعث من الحرم، مهاجره بين حرتين إلى أرض سبخة ذات نخل، وإن فيه علامات لا تخفى، بين كتفيه خاتم النبوة، يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، فإن استطعت أن تخلص إلى تلك البلاد فافعل؛ فإنه قد أظلك زمانه». فلما واريناه، أقمت حتى مر بي رجال من تجار العرب من كلب، فقلت لهم: «تحملوني إلى أرض العرب، وأعطيكم غنيمتي وبقراتي هذه؟»، قالوا: «نعم». فأعطيتهم إياها وحملوني، حتى إذا جاءوا بي وادي القرى ظلموني، فباعوني عبدًا من رجل يهودي بوادي القرى، فوالله لقد رأيت النخل، وطمعت أن يكون البلد الذي نعت لي صاحبي. وما حقت عندي حتى قدم رجل من بني قريظة وادي القرى، فابتاعني من صاحبي، فخرج بي حتى قدمنا المدينة، فوالله ما هو إلا أن رأيتها، فعرفت نعتها. فأقمت في رق، وبعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم بمكة لا يذكر لي شيء من أمره مع ما أنا فيه من الرق، حتى قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قباء، وأنا أعمل لصاحبي في نخلة له، فوالله إني لفيها إذ جاءه ابن عم له، فقال: «يا فلان، قاتل الله بني قيلة، والله إنهم الآن لفي قباء مجتمعون على رجل جاء من مكة يزعمون أنه نبي». فوالله ما هو إلا أن سمعتها فأخذتني الرعدة حتى ظننت لأسقطن على صاحبي، ونزلت أقول: «ما هذا الخبر؟». فرفع مولاي يده فلكمني لكمة شديدة، وقال: «ما لك ولهذا، أقبل على عملك». فقلت: «لا شيء؛ إنما سمعت خبرًا فأحببت أن أعلمه». فلما أمسيت، وكان عندي شيء من طعام، فحملته وذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بقباء، فقلت له: «بلغني أنك رجل صالح، وأن معك أصحابًا لك غرباء، وقد كان عندي شيء من الصدقة فرأيتكم أحق من بهذه البلاد، فهاك هذا، فكل منه». فأمسك، وقال لأصحابه: «كلوا». فقلت في نفسي: «هذه خلة مما وصف لي صاحبي». ثم رجعت، وتحول رسول الله إلى المدينة، فجمعت شيئًا كان عندي ثم جئته به، فقلت: «إني قد رأيتك لا تأكل الصدقة، وهذه هدية». فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكل أصحابه، فقلت: «هذه خلتان». ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يتبع جنازة وعلي شملتان لي وهو في أصحابه، فاستدرت أنظر إلى ظهره هل أرى الخاتم الذي وصف. فلما رآني استدبرته عرف أني أستثبت في شيء وصف لي، فألقى رداءه عن ظهره، فنظرت إلى الخاتم فعرفته، فانكببت عليه أقبله وأبكي. فقال لي: «تحول». فتحولت، فقصصت عليه حديثي كما حدثتك يا ابن عباس، فأعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسمع ذلك أصحابه. ثم شغل سلمان الرق حتى فاته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدر وأحد. ثم قال رسول الله: «كاتب يا سلمان». فكاتبت صاحبي على ثلاث مائة نخلة أحييها له بالفقير، وبأربعين أوقية. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «أعينوا أخاكم». فأعانوني بالنخل الرجل بثلاثين ودية، والرجل بعشرين، والرجل بخمس عشرة، حتى اجتمعت ثلاث مائة ودية. فقال: «اذهب يا سلمان ففقر لها، فإذا فرغت فائتني أكون أنا أضعها بيدي». ففقرت لها وأعانني أصحابي، حتى إذا فرغت منها، جئته وأخبرته، فخرج معي إليها نقرب له الودي، ويضعه بيده. فوالذي نفس سلمان بيده ما ماتت منها ودية واحدة، فأديت النخل، وبقي علي المال، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل بيضة دجاجة من ذهب من بعض المغازي، فقال: «ما فعل الفارسي المكاتب؟»، فدعيت له، فقال: «خذها، فأد بها ما عليك». قلت: «وأين تقع هذه يا رسول الله مما علي؟»، قال: «خذها فإن الله سيؤدي بها عنك». فأخذتها فوزنت لهم منها أربعين أوقية، وأوفيتهم حقهم وعتقت، فشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق حُرًّا، ثم لم يفتني معه مشهد.»
ورغم تلك الرواية، إلا أنه هناك روايات أخرى تناولت قصة إسلامه، منها أنه من رامهرمز من أهل قرية اسمها «جي»، وأن مولاه الذي باعه هو عثمان بن الأشهل القرضي اليهودي، كما قيل أن النبي محمد آخى بين سلمان وأبي الدرداء، وقيل آخى بينه وبين حذيفة بن اليمان، إلا أن الزُّهريّ أنكر مسألة مؤاخاته، لأن المؤاخاة اُبطلت بعد غزوة بدر، وسلمان يومئذ كان في الرق.

كانت غزوة الخندق أول معارك سلمان التي يخوضها مع النبي محمد، وهو الذي أشار عليه بحفر الخندق حول المدينة المنورة للدفاع عنها أمام جيش قريش، وحلفائها. حيث كان الفرس يحفرون الخنادق للدفاع في الحرب، فقال سلمان: «يا رسول الله كنا بفارس إذا حوصرنا خندقنا علينا»، ثم شهد معه باقي المشاهد بعدها. وبعد وفاة النبي محمد، شارك سلمان في فتوح العراق، تولى سلمان إمارة المدائن ورغم ذلك، فكان يعمل بيده، فإذا تحصّل له مال اشترى به طعامًا، ودعا الفقراء يأكلون معه. وكان الخلفاء قد جعلوا له راتبًا 5,000 درهم، إلا أنه كان ينفقها على الفقراء، فقد روى الحسن البصري أنه: «كان عطاء سلمان خمسة آلاف، وكان على ثلاثين ألفًا من الناس، يخطب في عباءة يفرش نصفها، ويلبس نصفها. وكان إذا خرج عطاؤه أمضاه، ويأكل من سفيف يده».


مرقد سلمان الفارسي
توفي سلمان في خلافة عثمان بن عفان بالمدائن سنة 33 هـ، وقيل توفي سنة 36 هـ، وكانت لسلمان زوجة من قبيلة كندة اسمها بُقيرة، وقيل أنه كان له بنت بأصبهان لها نسل وبنتان بمصر. أما صفته، فقد كان سلمان رجلاً قويًا، طويل الساقين، كثير الشعر. قال عنه الذهبي: «كان لبيبًا حازمًا، من عقلاء الرجال وعُبّادهم ونبلائهم.»

