📘 ❞ الحوار أفقا للفكر ❝ كتاب ــ طه عبد الرحمن اصدار 2013

الفكر والفلسفة - 📖 ❞ كتاب الحوار أفقا للفكر ❝ ــ طه عبد الرحمن 📖

█ _ طه عبد الرحمن 2013 حصريا كتاب الحوار أفقا للفكر عن الشبكة العربية للأبحاث والنشر 2024 للفكر: ساهمت موجة الحداثة الغربية تردي الواقع الفكري العربي من خلال تغييبها للإبداع وفرضها أدواتها المنقولة هذا الفضاء ما أدى إلى تشتيت المفكرين العرب وقطع وشائج الصلة بينهم وبين تراثهم فباتت لغة معدومة وهو ساهم تكريس حالة التردي هذه فأصبح كل يحدث هو قبيل الجدل العقيم وصارت الساحة بحاجة يقظة فكرية تقوم أسس وقواعد تعالج الخلل وتسير بالفكر طريقه الصحيح الذي يولد ثقافة منتجة موصولة بتراثها الأصيل وفي الكتاب “الحوار أُفقًا للفكر” يجتهد العلاّمة المغربي الفيلسوف تشخيص الوضع المعاصر واضعًا يده مكامن فيه ومقترحًا السبل الكفيلة بالقضاء الآفات التي ضربت ذلك تيه عظيم يبدأ كتابه بمقدمة يتساءل فيها توصيف الحالة الفكرية وما إذا كانت تعبيراً أزمة أو مظهر مظاهر هزيمة أم أن يعانيه مجرد فراغ فكري العجز ولا ينتظر فيلسوفنا طويلاً سياق الإجابة التساؤلات رافضًا الوقت نفسه التوصيفات ويؤكد إلا “تيه عظيم عالم الأفكار” منع اجتماع كلمة سواء ووقف حائلاً دون التفكير وإطالة كما أنه خلق شتات الأفكار نتيجة التقليد ويدعو العلامة ضرورة السعي أجل الخروج التيه طال أمده وإلا هلكنا موضحًا “هذا لن يتأتى لنا بالاهتداء الأهداف الصالحة والوسائل النافذة” والاهتداء يكون بتفكير الجماعة الكثيرة وليس الفرد الواحد النوع – حسب المؤلف الكبرى فالأصل الكبير تفكيرًا مقاصد الأمور والمبادرة باستنباطها ظواهرها أما الاهتداء بالوسائل النافذة فإنه بإطالة الطُولى والتفكير الوسيلة يزيد الهدف درجة تكون أنفذ الوسائل لأن الأصل الطويل يفكر المرء عواقب فيبادر بتداركها أمنبعها والفكرة تحتاج تحققها الفكرة وكتاب عبارة أحاديث وحوارات أجراها مع قنوات فضائية ومثقفين تناولت عدداً الموضوعات دارت جميعها حول كيفية جمع وكيفية النهوض بالواقع الثقافي وعلاجه ترديه ولقد جاء بمثابة دعوة واجتهاد صنع قائمة الإبداع يقسم عشرة فصول تناول فصل منها جانباً جوانب القضية كرس لها مشروعه في الفصل الأول يستعرض الكاتب جانبًا سيرته والمهنية الأسباب دفعته التوقف كتابة الشعر والتفرغ للفلسفة ومن ثم الدخول تجربة روحية عميقة ويكشف يونيو عام 1967 مقدمة وأنها أصابته بزلزال شديد وجعلته يقين بأن سبب الهزيمة خلل أصاب العقل مشيرا تكوينه الفلسفي جعله يتيقن هزم عقل محدود “إن الأمة الإسلامية مؤهلة لعقل أوسع هزمها لكنها لم تقم بواجب المسئولية” هكذا تبين للمؤلفـ فدفعه يسعى طلب الحقيقة وراء حدود المنطق ويدخل خالصة ثمار التجربة الروحية عاشها توسيع مداركه وآفاقه وتغيير المعارف اكتسبها قبل طريق المجرد المحدود كان سببا وينتقل الثاني مؤكدًا الكلام وأن حقيقة تكلم به الإنسان حوارية للحوار أهميات عديدة والأهمية الأولى تقديره هي الأهمية الآلية فالحوار يعطي حقوقًا ويُلزم بواجبات فهو حق الاعتقاد والقول والانتقاد وهناك أهمية ثانية وهي داخلية يعود بنا أما الخارجية فتقوم الآخرين اختلاف آرائهم ومعتقداتهم ويعتبر المسلم ينبغي ألا يخشى الإطلاق لأسباب كثيرة أولها القوة الاستدلالية الموجودة النص الديني الاسلامي والتي لا نظير النصوص الدينية الأخرى لو تمكن ضبط وامتلك آلياتها لصار قادرًا مواجهة أي حوار جهة متدينة غير والسبب يجعل قدرته بفضل استثمار الرصيد الاستدلالي الموجود العلوم الشرعية تحد منطقي قد يواجهه حياته و”مفهوم العقل” الموضوع يدور حوله الثالث وفيه يتحدث رؤيته لهذا المفهوم مستندًا آيات القرآن الكريم ومؤكدًا إنما فعل أفعال القلب وهنا يتعرض لمصطلح خاص “التكوثر” والذي يعني العلاقة بين والتعدد فالقلب وجهة نظره ذات قوة تبقى حال واحدة لأنها تتحول وتتقلب باستمرار بالقلب فيكون متقلبا بتقلب والعقل الأسمى الأكمل يستطيع يتلقب أقصى يمكن التقلب تتوارد عليه أحوال متعددة بد تنعكس الأحوال المختلفة ويرفض الرابع التصور هيمن الفلسفة العالمية يدعي أصحابه “نظر استدلالي” حاجة استخدام النظري للوصول الحقائق أكانت حقائق متعلقة بالغيبيات بالسلوكيات ويؤكد يخلّ بمقتضى النظر المجرّد يحكم المجرّدات السلوكيات لأنه يحتاج يتحقق بالخصائص السلوكية لكي يتمكن الحكم عليها وهذا مصحوبة بالعمل الموقع إعادة بعض المسلمات المتداولة بشأن الأخلاق يسود تصور نظري وعلم يعتبر مبحثًا نظريًا الهوس بالإبداع ينتقد الخامس غياب ويؤكد مهموم بقضية “حد الهوس” وأننا كأمة أولى بهذا الهوس غيرنا دليل الصحة واصفًا الهمّ بالإبداع بأنه “حياة دونه تصير ميتة” ويستعرض هنا مفهومه بقوله إن يتضمن معنى زائدًا الابتكار “الجمال” وعليه فالمبدع ينشئ أشياء الجمال المبدع مبدعًا بحق حتى الأشياء إنشاءً جماليًا ويرى تحقيق يخرج التحديث النافع قامت بيننا نبدعه علاقة جمالية تعامل جمالي بمعنى يتحول قيمة وينتقد الترجمة الفلسفية وقعت فخ وغاب عنها وأي فجاءت العبارات ركيكة وأصبح صعبًا الفهم شرح طويل ويواصل نقده للواقع فيؤكد السادس نقل للحداثة النقل شأنه شأن ابتكار جمال طارحًا مجموعة المبادئ خلالها التخلص الآفة وبناء حداثة إسلامية ومن يشرح السابع لـ”الحداثة” والمبادئ يرى أنها معتبراً فشلت قطع صلتها نهائياً بالأخلاق مدللاً بأنها حاولت تحقق انفصالات محددة وأول الانفصالات الانفصال سلطة الكنيسة الكاثوليكية حفظ بالدين المسيحي وثانيها المسيحية بمبدأ الدين يأتي انفصال ثالث مبدأ الإيمان ولكن يتضمنها بالنسبة توجد “حداثة عربية” الحداثيين هم أصلاً مقلدون صريحون شرط الأخير موجود وإذا كذلك كيف يحقق استقلاله الفلسفي؟ يجيب الثامن التساؤل هناك موانع تعيق التفلسف تتمثل جملة التصورات وأول كونية أساس خصوصية معينة والثاني يزعم منهج الخالص المانع محل تقدير بلغ حد التقديس ويرى مثل داعيًا مراجعتها كخطوة يخطوها “المتفلسف العربي” نحو إبداع فلسفة خاصة اعتبار “الخصوصية تحط قدر الفلسفة” لا بغير تراث ونصل نقطة بالغة يجب موصولاً بالتراث يؤكد التاسع فمن تراث هوية أيضًا الأكاديمي التراث “المرتكز يسمح للإنسان يستجمع قواه ليمتد المستقبل فالماضي ارتكاز للاندفاع بقوة أصبح الماضي استقرار وجمود فإن يُضر بالهوية وبالإبداع معًا ويعتقد الغرب ينقد تراثه تولى المسلمون نقد بما يسمى بـ”النهضة الأوروبية” عودة اليوناني بدون النقد حدث بداية “النهضة الأوربية” فقد نقدًا للتراث وللسلطة الكنسية المطلقة ويشير دائما جزءاً هويته وجزءًا الطاقة الابداعية يمتلكها الاشتغال الغربي تأييدًا لمقوماته وإحياءً لقيمه والمسلمين لتراثهم فكان يهدف إلغائه كليًا والدعوة عنه بحجة دخول عصر بـ”القطيعة” ويخلص المقام الوصل والمعاصرة يتم باستكشاف الروح تحكمت وفي انتاجه وهذه قيم ومبادئ وأصول يجري استخراجها والتوسل بها العاشر والأخير تُبنى مبادئ وقيم بمنزلة روحها “تطبيق صحبه مسلمات ليست شيء نسبها الحداثة” ويدعو صرف الناتجة التطبيق لروح تصوره الخاص لهذه فيقوم ثلاثة “مبدأ الرشد” و”مبدأ النقد” الشمول” فيعتبره بالمجتمع “العقلانية المجردة” و”العلمانية” و”الفردانية” وينهي بملحقين قضية “حرية التعبير وحق الاختلاف” الضوابط تحكمهما الملحق فيتناول التحديات تواجه “سيادة الحضارة واحدة” و”وجود الإرهاب المتعدد” عالمنا الفكر والفلسفة مجاناً PDF اونلاين ترتيب أمور معلومة للتأدي مجهول ويُستخدم الدراسات المتعلقة بالعقل البشري ويشير قدرة تصحيح الاستنتاجات حقيقي واقعي وبشأن حل المشكلات ويمكن تقسيم النقاش المتعلق مجالين واسعي النطاق هذين المجالين استمر المصطلحين "الفكر" و"الذكاء" كمصطلحين مرتبطين ببعضهما البعض الفلسفة (لغويا اليونانية φιλοσοφία‏ philosophia تعني حرفيًا "حب الحكمة") دراسة الأسئلة العامة والأساسية الوجود والمعرفة والقيم والعقل والاستدلال واللغة غالبًا تطرح كمسائل لدراستها حلها ربما صاغ مصطلح "فيلسوف (محب الحكمة)" وعالم الرياضيات فيثاغورس (570 495 الميلاد) تشمل الأساليب الاستجواب والمناقشة النقدية والحجة المنطقية والعرض المنهجي وهذا ركن بكتب مجانيه للتحميل

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
الحوار أفقا للفكر
كتاب

الحوار أفقا للفكر

ــ طه عبد الرحمن

صدر 2013م عن الشبكة العربية للأبحاث والنشر
الحوار أفقا للفكر
كتاب

الحوار أفقا للفكر

ــ طه عبد الرحمن

صدر 2013م عن الشبكة العربية للأبحاث والنشر
عن كتاب الحوار أفقا للفكر:
ساهمت موجة الحداثة الغربية في تردي الواقع الفكري العربي، من خلال تغييبها للإبداع، وفرضها أدواتها المنقولة على هذا الفضاء الفكري العربي، ما أدى إلى تشتيت المفكرين العرب، وقطع وشائج الصلة بينهم وبين تراثهم، فباتت لغة الحوار معدومة في هذا الفضاء، وهو ما ساهم في تكريس حالة التردي هذه، فأصبح كل ما يحدث هو من قبيل الجدل العقيم، وصارت الساحة بحاجة إلى يقظة فكرية تقوم على أسس وقواعد تعالج الخلل، وتسير بالفكر العربي إلى طريقه الصحيح الذي يولد ثقافة منتجة موصولة بتراثها الأصيل.

وفي هذا الكتاب “الحوار أُفقًا للفكر”، يجتهد العلاّمة المغربي الفيلسوف طه عبد الرحمن في تشخيص الوضع الفكري العربي المعاصر، واضعًا يده على مكامن الخلل فيه، ومقترحًا السبل الكفيلة بالقضاء على كل الآفات التي ضربت ذلك الفضاء الفكري العربي.

تيه عظيم
يبدأ عبد الرحمن كتابه بمقدمة يتساءل فيها عن توصيف الحالة الفكرية، وما إذا كانت تعبيراً عن أزمة فكرية، أو مظهر من مظاهر هزيمة فكرية، أم أن ما يعانيه العرب هو مجرد فراغ فكري، أو حالة من العجز، ولا ينتظر فيلسوفنا طويلاً في سياق الإجابة على هذه التساؤلات، رافضًا في الوقت نفسه كل هذه التوصيفات.

ويؤكد عبد الرحمن أن الوضع الفكري العربي ما هو إلا “تيه عظيم في عالم الأفكار” منع اجتماع المفكرين على كلمة سواء، ووقف حائلاً دون التفكير، وإطالة التفكير، كما أنه خلق حالة من شتات الأفكار نتيجة التقليد.

ويدعو العلامة المغربي، في كتابه، إلى ضرورة السعي من أجل الخروج من هذا التيه الفكري، الذي طال أمده، وإلا هلكنا، موضحًا أن “هذا الخروج لن يتأتى لنا إلا بالاهتداء إلى الأهداف الصالحة، والوسائل النافذة”.

والاهتداء إلى الأهداف الصالحة يكون بتفكير الجماعة الكثيرة، وليس الفرد الواحد، هذا النوع من التفكير – حسب المؤلف- هو الذي يولد الأفكار الكبرى، فالأصل في التفكير الكبير أن يكون تفكيرًا في مقاصد الأمور، والمبادرة باستنباطها من ظواهرها.

أما الاهتداء بالوسائل النافذة فإنه يكون بإطالة التفكير الذي يولد الأفكار الطُولى والتفكير في الوسيلة يزيد على التفكير في الهدف درجة، ولا تكون أنفذ الوسائل إلا من هذه الأفكار الطُولى، لأن الأصل في ذلك التفكير الطويل أن يفكر المرء في عواقب الأمور، فيبادر بتداركها من أمنبعها، والفكرة الكبرى تحتاج في تحققها إلى الفكرة الطُولى.

وكتاب “الحوار أُفقًا للفكر” هو عبارة عن أحاديث وحوارات أجراها عبد الرحمن مع قنوات فضائية ومثقفين، تناولت عدداً من الموضوعات التي دارت جميعها حول كيفية جمع المفكرين على كلمة سواء، وكيفية النهوض بالواقع الثقافي وعلاجه من الآفات التي ساهمت في ترديه.

ولقد جاء كتاب عبد الرحمن بمثابة دعوة إلى التفكير، واجتهاد في كيفية صنع يقظة فكرية قائمة على الإبداع وليس التقليد، وهو يقسم الكتاب إلى عشرة فصول، تناول كل فصل منها جانباً من جوانب هذه القضية التي كرس لها مشروعه الفكري الكبير.

في الفصل الأول من كتابه، يستعرض الكاتب جانبًا من سيرته الفكرية والمهنية، موضحًا الأسباب التي دفعته إلى التوقف عن كتابة الشعر، والتفرغ للفلسفة، ومن ثم الدخول في تجربة روحية عميقة.

ويكشف عبد الرحمن عن أن هزيمة يونيو عام 1967 كانت في مقدمة الأسباب التي دفعته إلى التوقف عن كتابة الشعر، وأنها أصابته بزلزال شديد وجعلته على يقين بأن سبب هذه الهزيمة هو خلل أصاب العقل العربي، مشيرا إلى أن تكوينه الفلسفي جعله يتيقن من أن العقل الذي هزم العرب هو عقل محدود.

“إن الأمة الإسلامية مؤهلة لعقل أوسع، من هذا العقل الذي هزمها، لكنها لم تقم بواجب هذه المسئولية”، هكذا تبين للمؤلفـ، فدفعه ذلك لأن يسعى في طلب الحقيقة، وراء حدود المنطق، ويدخل في تجربة روحية خالصة.

ويؤكد عبد الرحمن في هذا الفصل أن ثمار هذه التجربة الروحية التي عاشها، كانت توسيع مداركه وآفاقه وتغيير المعارف التي اكتسبها من قبل عن طريق العقل المجرد، المحدود، الذي كان سببا في الهزيمة العربية.

وينتقل فيلسوفنا إلى الفصل الثاني من كتابه مؤكدًا أن الأصل في الكلام هو الحوار، وأن حقيقة الكلام، الذي تكلم به الإنسان الأول، كانت حقيقة حوارية، لأن للحوار أهميات عديدة.

والأهمية الأولى للحوار – في تقديره- هي الأهمية الآلية، فالحوار يعطي حقوقًا ويُلزم بواجبات، فهو يعطي حق الاعتقاد والقول والانتقاد، وهناك أهمية ثانية وهي أهمية داخلية، فالحوار يعود بنا إلى الأصل. أما الأهمية الخارجية فتقوم في ضرورة الحوار مع الآخرين على اختلاف آرائهم ومعتقداتهم.

ويعتبر عبد الرحمن أن المسلم ينبغي ألا يخشى الحوار على الإطلاق لأسباب كثيرة، أولها القوة الاستدلالية الموجودة في النص الديني الاسلامي، والتي لا نظير لها في النصوص الدينية الأخرى، مؤكدًا أنه لو تمكن المسلم من ضبط هذه القوة الاستدلالية وامتلك آلياتها لصار قادرًا على مواجهة أي حوار مع أي جهة، سواء كانت متدينة أو غير متدينة.

والسبب الثاني الذي يجعل المسلم لا يخشى الحوار، هي قدرته بفضل استثمار الرصيد الاستدلالي الموجود في العلوم الشرعية الإسلامية، على مواجهة أي تحد منطقي قد يواجهه في حياته.

و”مفهوم العقل” هو الموضوع الذي يدور حوله الفصل الثالث من الكتاب، وفيه يتحدث عبد الرحمن عن رؤيته لهذا المفهوم، مستندًا في ذلك إلى آيات القرآن الكريم، ومؤكدًا أن العقل إنما هو فعل من أفعال القلب. وهنا يتعرض فيلسوفنا لمصطلح خاص به هو “التكوثر”، والذي يعني به العلاقة الموجودة بين العقل والتعدد، فالقلب – حسب وجهة نظره- ذات أو قوة لا تبقى على حال واحدة، لأنها تتحول وتتقلب باستمرار، أما العقل الذي هو فعل خاص بالقلب فيكون متقلبا بتقلب القلب نفسه.

والعقل الأسمى، أو الأكمل، هو الذي يستطيع أن يتلقب أقصى ما يمكن التقلب، لأن القلب تتوارد عليه أحوال متعددة، ولا بد أن تنعكس هذه الأحوال المختلفة في أفعال الإنسان.

ويرفض عبد الرحمن، في الفصل الرابع من الكتاب، التصور الذي هيمن على الفلسفة العالمية، والذي يدعي أصحابه أن الفلسفة هي “نظر استدلالي”، لا حاجة فيه إلى استخدام العقل النظري، للوصول إلى الحقائق، سواء أكانت حقائق متعلقة بالغيبيات، أو بالسلوكيات،
ويؤكد الكاتب أن هذا التصور يخلّ بمقتضى منطقي، وهو أن النظر المجرّد لا يمكن أن يحكم إلا على المجرّدات، وليس على السلوكيات، لأنه يحتاج أن يتحقق بالخصائص السلوكية، لكي يتمكن من الحكم عليها، وهذا يعني أنه لا بد للفلسفة من أن تكون مصحوبة بالعمل.

ويدعو عبد الرحمن، في هذا الموقع من الكتاب، إلى إعادة النظر في بعض المسلمات المتداولة بشأن الأخلاق، لأن التصور الذي يسود عن الفلسفة، هو تصور نظري، وعلم الأخلاق نفسه، يعتبر مبحثًا نظريًا.

الهوس بالإبداع
ينتقد المؤلف في الفصل الخامس حالة غياب الإبداع من الساحة الفكرية، ويؤكد أنه مهموم بقضية الإبداع إلى “حد الهوس”، وأننا كأمة أولى بهذا الهوس من غيرنا لأنه دليل على الصحة، واصفًا الهمّ بالإبداع بأنه “حياة، ومن دونه تصير الأمة ميتة”.

ويستعرض عبد الرحمن هنا مفهومه للإبداع بقوله إن الإبداع يتضمن معنى زائدًا على الابتكار وهو “الجمال”، وعليه فالمبدع من وجهة نظره هو الذي ينشئ أشياء يتحقق فيها معنى الجمال، ولا يكون المبدع مبدعًا بحق حتى ينشئ الأشياء إنشاءً جماليًا. ويرى أنه لا يمكن تحقيق الابتكار الذي يخرج بنا إلى التحديث النافع، إلا إذا قامت بيننا وبين ما نبدعه علاقة جمالية، أو تعامل جمالي، بمعنى أن يتحول التحديث نفسه إلى قيمة جمالية.
وينتقد فيلسوفنا الترجمة الفلسفية العربية التي وقعت في فخ التقليد وغاب عنها الإبداع وأي قيمة جمالية، فجاءت العبارات ركيكة، وأصبح النص صعبًا على الفهم يحتاج إلى شرح طويل.

ويواصل نقده للواقع الفلسفي العربي، فيؤكد في الفصل السادس من الكتاب أن ما يحدث في هذا الواقع هو نقل للحداثة الغربية، وهذا النقل شأنه شأن الترجمة، فهو نقل لا ابتكار ولا جمال فيه، طارحًا مجموعة من المبادئ التي يمكن من خلالها التخلص من هذه الآفة وبناء حداثة إسلامية قائمة على الإبداع.

ومن ثم يشرح المؤلف في الفصل السابع مفهومه لـ”الحداثة” والمبادئ التي يرى أنها تقوم عليها، معتبراً أن الحداثة الغربية فشلت في قطع صلتها نهائياً بالأخلاق الدينية، مدللاً على ذلك بأنها حاولت أن تحقق انفصالات محددة.

وأول هذه الانفصالات هو الانفصال عن سلطة الكنيسة الكاثوليكية مع حفظ الصلة بالدين المسيحي، وثانيها الانفصال عن المسيحية مع حفظ الصلة بمبدأ الدين، ثم يأتي انفصال ثالث عن مبدأ الإيمان الديني، ولكن مع حفظ الصلة بالأخلاق التي يتضمنها الدين.

أما بالنسبة للحداثة العربية، فيؤكد عبد الرحمن أنه لا توجد “حداثة عربية”، وأن الحداثيين العرب هم أصلاً مقلدون صريحون، لأن شرط تحقق هذه الحداثة، هو الإبداع، وهذا الأخير غير موجود في الواقع الفكري العربي.

وإذا كان الوضع كذلك كيف يحقق العربي استقلاله الفلسفي؟
يجيب عبد الرحمن في الفصل الثامن من الكتاب على هذا التساؤل، موضحًا أن هناك موانع كثيرة تعيق العربي عن التفلسف، تتمثل في جملة من التصورات. وأول هذه التصورات هو التصور الذي يدعي أصحابه أن الفلسفة كونية، وأنها لا يمكن أن تقوم على أساس خصوصية معينة، والثاني هو التصور الذي يزعم أصحابه أن منهج الفلسفة هو العقل الخالص، أما المانع الثالث فهو التصور الذي يجعل من الفلسفة محل تقدير بلغ حد التقديس.
ويرى عبد الرحمن أن مثل هذه التصورات تعيق الإبداع، داعيًا إلى مراجعتها كخطوة أولى يخطوها “المتفلسف العربي” نحو إبداع فلسفة خاصة به، على اعتبار أن “الخصوصية لا تحط من قدر الفلسفة”.

لا إبداع بغير تراث
ونصل إلى نقطة بالغة الأهمية في الكتاب، وهي أن الإبداع يجب أن يكون موصولاً بالتراث، وهذا ما يؤكد عليه فيلسوفنا، في الفصل التاسع من كتابه، فمن وجهة نظره، لا إبداع بغير تراث، ولا هوية أيضًا بغير تراث.

ويؤكد الأكاديمي المغربي أن التراث هو بمثابة “المرتكز الذي يسمح للإنسان أن يستجمع قواه ليمتد في المستقبل، فالماضي هو عبارة عن نقطة ارتكاز للاندفاع بقوة إلى المستقبل. أما إذا أصبح هذا الماضي بمثابة نقطة استقرار وجمود فإن هذا يُضر بالهوية وبالإبداع معًا.

ويعتقد عبد الرحمن في هذا الفصل من كتابه أن الغرب لم ينقد تراثه كما تولى المسلمون نقد تراثهم، مدللاً على ذلك بما يسمى بـ”النهضة الأوروبية” وهي عبارة عن عودة إلى التراث اليوناني بدون نقد.

أما ذلك النقد الذي حدث في بداية هذه “النهضة الأوربية” فقد كان نقدًا للتراث وللسلطة الكنسية المطلقة.
ويشير إلى أن الغرب كان يعتبر تراثه دائما جزءاً من هويته، وجزءًا من الطاقة الابداعية التي يمتلكها، موضحًا أن الاشتغال الغربي بالتراث كان تأييدًا لمقوماته وإحياءً لقيمه.

أما نقد العرب والمسلمين لتراثهم، فكان يهدف إلى إلغائه كليًا، والدعوة إلى الانفصال عنه بحجة أنه لا يمكن دخول عصر الحداثة إلا بـ”القطيعة” مع هذا التراث.

ويخلص عبد الرحمن في هذا المقام إلى أن الوصل بين التراث والمعاصرة يتم باستكشاف الروح التي تحكمت في التراث، وفي انتاجه، وهذه الروح هي عبارة عن قيم ومبادئ وأصول ينبغي أن يجري استخراجها والتوسل بها من أجل الدخول إلى الحداثة.

وفي الفصل العاشر والأخير من الكتاب، يؤكد عبد الرحمن أن الحداثة تُبنى على مبادئ وقيم، هي بمنزلة روحها، وأن “تطبيق هذه الروح صحبه مسلمات ليست من الحداثة في شيء، ولكن الغرب نسبها إلى الحداثة”. ويدعو فيلسوفنا إلى ضرورة صرف هذه المسلمات الناتجة عن التطبيق الغربي لروح الحداثة.

أما تصوره الخاص لهذه الروح، فيقوم على مبادئ ثلاثة، هي “مبدأ الرشد”، و”مبدأ النقد”، و”مبدأ الشمول”، أما غير ذلك فيعتبره مسلمات خاصة بالمجتمع الغربي مثل “العقلانية المجردة”، و”العلمانية”، و”الفردانية”.

وينهي العلامة المغربي كتابه بملحقين تناول في الأول قضية “حرية التعبير وحق الاختلاف” موضحًا الضوابط التي يجب أن تحكمهما، أما الملحق الثاني، فيتناول فيه التحديات التي تواجه الحوار وهي “سيادة الحضارة واحدة”، و”وجود الإرهاب المتعدد” في عالمنا المعاصر.

الترتيب:

#763

5 مشاهدة هذا اليوم

#4K

112 مشاهدة هذا الشهر

#46K

6K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 195.
المتجر أماكن الشراء
طه عبد الرحمن ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
الشبكة العربية للأبحاث والنشر 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث