█ _ ابن حزم الظاهري الأندلسي 0 حصريا كتاب الفصل الملل والأهواء والنحل وبهامشه ج2 (مكتبة السلام) 2024 السلام): والنِحل هو لابن دراسة الأديان والفرق والمقارنة بينها تعريف الناشر: عقائد أصحاب غير الإسلامية كعباد الشمس والكواكب والنصرانية وحكماء الهند وعبدة الأصنام وغيرها كثير وآراء الفرق ومذاهبها كالمعتزلة والجهمية والقدرية والشيعة من وقد جاءت متعمقة هذه العقائد وعلى الطبعة تعليقات مفيدة تخدم الموضوع تميز هذا الكتاب عن أمثاله ذات المباحث والمواضيع بجرأة تامة النقد وحصافة الفكر ومناقشة أفكار ونقضها استناداً إلى ما اعتمد عند كل منها ثم الرجوع بعد ذلك محكم القرآن وما صح السنة مع إعمال للبدهيات العقليات وهذا لعمري أثبت الطرق المجال فهو لا يبقي لهذه شبهة إلا وضحها ولا شغباً أسكته بإفحام تام سر كثرة خصومه وقد مكث تأليفه مدة تصل عشرين عاماً زال ينقح فيه ويزيد حتى وفاته قيل إنه مجموعة كتب جمعت نظراً لأنه ضمنه النصائح المنجية وهو مستقل يقع بكامله ضمن والصحيح أنه واحد رغم اشتماله بعض الكتب القديمة له قام باحثان سعوديان بتحقيقه مؤخراً جامعة الإمام محمد بن سعود هذا جامع يعد موسوعة والنحل؛ حيث عرض مصنفه لمختلف وللديانتين اليهودية والنصرانية؛ ومن أهم تناوله المصنف الكتاب: البراهين الجامعة الموصلة الحق وعدد فرق أهل اليهود والنصارى والأناجيل الأربعة فيها التناقض والكذب وحقيقة الروح منهج الإسلام وفرق والقرآن وإعجازه والقضاء والقدر والاستطاعة والهدى والتوفيق وخلق الله عز وجل لأفعال خلقه والإيمان والكفر والطاعة والمعصية والوعد والوعيد ومكان المشيئة الإلهية كفر الكافر وفسق الفاسق والأنبياء والرسل والملائكة والشفاعة والميزان والعظائم المخرجة الكفر والسحر والمعجزات والجن والطبائع ونبوة النساء والفقر والغنى والاسم والمسمى وقضايا النجوم والبقاء والفناء والمعدوم والحركة والسكون والجواهر والأعراض والجسم والنفس ومذاهب وأفكار وردود مجاناً PDF اونلاين المذاهب أو العقائدية هي فروع مختلفة مدارس فكرية وكلامية فيما يتعلق بالعقيدة فعن النبي صلى عليه وسلم: «افترقت إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى اثنتين وستفترق الأمة ثلاث فرقة» ومن المهم أن نُدرك وندرُس التيارات والمذاهب الفكرية التي قامت بصناعة تاريخنا الحضاري وشكلّت قسَماته تراثٌ حضاري غني وعريق وسيُمكننا بكل تأكيد فهم الاسلامية الحديثة وإدراك مدارسها وصراعاتها وجذورها الممتدة التاريخ ويبدو لي الحديث وكأنه أحيانا حديثٌ واقعنا الفكري المعاصر وتشعُباته وتعقيداته ولعله هنا أحد السُبل لاستشراف المستقبل وصراعاته ومآلاته لتصحيح مسارنا وترشيد مسيرتنا المُلفت للنظر كان قيداً فكرِ وتطور ونهضتها تلك لم تترك غريبا الاعتقاد والتشدد ودَعَت اليه بينما بعضها الآخر مُعبّرا آمال الأمّة القوة والتقدم والنهضة وهذا الركن خاص بكتب مجانيه للتحميل
❞ تزورونا نزوركم
ما تزورونا ما نزوركم ❌️
قال ابن حزم : ✅️
لا تنصح على شَرط الْقبُول وَلا تشفع على شَرط الْإِجَابَة وَلا تهب على شَرط الإثابة لَكِن على سَبِيل اسْتِعْمَال الْفضل وتأدية مَا عَلَيْك من النَّصِيحَة والشفاعة وبذل الْمَعْرُوف . ❝
❞ 30 فائدة من كتاب الأخلاق والسِّيَر
=======
1- وَوجدت الْعَمَل للآخرة سالما من كل عَيب خَالِصا من كل كَدَر موصلاً إِلَى طرد الْهمّ على الْحَقِيقَة. ص: ٧٩
2- لَا مُرُوءَة لمن لَا دين لَهُ. ص: ٨٠
3- الْعَاقِل لَا يرى لنَفسِهِ ثمنا إِلَّا الْجنَّة. ص: ٨٠
4- باب عظيم من أبواب الْعقل والراحة وَهُوَ اطِّراح المبالاة بِكَلَام النَّاس وَاسْتِعْمَال المبالاة بِكَلَام الْخَالِق -عزَّ وجلَّ- بل هَذَا بَاب الْعقل والراحة كلهَا. ص: ٨٠
5- من قدَّر أَنه يسلم من طعن النَّاس وعيبهم فَهُوَ مَجْنُون. ص: ٨٠
6- فَمن سُرَّ بشجاعته الَّتِي يَضَعهَا فِي غير حقها لله -عزَّ وجلَّ- فَليعلم أَن النمر أجرأ مِنْهُ وَأَن الْأسد وَالذِّئْب والفيل أَشْجَع مِنْهُ وَمن سر بِقُوَّة جِسْمه فَليعلم أَن الْبَغْل والثور والفيل أقوى مِنْهُ جسماً وَمن سر بِحمْلِهِ الأثقال فَليعلم أَن الْحمار أحمل مِنْهُ.. فَأَي فَخر وَأي سرُور فِيمَا تكون فِيهِ هَذِه الْبَهَائِم مُتَقَدّمَة له. ص: ٨٣
7- من أَسَاءَ إِلَى أَهله وجيرانه فَهُوَ أسقطهم وَمن كافأ من أَسَاءَ إِلَيْهِ مِنْهُم فَهُوَ مثلهم وَمن لم يكافئهم بإساءتهم فَهُوَ سيدهم وَخَيرهمْ وأفضلهم. ص: ٨٥
8- من أَرَادَ خير الْآخِرَة وَحِكْمَة الدُّنْيَا وَعدل السِّيرَة والاحتواء على محَاسِن الْأَخْلَاق كلهَا وَاسْتِحْقَاق الْفَضَائِل بأسرها فليقتد بِمُحَمد رَسُول الله ﷺ وليستعمل أخلاقه وسِيَره مَا أمكنه أعاننا الله على الاتساء بِهِ بمنه آمين. ص:٩١
9- غاظني أهل الْجَهْل مرَّتَيْنِ من عمري :
إِحْدَاهمَا: بكلامهم فِيمَا لَا يحسنونه أَيَّام جهلي
وَالثَّانيَِة: بسكوتهم عَن الْكَلَام بحضرتي[أيام علمي] فهم أبدا ساكتون عَمَّا يَنْفَعهُمْ ناطقون فِيمَا يضرهم
وسرني أهل الْعلم مرَّتَيْنِ من عمري :
إِحْدَاهمَا: بتعليمي أَيَّام جهلي
وَالثَّانيَِة: بمذاكرتي أَيَّام علمي. ص: ٩١،٩٢
10- من فضل الْعلم والزهد فِي الدُّنْيَا أَنَّهُمَا لَا يؤتيهما الله عزَّ وجلَّ إِلَّا أهلهما ومستحقهما وَمن نقص علو أَحْوَال الدُّنْيَا من المَال وَالصَّوْت أَن أَكثر مَا يقعان فِي غير أهلهما وفيمن لَا يستحقهما. ص: ٩٢
11- للْعلم حِصَّة فِي كل فَضِيلَة وللجهل حِصَّة فِي كل رذيلة وَلَا يَأْتِي الْفَضَائِل مَن لم يتَعَلَّم الْعلمَ إِلَّا صافي الطَّبْع جدا فَاضل التَّرْكِيب وَهَذِه منزلَة خُصَّ بهَا النَّبِيُّونَ عَلَيْهِم السَّلَام لِأَن الله تَعَالَى علَّمهم الْخَيْر كُله دون أَن يتعلموه من النَّاس وَقد رَأَيْت من غُمَار الْعَامَّة من يجْرِي من الِاعْتِدَال وَحميد الْأَخْلَاق إِلَى مَا لَا يتقدمه فِيهِ حَكِيم عَالم رائِض لنَفسِهِ وَلكنه قَلِيل جدا وَرَأَيْت مِمَّن طالع الْعُلُوم وَعرف عهود الْأَنْبِيَاء -عليهم السلام- ووصايا الْحُكَمَاء وَهُوَ لَا يتقدمه فِي خبث السِّيرَة وَفَسَاد الْعَلَانِيَة والسريرة شِرارُ الْخلق وَهَذَا كثير جدا فَعلمت أَنَّهُمَا مواهب وحرمان من الله تَعَالَى. ص: ٩٣
12- إِذا تكاثرت الهموم سَقَطت كلهَا. ص:٩٥
13- من جَالس النَّاس لم يعْدم همَّاً يؤلِم نَفسه وإثماً ينْدَم عَلَيْهِ فِي معاده وغيظاً يُنْضِج كَبَدَه وذُلَّاً يُنَكِّس هِمَّته فَمَا الظَّن بعدُ بِمن خالطهم وداخلَهم، والعِزّ والراحة وَالسُّرُور والسلامة فِي الِانْفِرَاد عَنْهُم وَلَكِن اجعلهم كالنار تدفَّأْ بهَا وَلَا تخالطها. ص: ٩٧
14- أول من تهون الزَّانِيَة فِي عينه الَّذِي يَزْنِي بهَا. ص: ٩٨
15- كَثْرَة وُقُوع الْعين على الشَّخْص يسهِّل أمره ويهوِّنه. ص: ١٠٠
16- من قَبِيح الظُّلم الْإِنْكَار على مَن أَكثر الْإِسَاءَة إِذا أحسن فِي النُّدرة. ص: ١٠١
17- لم أر لإبليسَ أصيد وَلَا أقبح وَلَا أَحمَق من كَلِمَتَيْنِ ألقاهما على أَلْسِنَة دعاته :
إِحْدَاهمَا: اعتذار من أَسَاءَ بِأَن فلَانا أَسَاءَ قبله
وَالثَّانيَِة: استسهال الْإِنْسَان أَن يسيء الْيَوْم لِأَنَّهُ قد أَسَاءَ أمس أَو أَن يسيء فِي وَجهٍ مَا لِأَنَّهُ قد أَسَاءَ فِي غَيره. ص:١٠٣
18- إهمال سَاعَة يفْسد رياضة سنة . ص: ١٠٦
19- وجدت أفضل نِعم الله تَعَالَى على الْعبد أَن يطبعه على الْعدْل وحبه وعَلى الْحق وإيثاره. ص: ١١٣
20- من عيب حب الذّكر أَنه يحبط الْأَعْمَال إِذا أحب عاملها أَن يذكر بهَا فكاد يكون شركا لِأَنَّهُ يعْمل لغير الله عزَّ وجلَّ وَهُوَ يطمس الْفَضَائِل لِأَن صَاحبه لَا يكَاد يفعل الْخَيْر حبا للخير لَكِن ليذكر بِهِ. ص: ١١٤
21- لَو علم النَّاقِص نَقصه لَكَانَ كَامِلا! ص: ١١٤
22- لَا ترغب فِي مَن يزهد فِيك فَتحصُل على الخَيبة والخِزي، لَا تزهد فِيمَن يرغب فِيك فَإِنَّهُ بَاب من أَبْوَاب الظُّلم وَترك مقارضة الْإِحْسَان وَهَذَا قَبِيح. ص: ١١٥
23- فَإِن ذَوي التراكيب الخبيثة يبغضون لشدَّة الْحَسَد كل من أحسن إِلَيْهِم إِذا رَأَوْهُ فِي أَعلَى من أَحْوَالهم! ص: ١١٧
24- لَا تنصح على شَرط الْقبُول وَلَا تشفع على شَرط الْإِجَابَة وَلَا تهب على شَرط الإثابة لَكِن على سَبِيل اسْتِعْمَال الْفضل وتأدية مَا عَلَيْك من النَّصِيحَة والشفاعة وبذل الْمَعْرُوف. ص: ١١٨
25- مُسَامَحَة أهل الاستئثار والاستغنام والتغافل لَهُم لَيْسَ مُرُوءَة وَلَا فَضِيلَة بل هُوَ مهانة وَضعف وتَضْرية لَهُم على التَّمَادِي على ذَلِك الْخُلُق المذموم وتغبيط لَهُم بِهِ وَعون لَهُم على ذَلِك الْفِعْل السُّوء وَإِنَّمَا تكون الْمُسَامحَة مُرُوءَة لأهل الْإِنْصَاف المبادرين إِلَى الْإِنْصَاف والإيثار فَهَؤُلَاءِ فرض على أهل الْفضل أَن يعاملوهم بِمثل ذَلِك لَا سِيمَا إِن كَانَت حَاجتهم أمس وضرورتهم أَشد. ص: ١٢٣
26- من أردْت قَضَاء حَاجته بعد أَن سَأَلَك إِيَّاهَا أَو أردْت ابتداءه بقضائها فَلَا تعْمل لَهُ إِلَّا مَا يُرِيد هُوَ لَا مَا تُرِيدُ أَنْت وَإِلَّا فَأمْسِك فَإِن تعديت هَذَا كنت مسيئا لَا محسنا ومستحقا لِلَّوم مِنْهُ وَمن غَيره لَا للشكر ومقتضيا للعداوة لَا للصداقة. ص: ١٢٤،١٢٥
27- لولا الطمع ما ذَلَّ أحدٌ لأحد. ص:١٣٣
28- رَأَيْت النَّاس فِي كَلَامهم الَّذِي هُوَ فصل بَينهم وَبَين الْحمير وَالْكلاب والحشرات ينقسمون أقساما ثَلَاثَة :
*أَحدهمَا: من لَا يُبَالِي فِيمَا أنْفق كَلَامه فيتكلم بِكُل مَا يسبِق إِلَى لِسَانه غير مُحَقِّقٍ نصر حق وَلَا إِنْكَار بَاطِل وَهَذَا هُوَ الْأَغْلَب فِي النَّاس
*وَالثَّانِي: أَن يتَكَلَّم ناصرا لما وَقع فِي نَفسه أَنه حق ودافعا لما توهم أَنه بَاطِل غير مُحَقّق لطلب الْحَقِيقَة لَكِن لجّاجاً فِيمَا الْتزم وَهَذَا كثير وَهُوَ دون الأول.
*وَالثَّالِث: وَاضع الْكَلَام فِي مَوْضِعه وَهَذَا أعز من الكبريت الْأَحْمَر . ص: ١٤٧
29- كَانَ ﷺ لَا يواجِه بِالْمَوْعِظَةِ لَكِن كَانَ يَقُول مَا بَال أَقوام يَفْعَلُونَ كَذَا. ص: ١٥٠
30- الْحَكِيم لَا تَنْفَعهُ حكمته عِنْد الْخَبيثِ الطَّبْع بل يَظُنّهُ خبيثا مثله وَقد شاهدت أَقْوَامًا ذَوي طبائع رَدِيَّة وَقد تصوَّر فِي أنفسهم الخبيثة أَن النَّاس كلهم على مثل طبائعهم لَا يصدقون أصلا بِأَن أحدا هُوَ سَالم من رذائلهم بِوَجْه من الْوُجُوه وَهَذَا أسوء مَا يكون من فَسَاد الطَّبْع والبُعد عَن الْفضل وَالْخَيْر وَمن هَذِه صفته لَا يُرجى لَهَا معاناةٌ [وفي بعض النُسَخ: معافاة] أبدا وَبِاللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيق. ص: ١٧٤ . ❝
❞ اتق شر من أحسنت إليه!
===
قال ابن حزم:
فَإِن ذَوي التراكيب الخبيثة يبغضون لشدَّة الْحَسَد كل من أحسن إِلَيْهِم إِذا رأوه في أَعلى من أحوالهم . ❝
❞ اذا نصحت فانصح سرا لا جهرا
لا تنصح على شرط القبول منك
ان تعديت هذه الوجوه فانت ظالم لا ناصح وطالب طاعة وملك لا مؤد حق ديانة واخوة وليس هذا حكم عقل اوصداقة ولكن حكم السيد مع عبيده . ❝
❞ للحب علامات يقفوها الفطن، ويهتدي إليها الذكي . فأولها إدمان النظر والعين باب النفس الشارع ، وهي المنقبة عن سرائرها ، والمعبرة لضمائرها ، والمعربة عن بواطنها . فترى الناظر لا يطرف ، ينتقل بتنقل المحبوب ، وينزوي بإنزواءه ، ويميل حيث مال . ومنها علامات متضادة وهي على قدر الدواعي ، والعوارض الباعثة والأسباب المحركة والخواطر المهيجة . والأضداد أنداد ، والأشياء إذا أفرطت في غايات تضادها ووقفت في انتهاء حدود اختلافها تشابهت ، قدرة من الله عز وجل تضل فيها الأوهام . فهذا الثلج إذا أُدمن حبسه في اليد فعل فعل النار ، ونجد الفرح إذا أفرط قتل ، والغم إذا أفرط قتل ، والضحك إذا كثر واشتد ، أسال الدمع من العينين . وهذا في العالم كثير ، فنجد المحبين إذا تكافيا في المحبة وتأكدت بينهما شديداً ، كثر تهاجرهما بغير معنى ، وتضادهما في القول تعمداً ، وخروج بعضهما على بعض في كل يسير من الأمور ، وتتبع كل منهما لفظة تقع من صاحبه ، وتأولها على غير معناها ، كل هذا تجربة ليبدو ما يعتقده كل واحد منهما في صاحبه . ❝
❞ وللحُب علامات يقفوها الفطن، ويهتدي إليها الذكي؛ فأولها إدمان النظر؛ والعين باب النفس الشارع، وهي المنقبة عن سرائرها، والمُعبِّرة لضمائرها، والمُعربة عن بواطنها، فترى الناظر لا يطرف، يتنقَّل بتنقل المحبوب، وينزوي بانزوائه، ويميل حيث مال كالحرباء مع الشمس . ❝
❞ ترى الشخصين يتباغضان لا لمعنًى ولا علة، ويستثقل بعضهما بعضًا بلا سبب والحب — أعزك الله — داء عَيَاء، وفيه الدواء منه على قدر المعاملة، ومقامٌ مستلذ، وعلة مشتهاة، لا يودُّ سليمُها البرءَ، ولا يتمنَّى عليلُها الإفاقة، يُزيّن للمرء ما كان يأنف منه، ويُسهِّل عليه ما كان يصعُب عنده، حتى يُحيل الطبائع المركبة والجِبِلَّة المخلوقة. وسيأتي كل ذلك ملخصًا في بابه إن شاء الله . ❝
❞ أنك لا تجد اثنين يتحابَّان إلا وبينهما مشاكلة واتفاق الصفات الطبيعية، لا بد في هذا وإن قل، وكلما كثرت الأشباه زادت المُجانسة وتأكَّدت المودة فانظر هذا تراه عِيانًا، وقولُ رسول اللهﷺيؤكِّده: «الأرواح جنود مجندة، ما تَعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف . ❝
❞ أن المحبة ضُروب، فأفضلها محبَّة المتحابِّين في الله عز وجل؛ إما لإجتهاد في العمل، وإما لإتفاق في أصل النِّحلة والمذاهب، وإما لفضل عِلْم يُمنحه الإنسان . ❝
❞ جميع العرب يرجعون إلى ولد ثلاثة رجال: وهم عدنان، وقحطان، وقضاعة.
فعدنان من ولد إسماعيل بلا شك في ذلك، إلا أن تسمية الآباء بينه وبين إسماعيل قد جهلت جملة. وتكلم في ذلك قوم بما لا يصح؛ فلم نتعرض لذكر ما لا يقين فيه؛ وأمّا كل من تناسل من ولد إسماعيل- عليه السلام- فقد غبروا ودثروا، ولا يعرف أحد منهم على أديم الأرض أصلاً، حاشا ما ذكرنا من أن بني عدنان من ولده فقط.
وأما قحطان، فمختلف فيه من ولد من هو؟ فقوم قالوا: هو من ولد إسماعيل- عليه السلام-. وهذا باطل بلا شك، إذ لو كانوا من ولد إسماعيل، لما خص رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بني العنبر بن عمرو بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بأن تعتق منهم عائشة.
وإذ كان عليها نذر عتق رقبة من بني إسماعيل، فصح بهذا أن في العرب من ليس من ولد إسماعيل. وإذ بنو العنبر من ولد إسماعيل، فآباؤه بلا شك من ولد إسماعيل؛ فلم يبق إلّا قحطان وقضاعة.
وقد قيل إن قحطان من ولد سام بن نوح؛ والله أعلم؛ وقيل: من ولد هود عليه السلام؛ وهذا باطل أيضاً بيقين قول الله تعالى: وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً* «1» وقال تعالى: وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ. سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ. فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ «2» . وهود، عليه السلام، من عاد، ولا ترى باقية لعاد.
وأما قضاعة فمختلف فيه: فقوم يقولون: هو قضاعة بن معد بن عدنان، وقوم يقولون: هو قضاعة بن مالك بن حمير؛ فالله أعلم.
ووجدنا فى كتب بطليموس، وفى كتب العجم القديمة، ذكر القضاعيين ونبذة من أخبارهم وحروبهم. فالله أعلم أهم أوائل قضاعة هذه وأسلافهم، أم هم غيرهم . ❝