روايته للحديث النبوي
روى عن: النبي محمد.
روى عنه: عبد الله بن عباس وأنس بن مالك وأبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي وأبو عثمان النهدي وشرحبيل بن السمط وأبو قرة سلمة بن معاوية الكندي وعبد الرحمن بن يزيد النخعي وأبو عمر زاذان وأبو ظبيان حصين بن جندب الجنبي وقرثع الضبي وعقبة بن عامر الجهني وأبو سعيد الخدري وكعب بن عجرة وطارق بن شهاب وسعيد بن وهب الهمداني وجندب الأزدي وحارثة بن مضرب وخليد العصري وزيد بن صوحان وعبد الله بن وديعة وعلقمة بن قيس النخعي وعليم الكندي وعمرو بن أبي قرة الكندي والقاسم أبو عبد الرحمن الشامي ومحفوظ بن علقمة وأبو البختري الطائي وأبو ليلى الكندي وأبو مراوح وأبو مسلم مولى زيد بن صوحان وأبو مشجعة بن ربعي الجهني وبقيرة زوجة سلمان الفارسي وأم الدرداء الصغرى.
مروياته: أورد له بقي بن مخلد في مسنده 60 حديثًا، وأخرج له البخاري أربعة أحاديث، ومسلم ثلاثة أحاديث، وروى له الجماعة في كتبهم.
منزلته
أعلى النبي محمد من منزلة سلمان الفارسي، فقد روى أنس بن مالك عن النبي محمد قوله: «الجنة تشتاق إلى ثلاثة: علي وعمار وسلمان.»، كما روى أنس قول النبي محمد: «أنا سابق ولد آدم، وسلمان سابق الفُرس». وفي يوم الأحزاب، لما تحاجج المهاجرون والأنصار في سلمان الفارسي، كل منهم يقول: «منا سلمان»، فقال النبي: «سلمان منا أهل البيت».

كما أن سلمان كان سببًا في نزول آية: Ra bracket.png إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ Aya-62.png La bracket.png، حين أخبر سلمان النبي محمد خبر أصحابه من القسيسين الذين صحبهم قبل إسلامه، فقال: «كانوا يصومون ويصلون، ويشهدون أنك ستبعث». فقال النبي محمد: «يا سلمان، هم من أهل النار»، فاشتد ذلك على سلمان. وقال: «لو أدركوك صدقوك واتبعوك»، فنزلت الآية.

كما كان الصحابة يُعظّمون قدره، فقد رُوي أنه لما حضر معاذ بن جبل الموت، قال له أصحابه: «أوصنا»، قال: «إن الإيمان والعلم مكانهما، من ابتغاهما وجدهما. قالها ثلاثًا، فالتمسوا العلم عند أربعة: أبي الدرداء وسلمان وابن مسعود وعبد الله بن سلام الذي كان يهوديا فأسلم. فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنه عاشر عشرة في الجنة».» وحين سُئل علي بن أبي طالب عن أصحاب النبي محمد، فقال: «عن أيهم تسألون؟»، قيل: «عن عبد الله»، قال: «عَلِمَ القرآن والسُنّة، ثم انتهى وكفى به علمًا». قالوا: «عمار؟»، قال: «مؤمن نسيّ، فإن ذكرته، ذكر». قالوا: «أبو ذر؟»، قال: «وعى علمًا عجز عنه». قالوا: «أبو موسى؟»، قال: «صُبغ في العلم صبغة، ثم خرج منه». قالوا: «حذيفة؟»، قال: «أعلم أصحاب محمد بالمنافقين». قالوا: «سلمان؟»، قال: «أدرك العلم الأول، والعلم الآخر، بحر لا يدرك قعره، وهو منا أهل البيت». قالوا: «فأنت يا أمير المؤمنين؟»، قال: «كنت إذا سألت أعطيت، وإذا سكت ابتديت.» كما أنه حين قدم سلمان على عمر بن الخطاب وهو الخليفة، قال عمر للناس: «اخرجوا بنا نتلق سلمان».

كتاب قصة سلمان الفارسي رضي الله عنه مع الضيف الثقيل دروس وفوائد pdf للكاتب إبراهيم بن فهد بن إبراهيم الودعان , كتاب بسيط وموجز يتحدث المؤلف من خلاله عن قصة الضيف الذي حل بسلمان الفارسي وأثقل عليه بمتطلباته واصفاً تصرف سلمان الفارسي مع الضيف مسلطاً الضوء على سلوكه وحسن تصرفه بأسلوب منمق ومتناسق ولغة في غاية الوضوح.
الترتيب:

#8K

0 مشاهدة هذا اليوم

#81K

10 مشاهدة هذا الشهر

#40K

7K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 6.
المتجر أماكن الشراء
د.إبراهيم بن فهد بن إبراهيم الودعان ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية